مضاد حيوي
مضاد حيوي Antibiotic، هي مواد عضوية تنتجها الكائنات الدقيقة كالبكتيريا و الفطريات اثناء نموها وهي قادة بتركيز منخفض ان تبيد او تهبط نمو الكائنات الدقيقة غير الكائنات التي أنتجتها. أو هي مواد تنتجها العديد من الكائنات الدقيقة (بكتريا ، فطور ..) تقوم بتعطيل نمو كائنات دقيقة أخرى وبالمحصلة تقضي عليها ، ويمكن أن تصنف المضادات الحيوية إما موقفة لنمو الجراثيم ، أو قاتلة لها. ويتوسع الناس بالمصطلح ليشمل المضادات البكترية الصنعية كالسلفوناميدات والكينولونات . وتتمايز الصادات عن بعضها بأمور كثيرة منها : آليات التأثير ، وأنواع الجراثيم التي تقضي عليها (تصنف الجراثيم عادة وفق شكلها وقابليتها للعيش في الهواء وإمكانية تلوينها واعتبارات أخرى) . وتعد المضادات الحيوية أهم أسلحة الطب الحديث ، ولكنها بدأت تفقد قدرتها العلاجية بسبب سوء الاستعمال المتمثل إما بإعطائها دون حاجة ، أو عدم إتمام الكمية الموصوفة ، مما أدى لنشوء سلالات بكتيرية مقاومة للمضاد الحيوي ، وفي بعض الأحيان مقاومة للعديد منها ، وتعود مسؤولية هذا التدهور جزئياً لأسباب طبيعية نتيجة تأقلم الجراثيم ، وكثيرٌ منها يرجع للخطأ البشري في تصرفات الطبيب والصيدلاني والمريض
نبذة تاريخية
على مدى أكثر من 2500عام، ظل الناس يعالجون بعض الأخماج الجلدية باستعمال الفطريات العفنية، التي تكون المضادات الحيوية. غير أن الدراسة العلمية الحديثة لهذه المواد لم تبدأ إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.
في ذلك الوقت، اكتشف الكيميائي الفرنسي لويس باستير، أن البكتيريا تنشر الأمراض المعدية. ثم طور عالم البكتيريا الألماني روبرت كوخ طرق فصل وتحضير مختلف أنواع البكتيريا. وقد تعرف كوخ أيضًا على بكتيريا معينة تسبب أمراضًا معينة.
البنسلين أصبح أول مضاد حيوي فعال. تم الحصول عليه من عفن البنيسليوم عن طريق عمليات تنقية وبلورة. وتوضح هذه الصورة الفوتوغرافية الشكل المجهري لفطر بنيسليوم.
بدأ العلماء بعد ذلك في العمل على إيجاد أدوية لها القدرة على تدمير الأحياء المجهرية الممرضة، ولكن ثبت أن المواد التي أنتجوها إما عديمة الفاعلية أو ضارة. وجاء الكشف العلمي التاريخي عام 1928م، حينما لاحظ عالم البكتيريا البريطاني ألكسندر فليمنج أن فطرًا عفنيًا من جنس بنيسليوم، ينتج مادة تدمر البكتيريا. وأطلق على هذه المادة اسم البنسلِّين. تعرف فليمنج على إمكانية استعمال البنسلين في علاج المرض، ولكن صعوبة استخلاصه من الفطر العفني، حالت دون إجراء المزيد من التجارب.
وفي أواخر الثلاثينيات استحدث العالمان البريطانيان، إيرنست تشين وهوارد فلوري، طريقة لاستخلاص وتنقية كميات قليلة من البنسلين. وفي عام 1941م، تحقق أول علاج طبي ناجح بالبنسلين، حينما تناول الدواء رجل شرطة بريطاني، كان يعاني من حالة تسمم بكتيري في الدم. وفي عام 1943م، تم اكتشاف نوع من عفن البنسلين، يعطي إنتاجًا وفيرًا، ومن ثم زاد إنتاج البنسلين زيادة كبيرة.
وفي أوائل الأربعينيات، اختبر عالم الكيمياء الأمريكي سلمان واكسمان نحو عشرة آلاف نوع من بكتيريا التربة، وذلك من أجل التوصل إلى مضادات حيوية فعالة. وفي عام 1943م، اكتشف واكسمان أن بعض ميكروبات المتسلسلة، وهي نمط من الفطريات، تنتج مادة لها خواص المضاد الحيوي القوي. ونتج عن بحثه مضاد حيوي جديد، أطلق عليه اسم ستربتومايسين. وبالرغم من أن آلاف المضادات الحيوية قد وجدت في الطبيعة أو أنتجت كيميائيًا، إلا أن قليلاً منها ثبت أنه مأمون وفعال. كما ثبت إضافة إلى ذلك، أن بعض الأنماط من الأحياء المجهرية الممرضة، قد اكتسبت مقاومة ضد بعض المضادات الحيوية
إكتشاف المضاد الحيوي
حين بدأ البحث العلمي عن دواء فعال ضد الزهري ، تم منذ ذلك التاريخ اكتشاف العديد من الأدوية الفعالة ضد معظم الامراض الناجمة عن البكتيريا و الطفيليات وحيدة الخليه وكان اهم هذه الأدوية السلفونامايدات ثم المضادات الحيوية.
وكان البنسلين هو اول اكتشاف في عالم المضادات الحيوية. وقد توسع التعبير ليشمل المواد المشتقة التي تنتج بالتخليق جزئياً أو كلياً وهناك بعض المضادات الحيوية الفعالة ضد انواع الاورام الخبيثة كالبكتريا و الفيروسات و الحيونات الاولية.
وأنواعها:
- مضادات واسعة المفعول (broad spectruim)، ومنها الأمبيسلين و الكلورامفينكول و التتراسيكلين وهي مفيدة في علاج الانتانات المختلطة ( mixed infection) .
- واخرى تسمى مضادات ضيقة المفعول (narrow spectrum) مثل البنسلين و الإريثرومايسين.
عمل المضادات الحيوية
إن المضاد الحيوي:
- منه ما يثبط نمو البكتريا ( Bacterio static) وذلك بتاثيره على النمو بمنع التخليق الحيوي لبروتينات الخلية وأحماضها النووية.
- ومنه ما يبيد الجراثيم (Bacterioidal) وذتك بمنع تكوين جدار الخلية أو غشائها السيتوبلازمي (الهيولي cytoplasm)
- وقد يؤثر المضاد موقفاً للنمو بجرعته الادنى ومبيد بجرعته الأعلى ويعتمد استمرار المفعول على الجرعة المناسبة وكذلك نفاذية المضاد الحيوي الى الانسجة.
لذا فإنه يفضل قبل البدء في المعالجه فحص حساسية الجرثوم للمضادات الحيوية لاستعمال المضاد المؤثر في المرض المعالج.
اختبار وإنتاج المضادات الحيوية
كيفية إنتاج المضادات الحيوية ينتج صناع الدواء ملايين الأطنان من المضادات الحيوية سنويًا، وتختلف عمليات الإنتاج باختلاف الشركات. وعلى أية حال، فإن بعض الشركات تستخدم العملية الموضحة أدناه. تجري الشركات اختبارات موسعة أثناء الإنتاج وبعده، وذلك للتأكد من أن المضادات الحيوية مأمونة الجانب وفعالة.
الاختبار
يختبر العلماء، في كل عام، الآلاف من المواد الميكروبية الطبيعية والمواد المحورة كيميائيًا، لإمكانية استعمالها مضادات حيوية. ففي البداية، تختبر هذه المواد ضد الأحياء المجهرية الممرضة التي يتم تحضيرها في أنابيب اختبار أو في أطباق مختبرية.
والمادة التي تبدي فعالية قوية ضد الأحياء المجهرية الممرضة، يتم اختبارها على نطاق واسع، باستخدام حيوانات التجارب. وإذا لم تحدث آثار ضارة في الحيوانات، يجرب المضاد الحيوي على البشر. وفي المملكة المتحدة، لابد أن توافق وكالة الرقابة الدوائية، على إجراء الاختبارات على الإنسان. فإذا ثبت أن الدواء أكثر أمانًا وفاعلية من المضادات الحيوية المستعملة من قبل، فإنه يعرض على وكالة الرقابة الدوائية للموافقة. وفي النهاية، إذا وافقت الوكالة على المضاد الحيوي، تبدأ شركات الأدوية في إنتاجه تجاريًا.
الإنتاج
وهو يشمل عدة خطوات. تحضر أولاً مزارع من الأحياء المجهرية المنتجة للمضاد الحيوي في قوارير، ثم تنقل محتويات هذه القوارير بعد ذلك إلى أوعية كبيرة للتخمر. وتتكاثر الأحياء المجهرية سريعًا في الأوعية الكبيرة حيث توجد بيئة مناسبة لتنشيط نموها، وتستخلص مادة المضاد الحيوي من المزرعة بعد التخمّر وتنقى. وتحوَّر بعض المضادات الحيوية كيميائيًا لإنتاج مضادات حيوية شبه اصطناعية. وفي الواقع، فإن كثيرًا من هذه الأدوية تكون أكثر فاعلية من المضادات الحيوية الطبيعية التي جاءت منها.
كيفية وشروط استخدامها
يجب عند الاستخدام ان نستخدمها بشكل صحيح لأنها قد تضر:
- يجب قبل البدء في المعالجة عمل زراعة للجرثومة المسببة للمرض لمعرفة المضاد المؤثر لها.
- يجب استخدام المضاد الحيوي حتى الشفاء كاملاً وغالبا في الاصابات البسيطه من5ايام_7أيام حتى لا يحدث عند المكروب مناعة من الدواء المستخدم.
- مراعاة مدة تأثير الجرعة، فالبعض يكون كل 6ساعات والبعض كل 8ساعات وهذا بالنسبة للدواء الذي يوخذ عن طريق الفم وهي قصيرة المفعول.
أنواع المضادات الحيوية حسب آلية التأثير
مضادات حيوية تعمل على جدار خلية البكتريا Bacterial cell wall
مضادات حيوية تعمل على جدار السيتوبلازمي Cytoplasmic. membrane
وهذه المضادات الحيوية تؤثر على خلية البكتريا وخلايا العائل ولذا فان لها تاثير ضار على الخلية.
مضادات حيوية تعمل على تكوّن البروتينات داخل الخلية
مضادات حيوية تعمل على حمض النيوكليك (Nucleic acid)
زمرها الرئيسية
الأمينوغلوكوزيدات
استخلصت من جراثيم توجد في التراب ، وهي مركبات تقتل الجراثيم عبر تعطيل تصنيع البروتينات فيها وتؤثر خاصةً في العصيات الهوائية سلبية الغرام ؛ العصيات (شكل البكتريا يشبه العصا) ، الهوائية (تعيش بوجود الهواء) ، سلبية الغرام (لا تتلون بطريقة غرام) . وتعطى حقناً لأنها لا تمتص من الجهاز الهضمي ، وهي أكثر الصادات سميةً ؛ فلها سمية أذنية تحد من استعمالها ، إذ تصل نسبة نقص السمع في المرضى المعالجين بها إلى 25% ، ونسبة 10% في المعالجين بالنتلمايسين ، والضرر غالباً غير عكوس ، وقد يؤدي التداوي المتكرر بجرعات كبيرة ولفترة طويلة إلى الصمم ، ولها سمية كلوية بنسبة 8 إلى 26% من المعالجين ولكنها عكوسة غالباً ، كما لها تأثير سلبي على الوصل العضلي العصبي وهو أقل الآثار الجانبية حدوثاً . وتشكل حقن الستربتومايسين والكانامايسين الخط العلاجي الثاني للسل بعد فشل المعالجة الفموية ، ولا ينصح عادة باستخدامهما لغيره من الأمراض ، ومن هذه الزمرة الجنتامايسين والتوبرامايسين وهما الأكثر استعمالاً ، ومنها الباروموميسين وله تأثير واسع يتجاوز الجراثيم إلى الطفيليات (الجرثوم خلية بدائية أما الطفيلي فأرقى منه بدرجة) ، وهنالك أنواع نصف مصنعة كالأميكاسين والنتلمايسين ورغم التطوير المستمر لأنواع جديدة (سبعة أنواع على الأقل حتى عام 2005) فقد طغى على استعمالها في الطب صادات أخرى أقل سمية منها كالبيتالاكتمات (البنسلينات والسيفالوسبورينات).
السيفالوسبورينات
مركبات نصف مصنعة قاتلة للجراثيم أصلها مادة يفرزها أحد الفطور ، تشبه بتركيبها وآلية عملها البنسلينات ، ويتم تصنيفها عادة بالأجيال (الجيل الأول ، الجيل الثاني ..) وهي من أكثر الصادات استخداماً لعلاج العداوى بالجراثيم الإيجابية الغرام ، بعضها لا يعطى إلا بالحقن ، ومن مشاكلها (السمية الكلوية) التي تتضاعف إن استعملت مع الأمينوغلوكوزيدات . وقد استحدث منها بعض المركبات التي يمكن اعتبارها فئات علاجية جديدة كالمونوباكتامات والكاربابينيمات والسيفاميسنات والكارباسيفيمات، وتوفر هذه الأدوية الجديدة حلاً للحالات المستعصية على الأدوية القديمة.
البنسلينات
وهي مركبات قاتلة للجراثيم غالباً ؛ منها الطبيعي المستخلص من أحد الفطور وأكثرها نصف مصنَّع ، والبنسلين أول الصادات استعمالاً وقد طُورت منه أنواعٌ كثيرة أشهرها الماكسيسلين ، ونظراً لأن بعض الجراثيم تملك أنزيم بيتالاكتماز المفكّك لحلقة البيتا لاكتام من بنية البنسلين الكيماوية وبالتالي يعطل تأثيره فقد تم تطوير أصناف من البنسلينات تقاوم هذا الأنزيم ، كما تم تسويق أدوية تحوي مادة إضافية تعطل هذا الأنزيم كحمض الكلافونيك (مثلاً : أموكسيسلين مع حمض الكلافونيك) ، والبنسلينات لا تزال شائعة الاستعمال ، ومن أهم مشاكلها فرط الحساسية ، ويستحسن تناول الأشكال الفموية قبل الطعام لتجنب تخربها في وسط المعدة الحامضي.
الكينولونات
مركبات كيماوية ( لا تعتبر صادات طبيعية بل مركبة) تشبه حمض الناليدكسيك وهو مضاد للجراثيم السلبية الغرام ، طُورت بنيته مرات عديدة حتى وصلنا إلى زمرة علاجية كبيرة منها : السيبروفلوكساسين والغاتيفلوكساسين وكثير من المركبات الأخرى بعضها للاستعمال البيطري وبعضها الآخر للاستعمال البشري ، وهي فعالة ضد الجراثيم الهوائية سلبية الغرام ، ولا تصلح لعلاج الأطفال والحوامل والمرضعات مطلقاً فهي تخرب نمو الغضروف العظمي ، وظهر لها تأثير سمي على الأعضاء التناسلية ، وقد سحبت من السوق بعض الأنواع لظهور السمية الكبدية ، كما ظهر مؤخراً سلالاتٌ جرثومية مقاومة للكينولونات مما طرح مسألة استعمالها البيطري الواسع للمراجعة وإعادة النظر.
السلفوناميدات
مركبات كيماوية ( لا تعتبر صادات طبيعية بل مركبة) موقفة لنمو الجراثيم عادةً ، تشبه حمض البارا أمينو بنزوئيك وآلية عملها تقوم على تعطيل عملية حيوية خاصة بالبكتريا تتصل باستقلاب حمض الورق (فيتامين) ، وتصنف حسب سرعة طرحها من الجسم (سريعة ، متوسطة ..) ، وقد تسبب حساسية عند بعض الناس ، وظهرت سلالات جرثومية مقاومة لها ، أكثرها استعمالاً كوتريموكسازول وهو مزيج من مادتين.
التتراسيكلينات
صادات حيوية طبيعية ونصف مصنعة موقفة لنمو البكتريا ،واسعة الطيف (تؤثر على أنواع كثيرة) ، قلل من استعمالها ظهور السلالات البكتيرية المقاومة لها ، وعدم تحمل المعدة لها ، وظهور أدوية أخرى أفضل ، ويجب أن لا تستعمل في الأطفال والحوامل لأنها تترسب في الأسنان والعظام ، ولها آثار جانبية أخرى بعضها خطر. ويقلل من تأثير معظمها وجود الطعام في المعدة وبالأخص ما يحوي أيونات الكالسيوم كمنتجات الألبان.
زمرٌ أخرى
منها الكلورامفينكول ومشابهاته ، والبيبتيدات السكرية كالفانكومايسين ، واللينكوزاميدات كاللينكومايسين ، والماكروليدات ( آزيترومايسين و كلاريترومايسين ..) ، ومركبات مفردة كحمض الفوسيديك ، والبوليمكسين ...
وصلات خارجية
- Antibiotic News from Genome News Network (GNN)
- Are Antibiotics Killing Us? -Discover Magazine
- JAAPA: New antibiotics useful in primary care
- A new method for controlling bacterial activity without antibiotics - Research conducted at the Hebrew University
- BURDEN of Resistance and Disease in European Nations
- Antibiogram technique video
المصادر
- الموسوعة المعرفية الشاملة
- طبيب دوت كوم
- [1]
- الأدوية الأساسية، مركز تعريب العلوم الصحية ، سلسلة التثقيف الصحي 2011
قوائم الأدوية | |||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|
|