التهاب مفصلي رثياني يفعي
الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي، والذي يُعرَف أيضاً بالالتهاب المفاصل الشّبابي مجهول السّبب، هو أكثر أنواع التهابات المفاصل شيوعاً عند الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 16 سنة.
يسبّب الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي آلاماً مستمرّة و تصلب و تورّم في المفاصل. وقد يعاني بعض الأطفال من أعراضٍ تدوم بضعة أشهرٍ فحسب، بينما يعاني آخرون من الأعراض مدى الحياة. هنالك عدّة أنواعٍ من الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي، ويُصَنّف كلٌّ منها وفقاً لما يلي:
- عدد المفاصل المصابة
- الأعراض
- نتائج فحص الدّم
يمكن أن تسبّب بعض أنواع الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي مضاعفاتٍ خطيرة؛ كمشاكل النمو والتهاب العين. يركّز علاج الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي على السّيطرة على الألم، وتحسين وظيفة المفصل، ومنع إصابته بالضّرر.
الأعراض
تتضمّن أكثر أعراض الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي شيوعاً ما يلي:
- الألم:
قد لا يشتكي الطفل من ألمٍ في المفصل، ولكن يمكن ملاحظة أنّه يعرج، وخاصّةً في الصّباح الباكر أو بعد القيلولة
- تورم:
وهو غالباً ما يظهر في الرّكبة، إلا أنّ المفاصل الصّغيرة في اليدين والقدمين قد تصاب أيضاً
- التّصلّب:
قد يلاحظ الوالدين أنّ الطّفل يبدو وكأنّه أصبح أخرق أكثرّ من العادة
هنالك ثلاثة أنواع رئيسيّة للالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي، وهي تتضمّن ما يلي:
- التهاب المفاصل القليلة:
يصيب هذا النّوع أقلّ من خمسة مفاصل خلال الأشهر الستّة الأولى من هذا المرض. وعلى الأرجح أن يُظهِر هذا النوع التهاب العين؛ والتي يمكن أن تؤدّي إلى العمى في بعض الحالات النّادرة.
- التهاب المفاصل المتعدّد:
يصيب هذا النّوع خمس مفاصلٍ أو أكثر خلال الأشهر السّتّة الأولى من المرض، وعادةً ما تقتصر الأعراض على المفاصل.
- الجّهازيّة:
كانت تُعرَف سابقاً بداء ستيل، يمكن أن يُظهِر هذا النوع تضخّماً في العقد الليمفاوية، وطفح، وحمّى؛ وقد تظهر تلك الأعراض وتختفي بسرعة. يمكن أن يسبّب هذا النّوع التهاب الأعضاء الدّاخليّة.
كما هو الحال بالنّسبة للأنواع الأُخرى من التهابات المفاصل؛ فإنّ الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي يتّسم بفتراتٍ تشتدّ فيها الأعراض وفترات أُخرى تختفي فيها الأعراض.
يجب أن يرى الطّبيب الطّفل إذا كان الطّفل يعاني من ألم, أو تورّم، أو تصلّب في المفصل لأكثر من عدّة أسابيع، وخاصّةً إذا كان الطّفل يعاني من الحمّى أيضاً.
الأسباب
يعتقد الأطباء أنّ الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي هو اضطّرابٌ مناعي ذاتي؛ ويعني ذلك أنّ جهاز المناعة في الجّسم يهاجم خلاياه وأنسجته. ويبقى سبب حدوث ذلك مجهولاً، إلا أنّه يبدو وكأنّ الوراثة والبيئة المحيطة تلعب دوراً فيه. يمكن أن تجعل طفرات جينيّة معيّنة المرء أكثر عُرضَةً للعوامل البيئية؛ كالفيروسات، والتي قد تثير المرض.
المضاعفات
هناك العديد من المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي، إلا أنّ مراقبة حالة الطّفل بعناية والحصول على الرّعاية الطبيّة المناسبة من شأنها أن تحدّ بشكلٍ كبير من خطر الإصابة بتلك المضاعفات؛ والتي تتضمّن ما يلي:
- مشاكل العين:
يمكن أن تسبّب بعض حالات الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي التهاب العين، وفي حالة عدم علاج هذه الحالة، فقد تؤدّي إلى إعتام عدسة العين، والزرق، وحتّى العمى. غالباً ما يحدث التهاب العين دون أيّة أعراض؛ ولذلك فمن الضّروري أن يقوم أخصّائي الأمراض العينيّة بفحص الأطفال المصابين بالالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي بشكلٍ دوريٍّ ومنتظم.
- التّدخّل في النّمو:
قد يؤثر الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي على تطوّر عظام الطّفل ونموّه، وبعض الأدوية التي تُستَخدَم لعلاج الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي؛ والتي غالباً ما تكون الستيرويدات القشريّة، قد تثبّط النّمو.
العلاج
يهدف علاج الالتهاب المفصلي الرثياني اليفعي إلى مساعدة الطّفل في الحصول على مستوى طبيعي من الأنشطة الاجتماعيّة والبدنيّة، ولتحقيق ذلك؛ فقد يستخدم الأطبّاء مجموعةً من الاستراتيجيات لتخفيف الألم والتورّم، والحفاظ على كامل الحركة والقوّة، ومنع حدوث المضاعفات.
الأدوية
بالنّسبة لبعض الأطفال فقد تكون مسكّنات الألم هي الأدوية الوحيدة، وقد يحتاج آخرون إلى الأدوية التي صُمِّمَت للحدّ من تطوّر المرض، وتشمُل الأدوية التي عادةً ما تُستَخدَم ما يلي:
- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs):
تخفّف هذه الأدوية، التي تتضمّن إيبوبروفين ونابروكسين، من الألم والتّورّم. يجب استخدام هذه الأدوية تحت إشراف الطّبيب؛ وذلك لأنّ الأطفال يمكن أن يعانوا من تأثيراتٍ جانبيّة كالنّزيف، ومشاكل في المعدة والكبد.
- الأدوية المعدلة للمرض والمضادة للرثية (DMARDs):
يستخدم الأطبّاء هذه الأدوية عندما تفشل مضادّات الالتهاب اللاستيروئيديّة في تخفيف الألم والتّورّم في المفصل. يمكن أن تُستَخدَم هذه الأدوية بالإضافة إلى مضادّات الالتهاب اللاستيروئيديّة، وهي تُستَخدَم لإبطاء تطوّر الالتهاب المفصلي الرّوماتويدي. وتتضمّن الأدوية المعدّلة للمرض والمضادّة للرّثية والتي تُستَخدَم لعلاج الأطفال بشكلٍ شائع methotrexate و sulfasalazine، وقد تتضمّن التّأثيرات الجّانبيّة الغثيان ومشاكل في الكبد.
- حاصرات عامل نخر الورم (TNF):
يمكن أن تساعد حاصرات عامل نخر الورم؛ مثل etanercept و infliximab، على التّخفيف من الألم والتّيبّس الصّباحي، وتورّم المفصل. إلا أنّ هذه الأنواع من العقاقير يمكن أن تزيد مخاطر الإنتانات؛ وخاصّةً في الرّئتين، والسّرطانات؛ كسرطان الغدد اللّمفاوية.
- الستيروئيدات القشريّة:
وتُعطى هذه الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبيّة للأطفال الذين يعانون من حالة شديدة من التهاب مفصلي روماتويدي يفعي، وهي تُستَخدَم للسّيطرة على الأعراض حتّى تأخذ الأدوية المعدّلة للمرض والمضادّة للرّثية مفعولها، أو لمنع حدوث المضاعفات؛ كالتهاب الكيس حول القلب (التهاب الشّغاف). يمكن إعطاءالستيروئيدات القشريّة؛ مثل prednisone، عن طريق الفم أو الحقن. إلا أنّها قد تؤثّر في النّمو وتجعل الطّفل أكثر عُرضَةً للإصابة بالإنتانات، وبشكلٍ عام؛ فيجب أن تُستَخدَم لأقصر فترة ممكنة. قد يكون التّوقّف عن تناول الستيروئيدات القشريّة التي تُستَخدَم لفترة طويلة فجأة خطراً؛ ولذلك فمن الضّروري اتّباع تعليمات الطّبيب حول الاستخدام.
العلاجات
قد يوصي الطّبيب بالمعالجة الفيزيائية للمساعدة في الحفاظ على مرونة المفاصل وللحفاظ على مدى لمقوّية وحركة العضلات، وقد يوصي المعالج الفيزيائي بأشياء أُخرى فيما يتعلق بأفضل التّمارين ومعدّات الحماية للطّفل، كما قد يوصي المعالج باستخدام بعض الجّبائر الخاصّة للمساعدة في حماية المفصل وإبقاءه في حالة عمل جيدة.
الجراحة
قد يتطلّب الأمر الجّراحة في الحالات الشّديدة من الالتهاب المفصلي الروماتويدي اليفعي؛ وذلك لتحسين وضع المفصل.
الإنذار
غير متوفّر