فتق إربي
يحدث (الفتق الإربي) عندما يبرز نسيج رخو – و هو غالباً ما يكون جزء من الأمعاء – عبر نقطة ضعيفة أو شق في جدار البطن السفلي. قد يكون النتوء الناتج مؤلماً خصوصاً عندما السعال أو الانحناء أو حمل الأجسام الثقيلة.
ليس بالضرورة أن تكون الفتوق الإربية خطرة بحد ذاتها، و لكن يمكن أن تؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة لذا قد يلجأ الطبيب إلى الإصلاح الجراحي للفتق الإربي في حال وجود ألم أو زيادة في حجم الفتق.
تختلف اليوم جراحة الفتق الإربي عمّا كانت عليه زمان آبائنا حين كانوا يقومون بشق كبير في البطن و يضطر المريض للإقامة في المشفى لفترة طويلة و الامتناع عن الحركة لعدة أسابيع، أما الآن يمكن إصلاح الفتق الإربي بنجاح من خلال تقنية تستعمل عدة شقوق صغيرة تؤدي إلى شفاء أسرع و ألم أقل.
الأعراض
لا تسبب بعض الفتوق الإربية أية أعراض و قد لا يعلم الشخص بوجود فتق أربي لديه حتى يكتشفه الطبيب خلال الفحص الطبي الروتيني، لكن غالباً ما يستطيع الشخص رؤية نتوء و الشعور به و هو ينجم عن بروز الأمعاء الدقيقة. يكون النتوء عادة أوضح عند الوقوف بشكل مستقيم و خصوصاً عند السعال أو الإجهاد.
تتضمن أعراض الفتق الإربي ما يلي:
- نتوء في المنطقة على أحد جانبي عظم العانة
- ألم أو انزعاج في المنطقة الإربية خصوصاً عند الانحناء أو السعال أو حمل الأشياء.
- شعور بالثقل أو السحب في الإربية.
- أحياناً ألم و تورم في الصفن حول الخصيتين عند الرجال و ذلك عند نزول الأمعاء البارزة إلى الصفن.
تتضمن الأعراض و العلامات عند الأطفال ما يلي:
- يعاني تقريباً خمسة من 100 طفل من الفتق الإربي.
- ينجم الفتق الإربي عند حديثي الولادة و الأطفال عن ضعف موجود منذ الولادة في جدار البطن.
- لا يظهر الفتق أحياناً إلا عندما يبكي الرضيع أو يسعل أو يعصر خلال التغّوط. من المحتمل أن يكون الفتق الإربي واضحاً عند الأطفال الأكبر سناً و ذلك عندما يسعل الطفل أو يعصر خلال التغوّط أو يقف لفترة طويلة.
تجب رؤية الطبيب في حال ظهور نتوء واضح أو مؤلم في المنطقة على أحد جانبي عظم العانة. من المحتمل أن تتم ملاحظة النتوء أكثر عند الوقوف باستقامة و عادة يمكن الشعور بالفتق عند وضع اليد مباشرة فوق المنطقة المصابة. يجب أن يكون المصاب قادراً على رد الفتق إلى داخل البطن عند الاستلقاء، و إن لم يستطع فقد يخفف وضع كيس من الثلج على المنطقة المصابة من التوّرم بشكل كافي و بذلك ينزلق الفتق بسهولة، كما قد يساعد الاستلقاء بوضعية يكون فيها الحوض أعلى من الرأس. قد تنحصر الأمعاء المنفتقة (تنحبس) في جدار البطن، إذا كان المريض غير قادر على دفع الفتق للداخل و هي حالة خطيرة قد تتطلب رعاية طبية فورية. قد يصاحب هذه الحالة غثيان و إقياء أو حمّى و يتحول نتوء الفتق إلى أحمر أو أرجواني أو غامق. يجب الاتصال بالطبيب مباشرة إذا ظهرت أي من هذه الأعراض.
الأسباب
لا يوجد سبب واضح لبعض الفتوق الإربية و لكن يحدث البعض بسبب ما يلي:
- ازدياد الضغط داخل البطن
- وجود نقطة ضعف سابقة في جدار البطن
- مجموع الحالتين السابقتين.
يظهر الضعف في جدار البطن (الذي يؤدي إلى فتق أربي) لدى العديد من الناس عند الولادة عندما لا تنغلق بطانة البطن (البريتوان) بشكل ملائم. تتطوّر بعض الفتوق الإربية الأخرى فيما بعد عند ضعف أو تلف العضلات بسبب عدة عوامل كتقدم السن أو الجهد الجسدي أو السعال الذي يصاحب التدخين. تظهر نقطة الضعف عادة عند الرجال على طول القناة الإربية و هي منطقة دخول الحبل المنوي الذي يحتوي على الأَسْهَر (الأنبوب الذي ينقل المني) إلى الصفن. تحمل القناة الإربية عند النساء رباطاً يساعد على تثبيت الرحم في مكانه و تحدث الفتوق أحياناً في المكان الذي يتصل فيه النسيج الضام من الرحم مع النسيج المحيط بعظم العانة
أكثر شيوعاً عند الرجال: يزداد احتمال إصابة الرجال بضعف وراثي على طول القناة الإربية بسبب طريقة تطوّر الذكور في الرحم. تتشكل الخصيتان داخل البطن و بعدها تنتقلان إلى أسفل القناة الإربية داخل الصفن. تنغلق القناة الإربية بشكل تام تقريباً بعد الولادة بفترة قصيرة و تترك مساحة كافية لعبور الحبل المنوي و لكنها ليست كافية للسماح بتراجع الخصيتين إلى داخل البطن. لكن لا تنغلق القناة أحياناً كما يجب مما يؤدي إلى ضعف في المنطقة. ينخفض احتمال عدم انغلاق القناة الإربية لدى الإناث بعد الولادة، و لكن يزداد احتمال تطوّر الفتق لديهن ضمن القناة الفخذية – و هي فتحة قريبة من القناة الإربية يعبر خلالها الشريان الفخذي و الوريد و الأعصاب. يمكن أن يحدث الضعف في جدار البطن فيما بعد و خصوصاً بعد إصابة أو عمليات معينة في التجويف البطني.
يمكن أن ينجم الفتق عن ضغط زائد في البطن سواء كان الشخص يعاني من ضعف مسبق أو لا، و قد ينتج هذا الضغط مما يلي:
- العصر خلال التغوّط أو التبوّل
- رفع الأشياء الثقيلة
- سائل في البطن (حبن)
- الحمل
- زيادة الوزن
- يمكن أن يسبب السعال المزمن أو العطاس تمزق العضلات في البطن.
المضاعفات
- تتضخم مع الوقت معظم الفتوق الإربية إذا لم تُعالج جراحياً.
- يمكن أن تضغط الفتوق الكبيرة على الأنسجة المحيطة، و قد تمتد لدى الرجال إلى داخل الصفن و تسبب ألم و توّرم.
- قد تحدث أخطر مضاعفات الفتق الإربي عندما تنحصر عروة معوية في نقطة الضعف في جدار البطن (فتق مختنق)، مما يؤدي إلى انسداد الأمعاء و حدوث ألم حاد و غثيان و إقياء و عدم القدرة على التغوّط أو إخراج الغازات.
- يمكن أيضاً أن يُنقص جريان الدم إلى الجزء المحصور من الأمعاء – تسمّى هذه الحالة الخَنق – مما يؤدي إلى موت أنسجة الأمعاء المصابة.
- يعتبر الفتق المختنق مهدداً للحياة و يتطلب جراحة فورية.
العلاج
إذا كان الفتق صغير و غير مزعج قد يوصي الطبيب بالانتظار و المراقبة، و لكن تتطلب الفتوق المتضخمّة و المؤلمة إصلاح جراحي لتخفيف الانزعاج و منع المضاعفات الخطيرة.
هناك نوعان رئيسيان من عمليات الفتق و هما:
- رفْوُ الفَتق: يقوم الجراح في هذا الإجراء بإجراء شق في المنطقة الإربية و يدفع الأمعاء البارزة إلى داخل البطن و بعدها يصلح العضلات الضعيفة أو الممزقة بخياطتها مع بعضها.
يتم تشجيع المريض بعد الجراحة على الحركة بأسرع ما يمكن و لكن قد تمر أربعة إلى ستة أسابيع قبل أن يكون قادراً على استعادة النشاطات الطبيعية كلياً.
- رَأْبُ الفَتْق: في هذا الإجراء الذي يشبه ترقيع الإطار يقوم الجراح بإدخال قطعة من شبكة صنعية لتغطّي المنطقة الإربية بكاملها بما فيها كل فتحات الفتوق الممكنة، تخاط عادة الرقعة بقطب جراحية أو دبابيس أو مشابك. يمكن إجراء رأب الفتق بشق واحد طويل فوق الفتق. و لكنه يتم الإجراء عادة بشكل تنظيري للبطن باستعمال عدة شقوق صغيرة بدلاً من واحد طويل. يُتم إدخال أنبوب بصري ليفي مع كاميرا صغيرة إلى داخل البطن عبر إحدى الشقوق و يتم إدخال الأدوات الصغيرة عبر الشقوق الأخرى، بعدها يقوم الجراح بالعملية باستعمال كاميرة فيديو للإرشاد.
تتضمن مميزات الجراحة التنظيرية انزعاج و ندوب أقل بعد العملية و عودة أسرع للنشاطات الطبيعية – كما يعود معظم الناس إلى العمل خلال عدة أيام. هذا الإجراء خيار جيد للمرضى الذين لديهم نكس في الفتوق بعد جراحة الفتق التقليدية لأن الطرائق التنظيرية تسمح للجراح بالعمل حول النسيح الندبي لجراحة سابقة، كما أنه يعتبر إجراءً جيداً لأولئك المصابين بفتوق على جانبي الجسم (فتوق أربية ثنائية الجانب). تتضمن مساوئ الجراحة التنظيرية ازدياد خطورة المضاعفات و النكس بعد الجراحة. تقل هذه المخاطر إذا قام بالعمل الجراحي جرّاح ذو خبرة واسعة في هذا النوع من الجراحات. قد لا تكون حالة المريض مناسبة للخضوع لجراحة تنظيرية للفتق في حال كان الفتق كبيراً أو إذا حدث اندفاع للعرى المعوية إلى داخل الصفن أو في حال الخضوع لجراحة حوضية سابقة كاستئصال البروستات.
الإنذار
غير متوفر