الفرق بين المراجعتين لصفحة: «الجراثيم العقدية من المجموعة أ»
كنان الطرح (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
كنان الطرح (نقاش | مساهمات) لا ملخص تعديل |
||
(مراجعة متوسطة واحدة بواسطة نفس المستخدم غير معروضة) | |||
سطر 2: | سطر 2: | ||
'''الجراثيم العقدية، المجموعة أ''' | '''الجراثيم العقدية، المجموعة أ''' | ||
ويرمز لها بالرمز ([[GAS]]) وتدعى أيضًا | ويرمز لها بالرمز ([[GAS]]) وتدعى أيضًا العِقْديّة المقيِّحة أو المكورة العقدية المقيحة (باللاتينية: Streptococcus pyogenes). وهي نوع من البكتيريا إيجابية الغرام من النمط الحال للدم بيتا من [[الجراثيم العقدية]]، تسبب هذه الجراثيم عددًا من الأمراض المختلفة للبشر، وهي أكثر الجراثيم تسبيبًا ب[[التهاب البلعوم]] الحاد بنسبة 15-30% من الحالات عند الطفال و5-10% من الحالات عند البالغين. | ||
لها دور مهم في الأمراض التي تصيب الإنسان. الاصابة بها نادراً ماتحدث، وبالرغم من أنها تتواجد كجزء من فلورا الجلد، لكنها عادة ما تكون مُمرضة، | |||
وإضافة لتسبيبها بعدوى الطرق التنفسية العلوية والإصابة الجلدية تسبب هذه الجراثيم عددًا من العداوى الجهازية الغازية. فهي – إضافة للعنقوديات المذهبة – تعد أحد أكثر المسببات شيوعًا للإصابة ب[[التهاب الهلل]]. وكذلك يمكن أن تسبب [[حمى الروماتيزم|الحمى الروماتيزمية]] و[[التهاب كبيبات الكلى الحاد]]. وتعد سببًا مهمًا للإصابة بمتلازمة [[الصدمة التسممية]]، وعداوى الجلد والأنسجة الرخوة المهددة للحياة، خصوصًا [[التهاب اللفافة التنخري]]. | وإضافة لتسبيبها بعدوى الطرق التنفسية العلوية والإصابة الجلدية تسبب هذه الجراثيم عددًا من العداوى الجهازية الغازية. فهي – إضافة للعنقوديات المذهبة – تعد أحد أكثر المسببات شيوعًا للإصابة ب[[التهاب الهلل]]. وكذلك يمكن أن تسبب [[حمى الروماتيزم|الحمى الروماتيزمية]] و[[التهاب كبيبات الكلى الحاد]]. وتعد سببًا مهمًا للإصابة بمتلازمة [[الصدمة التسممية]]، وعداوى الجلد والأنسجة الرخوة المهددة للحياة، خصوصًا [[التهاب اللفافة التنخري]]. | ||
يمكن أن تتم زراعتها على الأغار الدموي. تحت الظروف المثالية، لها فترة حضانة تترواح من يوم إلى ثلاثة أيام. | |||
==وصفها== | ==وصفها== | ||
سطر 13: | سطر 15: | ||
تتشكل على شكل سلاسل أو ثنائيات، تميل لتستعمر الطريق التنفسي العلوي وذات فوعة شديدة عندما تتغلب على مناعة المضيف. | تتشكل على شكل سلاسل أو ثنائيات، تميل لتستعمر الطريق التنفسي العلوي وذات فوعة شديدة عندما تتغلب على مناعة المضيف. | ||
==تصنيف لانسفيلد== | ==تصنيف لانسفيلد والتسمية== | ||
يعتمد على عديدات سكريد موجودة في جدار كثير من أنواع الجراثيم العقدية تدعى المادة سي، وهي مولد للضد وسهلة الاستخلاص. | *العقديات هي بكتريا مكورة. الأسم مشتق من الكلمة اللاتينية "streptos"، والتي تعني السلسلة الملتوية، لإن هذه الخلايا العقدية تميل للإرتباط ببعضها في هيئة سلاسل، والتي تشبه عقد لؤلؤ عندما يتم فحصها تحت المجهر. | ||
*تصنف ضمن المجموعة أ من لانسفيلد وتسمى عقديات المجموعةأ(GAS)، لإنها تحمل الأنتجين أ على السطح الخلوي. | |||
*إصابات المجموعة أ من العقديات يمكن أن تؤدي لحدوث أمراض، والتي غالبا ماتنتج مساحات صغيرة من تحلل دموي من النوع بيتا، وتدمير شامل لكل خلايا الدم الحمراء. لذلك فهي تسمى أيضاً المجموعة أ (المحللة للدم- بيتا) من العقديات (GABHS). | |||
*هي عقديات موجبة الغرام تظهر سلبية في اختبار الكاتالاز. | |||
*يعتمد على عديدات سكريد موجودة في جدار كثير من أنواع الجراثيم العقدية تدعى المادة سي، وهي مولد للضد وسهلة الاستخلاص. | |||
*ويصنف المجموعة الحالة للدم بيتا ضمن مجموعات من A إلى U على أساس تواجد المادة سي في جدارها. وأشهر هذه المجموعات ضمن فئة الجراثيم الحالة للدم بيتا هي المجموعة A (موضوع حديثنا) والمجموعة B. | |||
==الأنماط المصلية== | |||
وصفت لانسفيلد التصنيف المصلي للعزلات وفقا للإنتجين السطحي ت. أربع من العشرين نوع للانتجين ت تم التعرف عليها على أنها أهداب، والتي تستخدمها البكتريا كطريقة للالتصاق بخلايا العائل. هناك مايقارب 220 نمط مصلي للبروتين م و حوالي 20 نوع مصلي للبروتين ت والتي تم إكتشافها حتى الان. | |||
==الطبيعة الإمراضية للعقديات المقيحة== | |||
تعتبر المسببة لكثير من الأمراض البشرية، تتدرج من إصابات جلدية سطحية طفيفة إلى أمراض جهازية تهدد الحياة. | |||
تبدأ العدوى عادة في الحنجرة أو الجلد. أكثر العلامات التي تميزها هو طفح جلدي يشبه الفراولة. | |||
'''أكثر الأمراض التي تسببها''' التهاب بلعوم، التهاب الحلق، إصابات جلدية متمركزة (القوباء)، حمرة والتهاب النسيج الخلوي يتميز بتكاثر العقديات المقيحة وإنتشارها في الطبقات العميقة من الجلد. | |||
إن اجتياج وتكاثر العقديات المقيحة في اللفافات (مجموعة من النسيج الضام تقع إما اسفل الجلد أو بشكل غائر) قد يؤدي إلى التهاب اللفافات الناخر، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة وتتطلب التدخل الجراحي. | |||
بعض الإصابات بسلالات معينة من العقديات المقيحة يمكن أن يرافقها إطلاق سموم بكتيرية. حيث يرافق إصابات الحنجرة إطلاق سموم تؤدي إلى الحمى القرمزية، بعض السلالات الأخرى ذات السمية قد ينتج عنها متلازمة الصدمة السمية العقدية، والتي تعتبر خطيرة جداً. | |||
العقديات المقيحة يمكن أن تسبب إيضاً متلازمات تلي العدوى بشكل غير متقيح (غير مرتبط مع وجود بكتريا متمركزة و متكاثرة و مكونة للصديد). هذه المضاعفات التي تتولد عن طريق المناعة الذاتية تلي نسبة بسيطة من الاصابات وتشمل: | |||
*الحمى الروماتيزمية: تتميز بإلتهاب المفاصل مع أو بدون التهاب القلب تلي سلسلة من التهاب الحنجرة العقدي | |||
*التهاب كبيبات الكلى الحادالتالي للإصابات: التهاب كبيبة الكلية، يمكن أن يتبع التهاب الحنجرة العقدي أو عدوى الجلد. | |||
كلتا الحالتين تظهر بعد عدة أسابيع من العدوى المبدئية للعقديات. | |||
==تمييزها== | ==تمييزها== | ||
سطر 43: | سطر 74: | ||
*مرض القلب الرثياني: ويحصل فيه تضرر مزمن للصمامات، وبالدرجة الأولى الصمام التاجي. | *مرض القلب الرثياني: ويحصل فيه تضرر مزمن للصمامات، وبالدرجة الأولى الصمام التاجي. | ||
*التهاب كبيبات الكلية الحاد. | *التهاب كبيبات الكلية الحاد. | ||
==الآلية الإمراضية== | |||
العقديات المقيحة لها عدة عوامل تمكنها من الإلتصاق بأنسجة العائل، بالإضافة إلى الإنتشار وإختراق طبقات انسجته وتجنب ردود فعله المناعية. | |||
كذلك يوجد كبسولة بكتيرية تحيط بكل البكتريا قوامها عبارة عن كربوهيدرات وتتألف من حمض الهيالورونيك، حيث تحميها من البلعمة (phagocytosis) بواسطة الخلايا المتعادلة (neutrophils). بالإضافة لذلك، فإن الكبسولة وعدة عوامل تتواجد في الجدار الخلوي مثل بروتين م، حمض الليبتوتشويك، و بروتين ف (SfbI) كلها تسهل إلتصاق البكتريا بأنواع مختلفة من خلايا العائل. | |||
البروتين م يقوم إيضاً بتثبيط عمليات الهضم (opsonization) والتي تتم عن طريق النظام المتمم البديل، يتم التثبيط عن طريق الإرتباط بالخلايا المسؤولة عن تنظيم عمل المتمم في العائل نفسه. | |||
بعض السلالات يتواجد بها البروتين م ولديه قدرة إضافية لمنع الهضم عن طريق الإرتباط مع الفيبرينوجين. ومع ذلك، فإن البروتين م هو أيضا أضعف آليات دفاع الكائن الممرض، حيث أنه يتم إنتاج أجسام مضادة بواسطة الجهاز المناعي ضد البروتين م تجعل البكتريا مستهدفة لحدوث الإبتلاع. البروتين م مميز لكل سلالة، ويمكن أن يتم إستخدامة كوسيلة لتحديد السلالة المسببة للمرض. | |||
==التشخيص== | |||
1- تؤخذ مسحة من الحنجرة للمختبر لكي يتم فحصها. | |||
2- يتم عمل صبغة جرام لتظهر لنا المكورات موجبة الجرام والتي تتواجد في سلاسل. | |||
3- تتم زراعة الكائن الحي على آغار الدم مع إضافة قرص من المضاد الحيوي باسيتراسين لإظهار مستعمرات تحلل الدم-بيتا ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية (منطقة يُثبط فيها النمو حول القرص). | |||
4- تتم زراعتها على آجار لا يحتوي على دم، لإجراء أختبار الكاتالاز والذي يعطي نتيجة سلبية لكل العقديات. | |||
(العقديات المقيحة تكون نتيجتها سالبة لإختباري CAMP و حمض الهيبوريك). | |||
5- للتعرف على الكائن مصلياً (سيرولوجياً) يتم بالكشف عن وجود عديد السكريات الخاص بالمجموعة أ في جدار البكتريا الخلوي بإجراء Phadebact test. | |||
يعتبر إختبار Pyrrolidonyl Arylamidase (PYR) طريقة سريعة تستخدم للتعرف المبدئي على العقديات المحللة للدم من نوع بيتا. GBS تعطي نتيجة سلبية لهذا الإختبار. | |||
==اعتبارات تشخيصية== | ==اعتبارات تشخيصية== | ||
سطر 78: | سطر 134: | ||
*[[تضخم العقد اللمفية]]. | *[[تضخم العقد اللمفية]]. | ||
==العلاج | ==المقاومة الدوائية== | ||
سببت هذه الجراثيم في الفترة السابقة لاستخدام [[الصادات الحيوية]] وفيات كثيرة، فكانت تقترن الإصابة بها مع معدلات وفيات مرتفعة. لكن بعد استخدام الصادات الحيوية أصبح بالإمكان التحكم بالعدوى المسببة بهذه الجراثيم، ومن النادر الآن ما تسبب الوفاة. | لاتزال هذه البكتريا شديدة الحساسية ضد البنسيلين. وفي حالة فشل العلاج بالبنسيلين قد يكون ذلك غالبا بسبب إنتاج الكائنات المتعايشة المحلية لإنزيم بيتا لاكتاماز، أو الفشل في الوصول للإنسجة الملائمة من الحنجرة. | ||
بعض السلالات أصبحت تمتلك مقاومة ضد المضادات الحيوية مثل الماكروليدات، التتراسكلينات والكلينداميسين. | |||
==العلاج== | |||
*أفضل علاج هو البينسيلين، المدة المثلى اللازمة تكون عشرة أيام على الأقل. | |||
*لابد من التدخل الجراحي في حالة نخر اللفافات، لكي يتم إزالة الإنسجة المتضررة وإيقاف إنتشار الإصابة. | |||
*لم يتم الإبلاغ عن إي حالات مقاومة للبنيسيلين إلى يومنا هذا، على الرغم من أنه منذ عام 1985، ظهرت عدة تقارير تفيد بحدوث تحمل للبنيسيلين. السبب لفشل معالجة العقديات المقيحة بالبنيسيلين يكون غالباً عدم إلتزام المريض بأخذ الدواء، وأما في حال عجز المضاد عن إحداث التأثير المطلوب رغم التزام المريض به، من الشائع أن يتم بدء دورة علاجية أخرى بإستخدام السيفالوسبورين. | |||
*عند المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه البنيسيلين، وجد أن كلا من الإريثروميسين، الماكروليدات، والسيفالوسبورين تكون ذات فعالية لديهم لمتابعة العلاج. | |||
*سببت هذه الجراثيم في الفترة السابقة لاستخدام [[الصادات الحيوية]] وفيات كثيرة، فكانت تقترن الإصابة بها مع معدلات وفيات مرتفعة. لكن بعد استخدام الصادات الحيوية أصبح بالإمكان التحكم بالعدوى المسببة بهذه الجراثيم، ومن النادر الآن ما تسبب الوفاة. | |||
===اعتبارات عند استخدام الصادات الحيوية=== | ===اعتبارات عند استخدام الصادات الحيوية=== | ||
سطر 97: | سطر 166: | ||
===[[متلازمة الصدمة التسممية]]=== | ===[[متلازمة الصدمة التسممية]]=== | ||
تعد [[الغلوبولينات المناعية]] المتعددة ج الوريدية (IVIG) مفيدة كعلاج إضافي في حالة متلازمة الصدمة التسممية. | تعد [[الغلوبولينات المناعية]] المتعددة ج الوريدية (IVIG) مفيدة كعلاج إضافي في حالة متلازمة الصدمة التسممية. | ||
يتم إستخدام جرعات أعلى من البينيسلين. | |||
==الوقاية== | |||
أفضل طريقة للوقاية من "البكتريا العقدية المقيحة" تكون عبر نظافة الإيدي الفعالة. | |||
لايوجد حالياَ إي لقاحات متوفرة للحماية ضد عدوى "البكتريا العقدية المقيحة"، رغم أن الأبحاث تجري لتطوير لقاح ضدها. | |||
من الصعوبات التي يتم مواجهتها عند تطوير لقاح ضد هذه البكتريا هي التنوع الكبير في سلالاتها التي تتواجد في البيئة بالإضافة للوقت وعدد الأشخاص الكبير الذي يجب توفرة للقيام بالدراسات الضرورية لفعالية اللقاح وسلامته. | |||
==المصادر== | ==المصادر== | ||
سطر 102: | سطر 182: | ||
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK7611/ | https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK7611/ | ||
https://en.wikipedia.org/wiki/Streptococcus_pyogenes | |||
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D9%82%D9%8A%D8%AD%D8%A9 | |||
==مواقع ذات صلة== | |||
https://www.webteb.com/general-health/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D9%8A%D8%AD%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9%D8%A9-%D8%A7 | |||
http://pyogenesgonewild.com/ | |||
http://study.com/academy/lesson/what-is-streptococcus-pyogenes-causes-symptoms-treatment.html | |||
{{أمراض جرثومية}} | {{أمراض جرثومية}} |
المراجعة الحالية بتاريخ 14:38، 24 سبتمبر 2017
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الجراثيم العقدية، المجموعة أ
ويرمز لها بالرمز (GAS) وتدعى أيضًا العِقْديّة المقيِّحة أو المكورة العقدية المقيحة (باللاتينية: Streptococcus pyogenes). وهي نوع من البكتيريا إيجابية الغرام من النمط الحال للدم بيتا من الجراثيم العقدية، تسبب هذه الجراثيم عددًا من الأمراض المختلفة للبشر، وهي أكثر الجراثيم تسبيبًا بالتهاب البلعوم الحاد بنسبة 15-30% من الحالات عند الطفال و5-10% من الحالات عند البالغين.
لها دور مهم في الأمراض التي تصيب الإنسان. الاصابة بها نادراً ماتحدث، وبالرغم من أنها تتواجد كجزء من فلورا الجلد، لكنها عادة ما تكون مُمرضة،
وإضافة لتسبيبها بعدوى الطرق التنفسية العلوية والإصابة الجلدية تسبب هذه الجراثيم عددًا من العداوى الجهازية الغازية. فهي – إضافة للعنقوديات المذهبة – تعد أحد أكثر المسببات شيوعًا للإصابة بالتهاب الهلل. وكذلك يمكن أن تسبب الحمى الروماتيزمية والتهاب كبيبات الكلى الحاد. وتعد سببًا مهمًا للإصابة بمتلازمة الصدمة التسممية، وعداوى الجلد والأنسجة الرخوة المهددة للحياة، خصوصًا التهاب اللفافة التنخري.
يمكن أن تتم زراعتها على الأغار الدموي. تحت الظروف المثالية، لها فترة حضانة تترواح من يوم إلى ثلاثة أيام.
وصفها
جراثيم كروية إيجابية الغرام غير متحركة وغير منتجة للأبواغ، ولا تحوي أنزيم الكاتالاز، ولا الأوكسيداز.
تتشكل على شكل سلاسل أو ثنائيات، تميل لتستعمر الطريق التنفسي العلوي وذات فوعة شديدة عندما تتغلب على مناعة المضيف.
تصنيف لانسفيلد والتسمية
- العقديات هي بكتريا مكورة. الأسم مشتق من الكلمة اللاتينية "streptos"، والتي تعني السلسلة الملتوية، لإن هذه الخلايا العقدية تميل للإرتباط ببعضها في هيئة سلاسل، والتي تشبه عقد لؤلؤ عندما يتم فحصها تحت المجهر.
- تصنف ضمن المجموعة أ من لانسفيلد وتسمى عقديات المجموعةأ(GAS)، لإنها تحمل الأنتجين أ على السطح الخلوي.
- إصابات المجموعة أ من العقديات يمكن أن تؤدي لحدوث أمراض، والتي غالبا ماتنتج مساحات صغيرة من تحلل دموي من النوع بيتا، وتدمير شامل لكل خلايا الدم الحمراء. لذلك فهي تسمى أيضاً المجموعة أ (المحللة للدم- بيتا) من العقديات (GABHS).
- هي عقديات موجبة الغرام تظهر سلبية في اختبار الكاتالاز.
- يعتمد على عديدات سكريد موجودة في جدار كثير من أنواع الجراثيم العقدية تدعى المادة سي، وهي مولد للضد وسهلة الاستخلاص.
- ويصنف المجموعة الحالة للدم بيتا ضمن مجموعات من A إلى U على أساس تواجد المادة سي في جدارها. وأشهر هذه المجموعات ضمن فئة الجراثيم الحالة للدم بيتا هي المجموعة A (موضوع حديثنا) والمجموعة B.
الأنماط المصلية
وصفت لانسفيلد التصنيف المصلي للعزلات وفقا للإنتجين السطحي ت. أربع من العشرين نوع للانتجين ت تم التعرف عليها على أنها أهداب، والتي تستخدمها البكتريا كطريقة للالتصاق بخلايا العائل. هناك مايقارب 220 نمط مصلي للبروتين م و حوالي 20 نوع مصلي للبروتين ت والتي تم إكتشافها حتى الان.
الطبيعة الإمراضية للعقديات المقيحة
تعتبر المسببة لكثير من الأمراض البشرية، تتدرج من إصابات جلدية سطحية طفيفة إلى أمراض جهازية تهدد الحياة.
تبدأ العدوى عادة في الحنجرة أو الجلد. أكثر العلامات التي تميزها هو طفح جلدي يشبه الفراولة.
أكثر الأمراض التي تسببها التهاب بلعوم، التهاب الحلق، إصابات جلدية متمركزة (القوباء)، حمرة والتهاب النسيج الخلوي يتميز بتكاثر العقديات المقيحة وإنتشارها في الطبقات العميقة من الجلد.
إن اجتياج وتكاثر العقديات المقيحة في اللفافات (مجموعة من النسيج الضام تقع إما اسفل الجلد أو بشكل غائر) قد يؤدي إلى التهاب اللفافات الناخر، وهي حالة خطيرة تهدد الحياة وتتطلب التدخل الجراحي.
بعض الإصابات بسلالات معينة من العقديات المقيحة يمكن أن يرافقها إطلاق سموم بكتيرية. حيث يرافق إصابات الحنجرة إطلاق سموم تؤدي إلى الحمى القرمزية، بعض السلالات الأخرى ذات السمية قد ينتج عنها متلازمة الصدمة السمية العقدية، والتي تعتبر خطيرة جداً.
العقديات المقيحة يمكن أن تسبب إيضاً متلازمات تلي العدوى بشكل غير متقيح (غير مرتبط مع وجود بكتريا متمركزة و متكاثرة و مكونة للصديد). هذه المضاعفات التي تتولد عن طريق المناعة الذاتية تلي نسبة بسيطة من الاصابات وتشمل:
- الحمى الروماتيزمية: تتميز بإلتهاب المفاصل مع أو بدون التهاب القلب تلي سلسلة من التهاب الحنجرة العقدي
- التهاب كبيبات الكلى الحادالتالي للإصابات: التهاب كبيبة الكلية، يمكن أن يتبع التهاب الحنجرة العقدي أو عدوى الجلد.
كلتا الحالتين تظهر بعد عدة أسابيع من العدوى المبدئية للعقديات.
تمييزها
- يمكن تمييز هذه الجراثيم عن باقي المجموعت من خلال حساسيتها للباسيتريسين؛ وذلك بوضعها في قرص يحوي 0.04 وحدة من الباسيتريسين مما يمنع نمو أكثر من 98% من سلاسلاتها، في حين أن 80-90% من سلالات الجراثيم من غير المجموعة أ مقاومة لهذا الصاد. وهو اختبار دقيق لذلك.
- كما يمكن تمييزها بدقة أقل على أساس إنتاجها لأنزيم ل- بيروليدونيل بيتا نافثيلاميد L-pyrrolidonyl-beta-naphthylamide (PYRase). فمن بين العقديات الحالة للدم بيتا المغزولة من زروع الحلق تبين أن جراثيم المجموعة أ فقط هي المنتجة لهذا الأنزيم، الأمر الذي يمكن تمييزه من خلال تغير اللون (الأحمر) بعد حضن طبق الآغار لليلة واحدة.
- عند زراعتها على طبق آغار دموي تنتج منطقة واضحة من حل دم كامل (حل الدم بيتا) ما يشير لكونها من الجراثيم العقدية المقيحة.
طيف الأمراض التي تسببها عداوى الجراثيم العقدية من المجموعة أ
أ-يشمل طيف الأمراض القيحية المسبب بها:
- التهاب البلعوم.
- القوباء.
- التهاب الرئة.
- التهاب اللفافة التنخري.
- التهاب الهلل.
- تجرثم الدم بالمكورات العقدية.
- التهاب العظم والنقي.
- التهاب الأذن الوسطى.
- التهاب الجيوب.
- التهاب السحايا أو خراجات الدماغ (وهي مضاعفة نادرة تنتج عن امتداد مباشرة لعدوى الأذن أو الجيب أو من انتشار إنتان دموي).
ب-أما عن العقابيل اللاقيحية الناتجة عن العدوى بهذه الجراثيم فتشمل:
- الحمى الروماتيزمية الحادة.
- مرض القلب الرثياني: ويحصل فيه تضرر مزمن للصمامات، وبالدرجة الأولى الصمام التاجي.
- التهاب كبيبات الكلية الحاد.
الآلية الإمراضية
العقديات المقيحة لها عدة عوامل تمكنها من الإلتصاق بأنسجة العائل، بالإضافة إلى الإنتشار وإختراق طبقات انسجته وتجنب ردود فعله المناعية.
كذلك يوجد كبسولة بكتيرية تحيط بكل البكتريا قوامها عبارة عن كربوهيدرات وتتألف من حمض الهيالورونيك، حيث تحميها من البلعمة (phagocytosis) بواسطة الخلايا المتعادلة (neutrophils). بالإضافة لذلك، فإن الكبسولة وعدة عوامل تتواجد في الجدار الخلوي مثل بروتين م، حمض الليبتوتشويك، و بروتين ف (SfbI) كلها تسهل إلتصاق البكتريا بأنواع مختلفة من خلايا العائل.
البروتين م يقوم إيضاً بتثبيط عمليات الهضم (opsonization) والتي تتم عن طريق النظام المتمم البديل، يتم التثبيط عن طريق الإرتباط بالخلايا المسؤولة عن تنظيم عمل المتمم في العائل نفسه.
بعض السلالات يتواجد بها البروتين م ولديه قدرة إضافية لمنع الهضم عن طريق الإرتباط مع الفيبرينوجين. ومع ذلك، فإن البروتين م هو أيضا أضعف آليات دفاع الكائن الممرض، حيث أنه يتم إنتاج أجسام مضادة بواسطة الجهاز المناعي ضد البروتين م تجعل البكتريا مستهدفة لحدوث الإبتلاع. البروتين م مميز لكل سلالة، ويمكن أن يتم إستخدامة كوسيلة لتحديد السلالة المسببة للمرض.
التشخيص
1- تؤخذ مسحة من الحنجرة للمختبر لكي يتم فحصها.
2- يتم عمل صبغة جرام لتظهر لنا المكورات موجبة الجرام والتي تتواجد في سلاسل.
3- تتم زراعة الكائن الحي على آغار الدم مع إضافة قرص من المضاد الحيوي باسيتراسين لإظهار مستعمرات تحلل الدم-بيتا ومدى حساسيتها للمضادات الحيوية (منطقة يُثبط فيها النمو حول القرص).
4- تتم زراعتها على آجار لا يحتوي على دم، لإجراء أختبار الكاتالاز والذي يعطي نتيجة سلبية لكل العقديات.
(العقديات المقيحة تكون نتيجتها سالبة لإختباري CAMP و حمض الهيبوريك).
5- للتعرف على الكائن مصلياً (سيرولوجياً) يتم بالكشف عن وجود عديد السكريات الخاص بالمجموعة أ في جدار البكتريا الخلوي بإجراء Phadebact test.
يعتبر إختبار Pyrrolidonyl Arylamidase (PYR) طريقة سريعة تستخدم للتعرف المبدئي على العقديات المحللة للدم من نوع بيتا. GBS تعطي نتيجة سلبية لهذا الإختبار.
اعتبارات تشخيصية
تشمل الاعتبارات التشخيصية عند التشخيص التفريقي لعدوى الجراثيم العقدية من المجموعة أ التالي:
- قصور الصمام التاجي.
- التهاب الكلية.
- التهاب العظم والنقي.
- التهاب الرئة.
- الحمى الروماتيزمية الحادة.
- مرض القلب الروماتيزمي.
- عدوى المكورات العنقودية المذهبة.
- التهاب الهلل.
- التهاب بطانة الرحم.
- التهاب كبيبات الكلى الحاد.
- الإصابة بفيروس عوز المناعة البشري.
- كثرة الوحيدات المعدية.
- التهاب البلعوم الجرثومي.
- التهاب البلعوم الفيروسي.
- متلازمة الصدمة التسممية.
- التهاب الزائدة الدودية الحاد.
- الإصابة بفيروس إيبشتاين - بار.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- مرض جهازي متعدد الأعضاء.
- الإصابة بالوردية.
مع تمييز:
- التهاب المفاصل والإنتان.
- تجرثم الدم.
- التهاب الرغامى الجرثومي.
- الدبيلة.
- التهاب لسان المزمار.
- القوباء.
- داء كاواساكي.
- التهاب العقد اللمفية.
- تضخم العقد اللمفية.
المقاومة الدوائية
لاتزال هذه البكتريا شديدة الحساسية ضد البنسيلين. وفي حالة فشل العلاج بالبنسيلين قد يكون ذلك غالبا بسبب إنتاج الكائنات المتعايشة المحلية لإنزيم بيتا لاكتاماز، أو الفشل في الوصول للإنسجة الملائمة من الحنجرة.
بعض السلالات أصبحت تمتلك مقاومة ضد المضادات الحيوية مثل الماكروليدات، التتراسكلينات والكلينداميسين.
العلاج
- أفضل علاج هو البينسيلين، المدة المثلى اللازمة تكون عشرة أيام على الأقل.
- لابد من التدخل الجراحي في حالة نخر اللفافات، لكي يتم إزالة الإنسجة المتضررة وإيقاف إنتشار الإصابة.
- لم يتم الإبلاغ عن إي حالات مقاومة للبنيسيلين إلى يومنا هذا، على الرغم من أنه منذ عام 1985، ظهرت عدة تقارير تفيد بحدوث تحمل للبنيسيلين. السبب لفشل معالجة العقديات المقيحة بالبنيسيلين يكون غالباً عدم إلتزام المريض بأخذ الدواء، وأما في حال عجز المضاد عن إحداث التأثير المطلوب رغم التزام المريض به، من الشائع أن يتم بدء دورة علاجية أخرى بإستخدام السيفالوسبورين.
- عند المرضى الذين يعانون من حساسية تجاه البنيسيلين، وجد أن كلا من الإريثروميسين، الماكروليدات، والسيفالوسبورين تكون ذات فعالية لديهم لمتابعة العلاج.
- سببت هذه الجراثيم في الفترة السابقة لاستخدام الصادات الحيوية وفيات كثيرة، فكانت تقترن الإصابة بها مع معدلات وفيات مرتفعة. لكن بعد استخدام الصادات الحيوية أصبح بالإمكان التحكم بالعدوى المسببة بهذه الجراثيم، ومن النادر الآن ما تسبب الوفاة.
اعتبارات عند استخدام الصادات الحيوية
- يفضل استخدام البنسلينات في علاج هذه العدوى، كما يمكن استخدام صادات من زمرة السيفالوسبورينات.
- في حال التحسس للبنسيلين فيمكن استخدام الإريثرومايسين أو الماكروليدات الأحدث.
قد تتضمن الإجراءات الضرورية لتدبير عدوى هذه الجراثيم
- تنبيب رغامي.
- بزل الصدر.
- بزل قطني.
- رشف الخرج أو الجلد.
- تصريف جراحي ملائم للحالة.
- تنضير جراحي.
- من الضروري في حالات الصدمة تركيب قثطرة وريدية مباشرةً.
- قد يكون استئصال اللوزتان مفيدًا للأطفال الذين يصابون بالتهاب البلعوم بالجراثيم العقدية باستمرار.
متلازمة الصدمة التسممية
تعد الغلوبولينات المناعية المتعددة ج الوريدية (IVIG) مفيدة كعلاج إضافي في حالة متلازمة الصدمة التسممية.
يتم إستخدام جرعات أعلى من البينيسلين.
الوقاية
أفضل طريقة للوقاية من "البكتريا العقدية المقيحة" تكون عبر نظافة الإيدي الفعالة.
لايوجد حالياَ إي لقاحات متوفرة للحماية ضد عدوى "البكتريا العقدية المقيحة"، رغم أن الأبحاث تجري لتطوير لقاح ضدها.
من الصعوبات التي يتم مواجهتها عند تطوير لقاح ضد هذه البكتريا هي التنوع الكبير في سلالاتها التي تتواجد في البيئة بالإضافة للوقت وعدد الأشخاص الكبير الذي يجب توفرة للقيام بالدراسات الضرورية لفعالية اللقاح وسلامته.
المصادر
http://emedicine.medscape.com/article/228936-medication
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK7611/
https://en.wikipedia.org/wiki/Streptococcus_pyogenes
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D8%AF%D9%8A%D8%A9_%D9%85%D9%82%D9%8A%D8%AD%D8%A9
مواقع ذات صلة
http://study.com/academy/lesson/what-is-streptococcus-pyogenes-causes-symptoms-treatment.html