فيروس مكلل
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الفيروسات المكللة Coronaviruses
هي فيروسات تسبب عدوى في الجهاز التنفسي العلوي عند البشر.
عُرفت الفيروسات المكللة لأول مرة في الستينات، وأخذت اسمها من الشكل الشبيه بالتاج (إكليل). تصيب الفيروسات المكللة الثدييات والطيور. وتتشابه من حيث البنية الشكلية والصيغة الكيميائية فيما بينها. لكن ليس هنالك من دليل يدعم انتقال هذه الفيروسات من حيوانات مصابة إلى الإنسان.
وعند الحيوانات تغزو كثير من الفيروسات المكللة أنسجة مختلفة مسببةً أمراضًا متعددة، لكن عند البشر لم يثبت إلا أنها تسبب عدوى خفيفة في الجهاز التنفسي العلوي، أشبه بالزكام.
وفي حالات نادرة تترافق الإصابة بالفيروسات المكللة بجائحات معدية معوية عند الأطفال.
العدوى والأعراض
تغزو الفيروسات المكللة السبيل التنفسي عن طريق الأنف، بعد فترة حضانة 3 أيام. مسببةً أعراض الزكام، بما فيه:
- انسداد الأنف.
- العطاس.
- سيلان أنفي.
- وفي بعض الأحيان تسبب السعال.
يشفى المريض خلال بضعة أيام، تنزح خلاله الفيروسات من المفرزات الأنفية.
في حال وصل الفيروس للجهاز التنفسي السفلي (ليس بالطريق المباشر كما في حالة الجهاز التنفسي العلوي) فيمكن أن يسبب التهاب الرئة، وخصوصًا عند المسنين، أو المصابين بمرض قلبي، أو المضعفين مناعيًا.
البنية
الفيروسات المكللة فيروسات مغلفة كروية إلى متعددة الأشكال. يوجد على غلافها بروتينات سكرية، وتحيط بمركز يتكون من بروتين مطرسي، يغلف رنا إيجابي أحادي الطاق. يترافق مع بروتينات نووية.
تعد البروتينات السكرية مسؤولة عن التصاق الفيروس بالخلية المضيفة، وتحمل أيضًا الحواتم المستضدية الرئيسية للفيروس، خصوصًا التي تتوافق مع أضداد العدلات.
التصنيف والأنماط المستضدية
تتجمع الفيروسات المكللة في عائلة Coronaviridae على أساس المظهر التاجي الذي تعطيه البروتينات السكرية الموجودة في الغلاف عند رؤيتها بالمجهر الإلكتروني. ويفرق هذا التصنيف أيضًا بين صفات محددة كيميائيًا ومستضديًا.
معظم الفيروسات المكللة التي تصيب البشر تتجمع في مجموعتين فقط، وهما 229E-like و OC43-like. وتختلف هاتان المجموعتان بالمحددات المستضدية والمتطلبات الزراعية؛ فمثلًا الفيروسات 229E-like يتطلب زراعتها مزارع جنينية بشرية؛ أما الفيروسات OC43-like فيمكن زراعتها في أدمغة فئران. كما أن التفاعلات المستضدية المتقاطعة بينهما قليلة. كما تسبب المجموعتان وبائيات منفصلة عن بعضها.
التضاعف
تدخل الفيروسات المكللة الخلية عن طريق مستقبلات محددة. ويساعدها في ذلك المستقبلات الحاوية على الأمينوببتيداز N بالنسبة لفيروسات 229E-like والمستقبلات الحاوية على حمض السياليك بالنسبة لفيروسات OC43-like. بعد أن يدخل الفيروس الخلية يتعرى وينتسخ الجينوم.
يرمز الرنا المرسال الأقصر للبروتينات النووية، ويساعد الباقي على نسخ حينومات أخرى. تتجمع البروتينات على غشاء الخلية، ثم يأتي الرنا الجينومي للفيروس ويتبرعم الفيروس من الغشاء الداخلي للخلية.
التشخيص
- لا يوجد فحص سريري يمكن أن يميز الزكام الناتج عن الفيروسات المكللة عن الزكام الناتج عن الفيروس الأنفي.
- يمكن لأغراض بحثية زراعة الفيروس من مسحات أو غسولات الأنف. ثم يشاهد تحت المجهر الإلكتروني (أو بطرق أخرى).
- الطريقة الأكثر فائدة في التشخيص المخبري في الإصابة بهذه الفيروسات هي جمع عينات في المرحلة الحادة للمرض وفحصها باستخدام ELISA وقياس عيار الأضداد. أما فحص تثبيت المتممة فيعد غير حساسًا.
العلاج
العلاج عرضي في هذه الإصابة؛ ويمكن إنقاص احتمال العدوى بتطبيق العادات الصحية. ولا يوجد حتى الآن لقاح.
العلاج العرضي
- أدوية الرشح.
- خافضات الحرارة (لكن لا يعطى الأسبرين للأطفال، ويُكتفى بمضادات الالتهاب اللاستيرويدية والباراسيتامول).
- الراحة.
- الإكثار من السوائل.
الإجراءات الصحية
- غسل اليدين جيدًا بالماء الفاتر والصابون.
- عدم وضع اليدين على العينين أو في الفم.
- تجنب الاتصال مع الأشخاص المصابين.