عدوى الوحيدات البشرية بالإيرليخية
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
عدوى الوحيدات البشرية بالإيرليخية Human monocytic ehrlichiosis (HME)
هي عدوى تصيب الكريات الدموية البيضاء.
تعد هذه العدوى مرضًا خطيرًا وقد يكون قاتلًا في حال عدم تقديم العلاج المناسب.
العامل المسبب هو جرثومة الإيرليخية الشافينية Ehrlichia chaffeensis وتسمى أيضًا بـ phagocytophilum، وهي جراثيم صغيرة (0.2-2 ميكرومتر) داخل سيتوبلاسمية مجبرة، سلبية الغرام، تشابه جراثيم الريكتسية، تنقسم بالانشطار المنصف، وتتضاعف ضمن سيتوبلاسما الكريات البيضاء المصابة.
تتضاعف عناقيد هذه الجرثومة في فجوات الوحيدات (ضمن اليبلوعات) مشكلةً تجمعات كبيرة تدعى "تويتة". وتكون مرئية داخل الخلايا البالعة بعد 5-7 أيام.
الأعراض
تتطور الأعراض خلال 1-2 أسبوع بعد عضة الحشرة المصابة. وعادةً ما تكون العضة غير مؤلمة، لذا وتقريبًا لا يذكر نصف الناس المصابين بالمرض العضة.
يختلف عدد وشدة كل عرض من شخصٍ لآخر، وهي:
الطفح
لا يعد الطفح الجلدي علامة شائعة للإصابة بهذا الداء، ويجب عدم استخدامه لإثبات أو نفي الإصابة. يمكن أن تسبب العدوى بالإيرليخية الشافينية Ehrlichia chaffeensis طفحًا عند 60% من الأطفال المصابين تقريبًا، وأقل من 30% من البالغين المصابين.
يتراوح الطفح الناتج من بقعي حطاطي حتى حبرات، وعادةً لا يكون حاكًا.
لا يصيب الطفح عادةً الوجه، لكن يمكن أن يمتد في بعض الحالات لأكف اليدين وباطن القدمين. وقد يصاب بعض المرضى بما يسمى احمرار الجلد. وهو نوع من الطفح يشابه الحرق بأشعة الشمس، ويشمل احمرارًا للجلد واسع الانتشار قد يتقشر بعد عدة أيام.
نقل الدم وزراعة الأعضاء الملوثة بجراثيم الإيرليخية
تبقى جراثيم الإيرليخية الشافينية Ehrlichia chaffeensis على قيد الحياة لمدة أسبوع في الدم المحفوظ. وسجلت حالات إصابة نتيجة نقل الدم الملوث، لكن لم يسجل حتى الآن حالات إصابة بنقل أعضاء من أشخاص مصابين لأشخاص سليمين.
التشخيص
يعتمد التشخيص في البداية على العلامات والأعراض السريرية، ثم يمكن التأكد باستخدام بعض الفحوصات المخبرية. حيث يجب عدم تأخير العلاج بانتظار نتيجة هذه الاختبارات.
يمكن استخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل على عينة دموية لكشف إذا كان المريض مصابًا بعدوى الإيرليخية.
خلال الأسبوع الأول من المرض يُظهر الفحص المجهري لمسحة الدم التويتة في سيتوبلاسما الكريات البيضاء عند 20% من المرضى. تزود معرفة نمط الكريات البيض المصابة (المشاهد التويتة فيها) بفكرة عن النوع الذي أصاب المريض، حيث تصيب الإيرليخية الشافانية Ehrlichia chaffeensis غالبًا الوحيدات. إلا أنَّ مشاهدة التويتة في نوع محدد لا يحسم الإصابة بنوع محدد.
عزل الإيرليخية بالزراعة في المختبرات المتخصصة هي الطريقة الوحيدة لذلك، أما الزراعة الروتينية فغير مفيدة في تحديد الجرثومة.
- تعد مقايسة التألق المناعي (IFA) غير المباشرة هي المعيار الذهبي من بين الفحوصات المصلية للتشخيص؛ وذلك باستخدام مستضدات الإيرليخية الشافينية، ويجري العمل على عينات مصلية مزدوجة لإظهار الارتفاع الواضح (4 أضعاف) في عيار الأضداد.
- المقايسة المناعية للأنزيم (EIA): متوافرة في بعض المختبرات التجارية، لكنها نوعية أكثر منها كمية، ما يعني أنَّها تزود فقط بنتيجة إيجابية أو سلبية، وغير مفيدة لقياس التغيرات في عيار الأضداد بين العينات المزدوجة.
العلاج
يعد الدوكسيسيكلين خط العلاج الأول للكبار والأطفال من مختلف الأعمار، ويجب البدء به مباشرةً عند الشك بالإصابة، حتى قبل ظهور نتائج الاختبارات المؤكدة.
وتنحسر الحمى خلال 24-72 ساعة من بدء العلاج به في حال علاج المريض في الأيام الخمسة الأولى من المرض.
المصادر
https://www.cdc.gov/ehrlichiosis/symptoms/index.html
https://emedicine.medscape.com/article/235839-overview#showall