التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي
عدوى تسبب داءً حمويًا يشفى تلقائيًا، يتداخل عادةً في التشخيص مع التهاب السحايا الإنتاني. يسببها فيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي LCMV.
عُزل فيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي LCMV أول مرة عام 1933 من مريض يُشك بإصابته بالتهاب دماغ لويس. وهو فيروس رنا وحيد الطاق ينتمي لعائلة الفيروسات الرملية Arenaviridae، والتي سميت بذلك لمظهرها تحت المجهر الإلكتروني، حيث تشابه حبات الرمل.
أما عن النواقل المعدية (غير العرضية) فغالبًا ما تكون الفئران وخنازير غينيا، حيث تعمل كمستودع للفيروس.
من الشائع جدًا انتقال الفيروس عن طريق المفرغات الملوثة، فيخرج باللعاب والبول والسوائل المخاطية للقارض الناقل، وينتقل الفيروس للإنسان بالطريق الهوائي، أو يعد الاتصال المباشر مع الحيوانات وعضاتها طريقًا ممكنًا للإصابة بالعدوى.
يرتبط الانتقال العمودي من الأم لجنينها بزيادة في خطر حصول إجهاض تلقائي. وقد يكون سببًا للإصابة بمتلازمة موه الرأس والتهاب المشيمية والشبكية وتكلس محيط الأوعية، بشكل مشابه لذلك المشاهد عند الإصابة بعدوى الفيروس مضخم الخلايا الخلقي، والمقوسات، ما قد يؤدي إلى تأخر عقلي وصغر حجم الرأس ونوبات وعمىً.
يمكن أن تنتقل العدوى أيضًا بنقل الأعضاء. ويتمثل المرض هنا بداء بفشل متعدد الأعضاء.
لكن قليلًا ما يشمل التهاب السحايا. إلا أنَّ هذه الحالات تترافق مع نسبة وفيات عالية، وذلك بسبب كبت المناعة عن المتلقي.
الفيزيولوجيا المرضية
حصول أول تلوث فيروسي دموي بعدوى التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي يبذر الفيروس في الأنسجة خارج الجهاز العصبي المركزي (الطور 1).
يمكن أيضًا أن يؤثر على بعض الأعضاء، مثل الخصيتين والقلب والمفاصل. فقد يسبب التهابًا في الخصية أحادي الجانب عادةً، فيتطور خلال 1 إلى 3 أسابيع من بداية المرض. أما الإصابة القلبية فقد تحدث منذ بدأ الإصابة، فقد يسبب التهاب عضلة القلب أو التهاب شغاف القلب.
يعد المفصل السنعي السلامي والمفصل الداني بين السلاميات أكثر المواقع إصابة في التهاب المفاصل المسبب بفيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي . ويزول الاحمرار والتوذم والألم خلال بضعة أسابيع.
ثم وفي الطور الثاني يصيب التلوث الفيروسي الدموي السحايا، وبدرجة أقل النسيج القشري.
ترشح السحايا الرقيقة على نحوٍ أساسي باللمفاويات والخلايا المنسجة، مع بعض العدلات. وفي التهاب الدماغ بداء التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي تُلاحظ نفس الخلايا الالتهابية في أَحْيازُ فيرخوف-روبين (الأَحْيازُ المُحِيْطَةُ بالأَوْعِيَة).
لا يعد التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي سامًا للخلايا. ويبدو أنَّ الاستجابة المناعية للمضيف تجاه الخلايا المصابة تنتج تظاهرات متنوعة لهذا المرض. فالخلايا القاتلة هي ما يستجب أولًا، ثم يتبعها إنتاج الإنترفيرون من الخلايا التائية القاتلة. ويصبح التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي قابلًا للكشف أثناء المرحلة الحموية الثانوية. بالإضافة لذلك يمكن لفيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي كبح الأستيل كولين. قد يؤثر التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي على الجهاز العصبي التلقائي، وعلى عدد من الأعصاب الحسية، والأعصاب القحفية.
ناردًا ما يسبب الفيروس عقابيل عصبية طويلة الأمد، وفي حال تبسبيبه بها تتضمن صداعًا مزمنًا، وموه رأس وصمم والتهاب النخاع المستعرض، ومتلازمة غيلان باريه.
الوفيات
معدل الوفيات عند الإصابة بهذا الفيروس أقل من 1%. وقد يرتبط الموت بمضاعفات التهاب الدماغ أو بالمتلازمة النزفية. كما أنَّ الكبت المناعي قد يسبب فشل متعدد الأعضاء.
الانتشار
ينتشر التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا وأستراليا واليابان.
الأعراض
تتراوح الأعراض عند المرضى المؤهلين مناعيًا من مرض شبيه بالإنفلونزا إلى إصابة شديدة في الجهاز العصبي المركزي.
تكون الأعراض البدئية غير نوعية، وتتضمن:
- حمى.
- معص.
- ألم عضلي.
- غثيان أو إقياء.
- صداع محيط بالحجاج.
- رهاب الضوء.
- قهم.
قد تنحسر الأعراض ليومين إلى 4 أيام، ثم تعاود الظهور كالتالي:
- زيادة الصداع.
- صمل قفوي.
- نقص بمستوى الوعي، يترواح من نوام إلى غيبوبة.
وفي بعض الأحيان يصاب المريض بالآتي:
- التهاب الخصية.
- التهاب النكفية.
- التهاب القلب أو التهاب شغاف القلب.
- شلل أو خزل (نادرًا).
- ثعلبة.
- التهاب مفاصل اليد.
أما أعراض الأفراد مكبوتي المناعة (مثل مرضى نقل الأعضاء) فقد تتضمن:
- التهاب الدماغ.
- فشل تنفسي.
- نقص الكريات البيضاء.
- نقص الصفيحات الدموية.
- اعتلال خثري.
- فشل كلوي/كبدي.
- بؤر نزفية في أنسجة متعددة.
العقابيل العصبية نادرة، لكن يمكن أن تتضمن صداعًا مزمنًا، وموه رأس وصمم والتهاب النخاع المستعرض ومتلازمة غيلان باريه.
التشخيص
تُشخص بدايةً استنادًا إلى التاريخ المرضي، ويؤكد التشخيص بالاختبارات السريرية. قد يظهر تعداد الدم الكامل نقصًا في الكريات البيض ونقصًا في الصفيحات في بداية المرض. الطريقة الأفضل في التشخيص هي تقييم عيار الغلوبولينات المناعية ج والغلوبولينات المناعية م في المرحلة الحادة والناقهة من المرض، في مصل المريض وفي السائل الدماغي الشوكي. وتعد حساسية مقايسة الامتصاص المناعي المرتبط بالأنزيم أكبر من تلك لمقايسة التألق المناعي.
يُظهر تحليل السائل الدماغي الشوكي التالي:
- ارتفاع في ضغط الدخول.
- تركيز بروتيني 50-300 ملغ/دل. ويمكن أن يتجاوز في بعض الحالات 600 ملغ/دل.
- كثرة الخلايا اللمفاوية في السائ لالنخاعي، لتصل للمئات في الديسيلتر.
- انخفاض في مستويات السكر.
العلاج
يُشفى المريض عادةً خلال 1 إلى 3 أسابيع. ويعد التشخيص المبكر والمعالجة الداعمة (تعويض السوائل واستخدام مضادات الالتهاب اللاستيرويدية) أساسيًا، خصوصًا عند المرضى منقوصي المناعة، ويُخفف الكبت المناعي لديهم قدر الإمكان.
ليس هنالك من علاج محدد حتى الآن. لكن للريبافيرين فعالية في الزجاج ضد فيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي وقد استخدم بنجاح عند مرضى الزرع المصابين بشكل شديد للمرض. وأظهر الفافيبيرافير تثبيطًا لفيروس التهاب السحايا والمشيميات اللمفاوي في الزجاج أيضًا. ويعطي تأثيرات واعدة في إنقاص الوفيات.
المصدر
https://emedicine.medscape.com/article/220796-followup#showall