التصوير بالأشعة السينية
| د. كنان القاضي |
| المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الأشعة السينية Xray يَستخدم التصوير بالأشعة السينية جرعة صغيرة فقط من الأشعة المشردة (المؤينة) للحصول على صورة لأي عظم من عظام الجسم.
يُستخدم هذا النوع من التصوير لتشخيص الكسور في العظام أو في حالة الخلع المفصلي ويعتبر الطريقة الأسرع والأسهل بالنسبة للطبيب لرؤية وتقييم الكسور العظمية والإصابات والتشوهات المفصلية.
قد يتطلب هذا النوع من التصوير بعض التحضيرات، حيث يجب إعلام الطبيب وأخصائي التصوير عن الحمل في حال وجوده، ويتوجب أيضاً خلع المجوهرات وارتداء ملابس فضفاضة ومريحة وقد يطلب من المريض ارتداء ثوب مخصص.
تعريف بالتصوير بالأشعة السينية
التصوير بالأشعة السينية هو وسيلة طبية تساعد الأطباء على تشخيص ومعالجة الحالات الطبية.
يتضمن التصوير باستخدام هذه الأشعة تعريض جزء من الجسم لجرعة صغيرة من الأشعة المشردة (المؤينة) للحصول على صور لداخل الجسم.
تعد الأشعة السينية النوع الأقدم والأكثر استخداماً في التصوير الطبي.
ينتج عن التصوير الطبي صور لأي عظم في الجسم، بما فيها اليد، الرسغ، الذراع، الكوع، الكتف، العمود الفقري، الحوض، الورك، الفخذ، الركبة، الساق (القصبة)، الكاحل أو القدم.
الاستخدامات
الاستخدامات الأكثر شيوعاً لهذا الإجراء:
يستخدم التصوير بالأشعة السينية من أجل:
- تشخيص الكسور العظمية أو الخلوع المفصلية.
- التأكد من صحة وضعية أجزاء العظم المكسور بعد البدء بالعلاج.
- الإرشاد في جراحة تقويم العظام كتقويم العمود الفقري، تبديل المفصل ورد الكسور.
- الكشف عن الإصابة، المرض، التهاب المفاصل، النمو الغير طبيعي للعظم والتغيرات العظمية التي تشاهد في الجسم.
- يساعد في تحديد وتشخيص سرطان العظم.
- وضع الأجسام الغريبة في النسج الرخوة الموجودة حول العظام أو فيها.
كيفية تحضير المريض للقيام بالتصوير
معظم حالات التصوير من هذا النوع لا تتطلب تحضيرات خاصة.
سيطلب من المريض نزع ثيابه وارتداء ثوب مخصص خلال التصوير، وقد يطلب منه أيضاً نزع المجوهرات، أجهزة تقويم الأسنان المتحركة، النظارات وأي قطع أو ملابس معدنية قد تتداخل مع صور الأشعة السينية.
يجب على النساء دوماً إعلام الطبيب وأخصائي التصوير عن أي احتمال لوجود الحمل، حيث أن العديد من أنواع التصوير لا يجب تنفيذها خلال فترة الحمل حتى لا يتم تعريض الجنين للأشعة. إن كان لا بد من إجراء هذا التصوير فيجب أخذ الاحتياطات للحد من تعريض الجنين للأشعة.
معدات التصوير بالأشعة السينية
المعدات المستخدمة عادةً في التصوير بالأشعة السينية تتكون من أنبوبة للأشعة السينية معلقة فوق الطاولة التي يستلقي عليها المريض، ويوجد تحتها درج بداخله القرص المسجل للصور. في بعض الأحيان يتم التقاط الصورة للمريض في حالة الوقوف، كالتقاط صورة للركبة.
آلة الأشعة السينيسة المحمولة هي عبارة عن جهاز مدمج يمكن أخذه لمكان تواجد المريض في المشفى أو غرفة الطوارئ. أنبوبة الأشعة السينية متصلة بذراع مرنة تتمدد فوق المريض بينما يتوضع مسجل الصور تحت المريض.
آلية هذا الإجراء
الأشعة السينية هي شكل من أشكال الأشعة كالضوء وموجات الراديو. تنفذ هذه الأشعة عبر معظم المواد بما فيها الجسم البشري، وبمجرد أن تصل للجزء المطلوب تصويره من الجسم، فإن آلة الأشعة السينية تحدث انفجاراً صغيراً للأشعة التي بدورها تنفذ عبر الجسم وتلتقط صورة وتحفظها على فيلم فوتوغرافي أو كاشف خاص.
تمتص أجزاء مختلفة من الجسم الأشعة السينية بدرجات متفاوتة، حيث تمتص العظام الكثيفة الأشعة.
آلية التصوير بالأشعة السينية
يطلب طبيب الأشعة (وهو طبيب مختص بإجراء الصور الشعاعية وتشخيصها وقراءتها) من المريض أن يستلق على طاولة التصوير ويقوم بوضع فيلم التصوير (صفيحة التسجيل الرقمية) تحت الطاولة في منطقة الجسم المراد تصويرها. في بعض الحالات يتم استخدام وسائد رملية أو وسائد عادية أو أجهزة خاصة لتثبيت المنطقة المراد تصويرها بشكل جيد. كما أنه من الممكن وضع غطاء عازل فوق منطقة الحوض أو فوق الصدر لحماية هذه المناطق من الإشعاع.
قد يطلب من المريض أن يبقى ساكناً ودون حراك أو أن يحبس أنفاسه لعدة ثواني بينما يتم التقاط الصورة وذلك للتقليل من احتمال تشوش الصورة. يدخل الطبيب إلى خلف جدار أو إلى غرفة مجاورة لتفعيل جهاز التصوير.
قد يطلب من المريض أن يغير وضعيته لأخذ صورة أخرى بوضعية أخرى.
قد يتم طلب صور الأشعة السينية لطرف غير مصاب أو لصفيحة النمو عند الأطفال (التي ينمو من خلالها العظم) وذلك لمقارنة الحالة بالحالات الطبيعية.
عند الانتهاء من التصوير قد يطلب من المريض أن يبقى بينما يتأكد الطبيب أن الصور التي التقطها واضحة وكما هو مطلوب.
مدة التصوير
غالباً ما يستغرق التصوير بالأشعة السينية حوالي 5 إلى 10 دقائق.
ما يشعر به المريض خلال وبعد التصوير
إن التصوير بالأشعة السينية بحد ذاته إجراء غير مؤلم.
قد يشعر المريض ببرودة مزعجة بسبب تبريد غرفة التصوير وهو ضروري لتبريد جهاز التصوير. كما أن البقاء دون حركة لفترة معينة والاستلقاء على طاولة التصوير القاسية قد يكون مزعجاً بعض الشيء خصوصاً في حال كان المريض يتألم إثر الإصابة. يقوم الطبيب بمساعدة المريض على إيجاد أفضل وأكثر وضعية مريحة للمريض ويمكن من خلالها الحصول على الصور المطلوبة.
الحصول على نتيجة التصوير وتفسيرها
يقوم أخصائي الأشعة بتحليل الصور وتفسيرها وبعدها يقوم بكتابة تقرير عن الصور ويرسل هذا التقرير إلى الطبيب الذي طلب هذه الصور أو إلى طبيب يجد أنه ينبغي أن يتابع حالة المريض والذي بدوره يناقش نتائج التصوير مع المريض.
قد يكون من الضروري إجراء فحوصات أخرى متتابعة حيث يقوم الطبيب بشرح السبب المباشر لإجراء هذه الفحوصات. في بعض الأحيان يتم إجراء هذه الفحوص المتتابعة بسبب وجود خلل ما بحاجة تقييم أعمق بمشاهدات مختلفة أو بتقنيات تصوير خاصة. كما إجراء هذه الفحوص في بعض الحالات يكون ضروري لمتابعة التغير في أي خلل موجود والذي من الممكن مراقبته مع مرور الوقت. أحياناً إجراء هذه الفحوصات هو الوسيلة الأفضل لمعرفة فعالية العلاج المقدم وهل هناك تحسن أم لا يوجد استجابة مع مرور الوقت.
الفوائد مقابل الأضرار
الفوائد
- إن تصوير العظام بالأشعة السينية هو أسرع وأفضل وسيلة تساعد الطبيب على رؤية وتقييم إصابات العظام بما فيها من كسور ومشاكل المفاصل مثل التهابات المفاصل.
- إن أجهزة التصوير بالأشعة السينية غير مكلفة نسبياً ومتاحة بشكل واسع حول العالم وفي غرف الطوارئ وعيادات الأطباء ومراكز الرعاية الإسعافية وفي مراكز الرعاية المنزلية وفي أماكن أخرى كثيرة مما يجعل هذه الإجراء متاح للمرضى والأطباء على حد سواء.
- إن التصوير بالأشعة السينية إجراء سريع وسهل مما يجعله وسيلة مناسبة في تشخيص الحالات الإسعافية وعلاجها.
- عند الانتهاء من جلسة التصوير لا يبقى أي إشعاع داخل جسم المريض.
- غالباً الأشعة السينية ليس لها آثار جانبية ضارة ضمن المجال التشخيصي التقليدي.
الأضرار
- يوجد احتمال طفيف بالإصابة بسرطان بسبب التعرض المفرط للإشعاع ولكن فوائد هذا النوع من التصوير في التشخيص تفوق بكثير الأضرار الناتجة عنه.
- تختلف جرعة الإشعاع الفعالة لهذا النوع من التصوير.
- يجب على المرأة إخبار الطبيب أو أخصائي الأشعة في حال احتمالية وجود حمل.
التقليل من التعرض للإشعاع
يتم تقديم رعاية خاصة خلال إجراء التصوير بالأشعة السينية وذلك لاستخدام أقل جرعة ممكنة من الإشعاع للحصول على صور ممتازة تساعد على التشخيص.
تقوم منظمات الحماية من الإشعاع العالمية والدولية بمراجعات وتحديثات دائمة ومستمرة حول التقنيات القياسية المستخدمة من قبل أخصائيي الأشعة.
تستخدم أنظمة التصوير بالأشعة السينية الحديثة حزم إشعاع يتم التحكم بها بدقة ووسائل تحكم بجرعة الإشعاع للتقليل من تبعثر الإشعاع.
تفيد هذه الوسائل في ضمان أن أجزاء الجسم الغير مراد تصويرها ألا تتعرض لأي إشعاع حتى وإن كان طفيف.
قيود التصوير بالأشعة السينية
يعتبر التصوير بالأشعة السينية وسيلة ممتازة وواضحة وتعطي تفاصيل عن العظام ولكن تعطي معلومات قليلة عن العضلات والأربطة والمفاصل.
إن التصوير بالرنين المغناطيسي أكثر فائدة في تشخيص أذيات العظام والمفاصل (مشاكل غضاريف وأربطة مفصل الركبة وتمزق كف المدورات وجوف الحق) وفي تصوير النخاع الشوكي (حيث إن النخاع والعمود الفقري قد يحتاجان للتقييم). كما أن التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن الكشف من خلاله عن الكسور الغامضة والخفية ورضوض العظام (شعر العظام) والتي لا تظهر في في التصوير بالأشعة السينية.
يستخدم التصوير الطبقي المحوري لتقييم مرضى الصدمات في قسم الطوارئ. كما يتم من خلاله تصوير الكسور المعقدة والخفية.
عند الأشخاص المسنين ومرضى هشاشة العظام في الورك قد تشاهد الكسور بشكل واضح على صور الطبقي المحوري بينما يكون من الصعب رؤيتها ونكون غير واضحة على صور الأشعة السينية.
في حال الشك بأديك شوكية أو بأذيات معقدة أخرى يمكن تشكيل صور ثلاثية الأبعاد بواسطة التصوير الطبقي المحوري دون التعرض لإشعاع إضافي للمساعدة في التشخيص والعلاج لكل مريض على حدى.
التصوير بالأمواج فرق الصوتية والذي يستخدم الأمواج الصوتية عوضاً عن الأشعة المؤينة لتشكيل صور تشخيصية، يكون مفيداً في الإصابات حول المفاصل وفِي تقييم التشوهات الخلقية في الورك عند الأطفال.