الفيروس القردي 40
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الفيروس القردي 40 simian virus
الفيروس التورامي القردي 40، ويرمز له بـ SV40، هو فيروس ورمي قوي يحوي الدنا كحمض نووي.
وهو فيروس ينتمي لعائلة الفيروسات التورامية، والتي تتضمن فيروس جون كونينغهام (فيروس يستهدف الخلايا الدبقية خصوصاً، وكان يسمى في السابق الفيروسة البابوفية) وفيروس ب ك (والذي يشاهد عادةً عند الأفراد الخاضعين لزرع كلية).
هذه الفيروسة هي فيروسة صغيرة غير مغلفة ذات سطح عشريني، تحوي دنا كحمض نووي. يتضمن جينومها نسخة وحيدة من دنا حلقي ثنائي الطاق مفرط الالتفاف، بطول 5 آلاف أساس تقريباً.
يتشارك فيروس جون كونينغهام وفيروس ب ك بـ 72% من تسلسلهم الوراثي مع بعضهم، وكلٌ منهما يتشارك بـ 70% من تسلسلهم الوراثي تقريبًامع الفيروس القردي 40. رغم أنَّ هذه الفيروسات متعلقة ببعضها، إلا أنَّه يمكن تمييزها بسهولة على مستوى الدنا والبروتينات. عُرفت القدرة المولدة للأورام لعداوى الفيروسة القردية بوضوح في النماذج الحيوانية المختبرية. وتتراوح الفترة الكامنة لتطور الورم عند فئران الهامستر من 3 أشهر إلى أكثر من سنة.
يُعرف حتى الآن نمط مصلي واحد من الفيروس القردي 40، لكن هنالك سلالات جينية يمكن تمييزها بالاختلافات النكليوتيدية.
وكُشف التسلسل الجيني لهذه الفيروسة باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل في خزعات الكلية عند 56% من المرضى المصابين بتصلب الكبيبات القطعي.
إمراضيته
تشير التحليلات إلى أنَّه يُصنف ضمن المجموعة أ2 من العوامل المسببة للأمراض (وهي مجموعة من العوامل التي يشار إليها بالتسبب بالسرطان عند البشر لكن غير مؤكد بعد). يُعرف هذا الفيروس بأنَّه فيروس مسبب للسرطان يحفز تشكل سرطانات في الدماغ والعظام، وخباثات الخلايا المتوسطة وأورام لمفية عند حيوانات المختبر. وتشير الأدلة إلى أنَّه يسبب عداوى عند البشر أيضاً.
تلوث لقاحات فيروس شلل الأطفال بالفيروس القردي 40 ارتبط اكتشاف الفيروسية التورامية القردية 40 بالتطور والتوزع العالمي للأشكال الباكرة من لقاح فيروس شلل الأطفال.
من الجدير بالذكر أنَّ الفيروس القردي اكتشف في خباثات عند أطفال وشباب لم يتعرضوا للقاحات ملوثة لفيروس شلل الأطفال، بالإضافة إلى بالغين أكبر سناً.
الفيزيولوجيا المرضية
بعد أن تصيب الفيروسة الخلية تنتج مستضدات يطلق عليها المستضدات ت T-ags، وذلك باكرًافي دورة التضاعف الفيروسي. ترتبط هذه المستضدات، وتثبط البروتينات الهامة الكابحة للورم، والتي تتضمن p53 وpRb وp107 وp130/Rb2.
في الحالة الطبيعية يتحسس البروتين ب53 p53 الكابح للورم التضرر في الدنا، فعندها إما أن يوقف الخلية في المرحلة ج1 المتأخرة لإصلاح الدنا، أو يوجه الخلية للتموت عبر طريقة الاستماتة الذاتية. فالمستضدات ت للفيروسة القردية تحجز البروتين p53، ما يلغي دوره، سامحًاللخلية المتضررة جينيًابالنجاة والدخول في الطور س، ما يؤدي لتراكم الخلايا المعبر فيها عن المستضدات ت مع تعديلات جينومية تحفز النمو الورمي. يرتبط البروتين pRb بعامل النسخ E2F في المرحلة ج1 الباكرة في دورة الخلية؛ وتسبب المستضدات ت تفككًاغير منظم للمعقدات pRb/E2F ما يحرر عامل النسخ E2F لتفعيل التعبير عن الجينات المحفزة للنمو. أي أنَّ عداوى الفيروس القردي عند البشر تتداخل مع سبلٍ عدة متعلقة بالتحكم بدورة حياة الخلية، وتؤدي إلى تطور الخباثات.
وقد أشارت الدراسات أنَّ الفيروسة القردية يمكنها الانتساخ بكفاءة في كثير من الخلايا البشرية (لكن في الأرومات الليفية كان الانتساخ ضعيفاً)، وأظهرت التجارب في الزجاج أنَّ الخلايا البشرية يمكنها دعم انتساخ هذه الفيروسة، ما يظهر أنَّ البروتينات البشرية لها القدرة على التعاون مع المستضدات ت لهذه الفيروسة لانتساخ دناه.
أظهرت الدراسات الأخيرة أنَّ الخلايا المتوسطة البشرية الأولية تستجيب إلى الفيروسة القردية بطريقة مختلفة عن الأرومات الليفية؛ فالخلايا المتوسطة حساسة للغاية لعدوى الفيروسة القردية.
الأورام التي يسببها الفيروس
ظهر أنَّ الفيروس يسبب أنواعًامختلفةً من السرطانات لإمكانية انتساخه في أنواعٍ مختلفة من الخلايا، ومن هذه السرطانات التي وجدت عند البشر:
- سرطانات الدماغ.
- سرطانات الخلايا المتوسطة الخبيثة.
- سرطانات العظام.
- سرطانات لمفية.
العلاج
يمكن استخدام الإنترفيرون لتثبيط الانتساخ.