شريان
الشِرْيَان أو الشَرْيَان، والجمع شَرَايِين (من شَرِيَ البعيرُ في سيرهِ: شَرًى إِذا أسرع، و شَرِي زِمامُ النّاقةِ يَشْرى شَرًى: إِذا كثُر اضطرابُه، ذلك أنها عروق نباضة).
هو وعاء دموي، ينقل -حسب التعريف- الدم من القلب إلى الأعضاء (كل أجزاء الجسم) وتطلق هذه التسمية على الوعاء الدموي بغضّ النظر عن نسبة إشباعه بالأوكسيجين. إلا أنّ أغلب الشرايين هي الأوعية الغنية بالأوكسيجين. والاستثناء هو للشريان الرئوي الذي ينقل الدم من القلب (بعد دورته في الجسم) إلى الرئتين لإغنائه بالأوكسيجين O2 وتخليصه من ثاني أوكسيد الكاربون CO2. ويرجع لون الدم الأحمر الفاتح في الشرايين إلى وجود الأوكسيجين بها.
الشرايين تحتوي تقريباً 20% من نسبة الدم في الجسم. الشريان الأكبر عند الإنسان هو الشريان الأبهر أو الوتين، وقطره يقارب 2.5 أو 3 سنتيمتر.
أنواع الشرايين
أنواع الشرايين هي:
1- العضلي: هذا النوع هو نوع معظم الشرايين الصغرى البعيدة نسبياً عن القلب. سبب التسمية هو نسبة العضلات إلى سماكة الجدار العائد للشريان. هذا النوع من الشرايين يلعب دوراً مهماً في تنظيم ضغط الدم لكونها تحتوي ضمن عضلاتها الملساء على لاقطات (مستقبل (كيمياء حيوية)) للهورمونات المنظمة لضغط الدم بشكل قصير أو طويل الأمد.
2- المرن: مثال الشرايين الكبرى القريبة من القلب. تتوسع لكونها مرنة أثناء عمل القلب "Systole" ما يجعلها لنقل تمتص الكمية الزائدة من الدم والتي لا تستطيع الشرايين التالية أن تمررها بشكل كامل في وقت عمل القلب، بينما تتقلص حين وقت ارتياح عضلة القلب "Diastole" وهكذا تفرغ محتواها من الدم عبر الضغط لما تحتويه من سائل والعودة إلى شكلها الأصلي. وهكذا تنشأ ظاهرة التدفق المستمر للدم، وتحمي الشرايين الطرفية من الفوارق العالية في الضغط بين فترتي عمل وراحة القلب.
من العلامات الفارقة لتمييز الشرايين عن الأوردة، أن جدار الشرايين يتضمّن نسبة أكبر من العضلات وهو سميك ومنظّم بشكل طبقيٍ أكثر وضوحاً ولذلك تظهر الشرايين أنها ثابتة بينما الأوردة تبدو ضعيفة، كما أن الشرايين لا تملك صمامات على طول مجراها بعكس الأوردة الكبرى خاصّة.
الشرايين الرئيسية
أكبرها قاطبة هو الشريان الأبهر، وهو متصل مباشرة بأحد تجاويف القلب. يضخ القلب الدم المؤكسد من خلال الشريان الأبهر وفروعه العديدة إلى كل أجزاء الجسم تقريباً.
ويوجد فرعان صغيران مهمان للشريان الأبهر، هما: الشريانان التاجيان ووظيفتهما إمداد عضلة القلب نفسها بغذائها من الدم. يحمل الشريانان السُّباتيان، الأيمن والأيسر، الدم إلى جانبي الرأس والرقبة. ويسري الدم من خلال الجانب الأيمن والأيسر لشرايين تحت الترقوة إلى الكتفين والذراعين. وتقوم فروع عديدة للشريان الأبهر بنقل الدم إلى الأعضاء الداخلية. وفي منطقة البطن، ينقسم الشريان الأبهر إلى فرعين كبيرين، هما: الشريانان الحرقفيان، الأيمن والأيسر. وهذان الشريانان لهما فروع تمد الأعضاء الواقعة في الحوض. من هناك يمضي الشريانان الحرقفيان إلى أسفل متجهين إلى الساقين، حيث يعرفان باسم الشريانين الفخذيين. بعد أن يمر الدم الشرياني خلال الجسم حاملاً معه الشوائب، تقوم الأوردة بجمعها وإعادتها إلى غرفة أخرى من غرف القلب. ويضخ القلب هذا الدم من خلال الشريان الرئوي إلى الرئتين ليحمل الأكسجين مرة أخرى عائدًا إلى القلب، حيث يتم ضخه مرة أخرى خلال الشريان الأبهر.
بناءالجدار
أما طبقات الجدار فهي:
1- الطبقة الداخلية (أو Tunica interna: Intima) تقع على احتكاك مباشر مع الدم عبر غلافها الداخلي البسيط التكوين أي من طبقة خلايا واحدة.
2- الطبقة الوسطى (أو Media) وتتألف من مرنتين. الداخلية (المحددة- دائرية) والخارجية (المحددة- طولية)
3- الطبقة الخارجية (أو Tunica externa: Adventitia)
تتكون من ثلاث طبقات، هي: الطبقة الخارجية، وتتكون من نسيج مرن، والطبقة الوسطى، وهي عضلة، والطبقة الداخلية، أو البطانة، وهي مكونة من خلايا دقيقة ناعمة من نفس النوع الذي يبطِّن بقية الأوعية والقلب. وفي كل مرة يدق فيها القلب، فإن الأوعية المرنة للشرايين تنتفخ، مفسحة المجال للدم المندفع فيها. وبعد ذلك، ينقبض نسيجها العضلي ببطء مرة أخرى، وهذا يدفع الدم قدماً على امتداد الشرايين نحو الشعيرات الدقيقة. وعلى هذا النحو، تضطلع الشرايين بمهمة الحفاظ على جريان الدم خلال الجسم، وهذا يتطلب مزيدًا من العمل المتواصل. وإذا كانت جدران الشرايين صلبة بدلاً من أن تكون مرنة، فإن ذلك يعني أن ضخ الدم سيقع على عاتق القلب وحده دون معونة الشرايين. نتيجة لذلك، فإن القلب يعمل بقوة أكبر مما يفعل. وهذا ما يحدث للذين يعانون تصلب الشرايين.
وقد تكون الشرايين عرضة للعديد من الأمراض (كالأورام ومرض هورتون Horton) وحتى سبباً لأمراض ضغط الدم أو غيرها كما سلف الذكر.