المنعكس السمعي
| د. بشير الجمال |
| المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
المنعكس السمعي Acoustic reflex
يسمى أيضا منعكس الركابة stapedial reflex، ما يحدث في هذا المنعكس هو أنه عندما تتعرض الأذن لصوت عالي تتقلص عضلة الركابة بشكل انعكاسي لتحد من حركة اهتزاز العظيمات وبالتالي إخماد الصوت العالي ومنع وصول هذه الكمية الكبيرة من الطاقة الصوتية إلى الأذن الداخلية وذلك لحمايتها من الأذى.
يحصل المنعكس السمعي نتيجة تقلص العضلة الركابية دوماً في الجهتين معا بغض النظر عن الجهة المنبه. غالباً ما يحمي المنعكس الصوتي من الأصوات ذات التواترات المنخفضة التي تكون ب شدات العالية (أكثر من70 ديسيبل). كما قد يتحرض المنعكس السمعي نتيجة صوت الشخيص نفسة عند التحدث بصوت عالي ويسمى ذلك ب "المنعكس السمعي المحرض بالتصويت vocalization- induced acoustic reflex"، حيث أنه ينقص شدة الصوت الواصلة إلى الأذن الداخلية بمقدار 20 ديسيبل.
يمكن قياس المقاومة في حركة العظيمات السمعية باستخدام تخطيط المعاوقة السمعية Impedance audiometry، وكما يمكن الاستفادة منه في معرفة وجود أو غياب منعكس الركابة، ومعرفة الشدة الصوتية الازمة لتحريضه، حيث طبيعيا يتحرض منعكس الركابة عند شدة صوتية تعادل 70ديسيبل، كما يفيد المنعكس أيضا في تقييم إصابات العصب الوجهي (العصب القحفي السابع facial nerve) حيث يقوم هذا العصب بتعصيب عضلة الركابة "المسؤولة عن المنعكس الركابي" أثناء مرور هذا العصب بالأذن الوسطى وبالتالي يمكن معرفة هل هذه الإصابة هي قبل أوبعد الفرع المعصب للعضلة الركابية وذلك تبعا لوجود أو غياب المنعكس، فوجود المنعكس يدل على أن الإصابة بعد مخرج فرع الركابة.
كما أن المنعكس السمعي يعطي فكرة عن شدة نقص السمع (في حال وجودها) والعتبة السمعية لدى المريض بحسب الشدة الصوتية الازمة لتحريض المنعكس لدى المريض.
يكون المنعكس السمعي غائباً في حال وجود آفة على حساب العظيمات السمعية مثل وجود تصلب في الركابة، فهذا المنعكس لديه سبيل وارد هو العصب السمعي وسبيل صادر هو العصب الوجهي الذي يعصب عضلة الركابة في نفس الجهة والجهة المقابلة وبالتالي فإن الصوت يمر عبر العصب السمعي إلى جذع الدماغ ومنه إلى العصب الوحهي الموافق وبالتالي يقلص عضلة الركابة في الجهة الموافقة للصوت وكذلك ينتقل عبر العصب الوجهي في الجهة المقابلة لعضلة الركابة المقابلة فيتسبب في تقلصها، وبالتالي فإن الأطباء يجرون اختباراً لمنعكس الركابة الموافق والمعاكس (بالجهة المقابلة) ومنه يمكن تشخيص عدة أمراض، فمثلا إذا كان لدى المريض نقص سمع حسي عصبي شديد في الأذن اليمنى وأجرينا أختبار منعكس الركابة الموافق والمعاكس بالأيمن ينتج لدينا غياب المنعكس في الطرفين (بسبب وجود خلل في الطريق الوارد للمنعكس فيغيب بالجهتين)، ولكن في حال أجرينا المنعكس في الأذن السلمية المقابلة فنجده موجوداً في نفس الجهة والجهة المقابلة (لأن الطريق الوارد "العصب السمعي" سليم، والطريق الصادر"العصب الوجهي" سليم في الجهتين).