شوفان
الشوفان (بالإنكليزية: Oat) (الاسم العلمي: Avena sativa )
هو نبات عشبي حولي من الفصيلة النجيليةGRAMINEAE ، يشبه الحنطة والشعير في الشكل وهو ينبت عادة بينهما وبذوره متوسطة بين حب الحنطة والشعير ويعرف عادة بالزُّوان والعامة عادة تقول الزوان والزيوان. لم يرد اسم الشوفان في المعاجم العربية القديمة ولا في المفردات وقد عرف في الماضي بأسماء مختلفة مثل هُرطُمان وهي كلمة فارسية وخافور وقرطمان والنوع الذي يزرع يسمى خرطان زراعي أو خرطان معرف.ويعد نوعاً من الحبوب،
تستخدم بذوره في تغذية الإنسان والحيوان خصوصاً الدواجن والأحصنة. يستخدم قشه أحياناً كمرقد للحيوانات.
الشوفان الخام غير صالح لعمل الخبز، وعادة مايقدم كعصيدة مصنعة من الشوفان المدشوش، أو رقائق الشوفان أو دقيق الشوفان ويخبز أيضاً بسكويت الشوفان (كيك الشوفان) والذي يمكن إضافة دقيق القمح اليه.
تعد منتجات الشوفان من الأغذية الرخيصة والمغذية وذلك كان السبب في انتشاره واستخدامه في الكثير من بلدان العالم منها الولايات المتحدة. كما يستخدم في صناعة غذاء الأطفال، كما يمكن استخدامه في عمل الخبز بخلطه مع دقيق الحنطة.
يحتوي لب الشوفان على محتوى من الدهن يزيد عما هو في الحنطة وعلى كمية من البروتين لاتقل عما في بذور الحنطة، وهو يشبهها أيضاً في تركيب الأحماض الأمينية مثل الأرجينين والاليسين والتربتوفان.
يحتوي دقيق الشوفان على فيتامين ب1 ذي الأهمية الخاصة ويحوى على المواد المعدنية مثل الحديد والفسفور وبه طاقة تزيد على ما في القمح وكذلك يحتوي على النشا ويستعمل أيضاً في إنتاج مادة الفيورفورال وهي مادة مذيبة في عملية تنقية أملاح زيوت الطعام النباتية ومذيباً لإزالة الأصباغ.
والمنتجات الغذائية المصنوعة من بذور الشوفان ذات طاقة غذائية عالية وسهلة الهضم ولها أهمية كبيرة لمن يعانون من أمراض معدية والشوفان غالباً مايزرع من النباتات البقولية
لمحة تاريخية
الشوفان في الطب القديم:في الطب الإنجليزي قال العالم Nicholas Gulpeper عام 1652م ان لبخة تحضر من عجينة بذور الشوفان مع الزيت تفيد في علاج الحكة ومرض الجذام. وقبل ذلك في عام 1597م قال العالم John Genand ان لبخات من سيقان وأوراق الشوفان جيدة للأمراض الجلدية وربما للروماتزم.
وكان الأوروبيون يستخدمون سيقان وأوراق الشوفان في حماماتهم كعلاج للروماتزم ولمشاكل المثانة والكلى. وقد استعمل الشوفان في الطب القديم كعلاج لأمراض الصدر وبالأخص أمراض الرئة والسعال المزمن وكان يستعمل كلصقات مفيدة لمرض النقرس والبثور.
أما الشوفان في الطب الحديث فقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير بذور وسيقان وأوراق الشوفان على بعض الأمراض وأثبتت جدواها كعلاج وقامت مصانع كبيرة لصناعة مستحضرات متعددة من الشوفان ومشتقاته، فقد قامت دراسة اكلينيكية أثبتت أن الألياف النباتية الذائبة مثل الموجودة في الشوفان بمعدل 40جراماً في اليوم خفضت كوليسترول الدم خلال اسبوعين الى ثلاثة أسابيع كما نشرت دراسات في مجلات علمية محترمة أوضحت ان 3جرام من الألياف الذائبة اذا أخذت يومياً خفضت الكولسترول بنسبة 5% وفي عام 1997سمحت منظمة الأغذية والأدوية الأمريكية (FDA) شركة Quaker oats ومصانع أخرى لاضافة هذا الادعاء على منتجاتهم الغذائية من الشوفان.. وفي دراسة أخرى أثبتوا من خلالها أن الشوفان يخفض مستوى حمض اليوريك في الدم.وفي دراسة عملت على رياضي في أستراليا والذي وضع على غذاء مخصص من الشوفان فقط ولمدة 3 أسابيع وجد ان زيادة 4% من أسدية نبات الشوفان الى الغذاء المخصص من الشوفان للرياضي أثرت كثيراً في وظائف عضلات الرياضي خلال التمارين الرياضية.
الظروف المناخية
يعد الشوفان العادي من النباتات التي تنموا جيداً في المناطق الباردة الرطبة مثل شمال الولايات المتحدة وجنوب كندا وشمال أوروبا بينما يحتاج الشوفان الأحمر إلى مناخ حار وهذه الصفة ساعدت على امتداد زراعته في مناطق واسعة مثل جنوب الولايات المتحدة ومنطقة البحر الأبيض المتوسط وجنوب أوروبا واستراليا والارجنتين. ويتميز الشوفان الأحمر بتحمله للجفاف والحرارة المرتفعة ومقاومته للأمراض الفطرية إذ يمكث المحصول في الأرض مدة تتراوح بين 100 - 120 يوماً من دون أن يتطلب حرارة مرتفعة إذ تنبت بذوره في درجة حرارة 1 - 2 سنتجريد. وتتحمل الصقيع من -3 إلى -5 درجة سنتجريد. ويتطلب رطوبة تربة مرتفعة فهو محب للرطوبة أكثر من الشعير والقمح، كما أنه حساس لجفاف الهواء.
ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة، وخاصة عند التزهير إلى قلة نسبة العقد في السنابل وإلى التبكير في نضج البذور قبل اكتمال تكوينها وتزداد الاصابة بالأمراض عند توفر الجو الحار الرطب وتؤثر درجة الحرارة والضوء في عدد الفروع الثمرية ويزداد عدد الفروع الثمرية والعناقيد عندما يصل طول النهار إلى الفترة الحرجة ولكل محصول فترة حرجة خاصة به خلال فترة معينة ويبدأ ازهار المحصول بعد أن تصل درجة الحرارة أقصاها في النهار. وتزداد مقومة الشوفان للحرارة بدرجة أكثر عند ابتداء تكوين السنابل والأصناف الشتوية البطيئة النمو ذات سيقان قصيرة وأكثر مقاومة من الأصناف سريعة النمو ذات السيقان الغليظة وتمتاز معظم الأصناف المقاومة بوجود سفا وحبوب داكنة اللون وإن عدد التفرعات الخضرية في أصناف المجموعة الشتوية أكثر مما في أصناف المجموعة الربيعية.
والشوفان يحتاج إلى كمية من الماء أثناء النمو الخضري للمحصول أكثر من محاصيل الحبوب اللأخرى وتعد الرطوبة من العوامل المددة للنمو.
الوصف النباتي للشوفان
الشوفان نبات حولي طوله من 50 إلى 170 سم ويتبع الجنس Avena ويعود إلى قبيلة Aveneae التي تنتمي إلى العائلة النجيلية Poaceae.
جذور الشوفان صغيرة ومتعددة ليفية مغطاة بالشعيرات الدقيقة وتمتد إلى أعماق التربة كلما تقدم العمر بالنبات وقد تصل إلى أكثر من متر وتكون جذور الأصناف المتأخرة أكثر تعمقاً من جذور الأصناف المبكرة.
يتراوح طول الساق من 60 إلى 150 سم ويحتوي على 4 إلى 5 سلاميات مجوفة، تسمى السلامية العليا التي تحمل النورة بالحامل الزهري Peduncle وينتج النبات في الظروف المعتادة من 3 إلى 5 فروع قاعدية.
التركيب الكيميائي
يحتوي الشوفان على قلويدات (ALKaloids) وسيترولز (Sterols) وفلافونيدات (Flavonoids) وحمض السليسيك (Silicic acid) ونشا (starch) وبروتين (Proteins) والذي يشمل الجلوتين (Gluten) وفيتامينات وبالأخص مجموعة فيتامين ب ومعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والحديد والصوديم وهيدرات الكربون كما يحتوي على دهن وهرمون قريب من الجريبين (الهرمون المبيضي) وعلى الكاروتين بالاضافة الى فيتامين ب ب (PP)وفيتامين د.تتفاوت المحتويات الكيميائية بين أنواع الشوفان العادي والتركي والأحمر والقصير والنبوي لكن المواد الأساسية والجوهرية توجد في جميع الأنواع.
المعلومات الغذائية
يحتوي كل كوب من الشوفان (156غ)، بحسب وزارة الزراعة الأميركية على المعلومات الغذائية التالية :
- السعرات الحرارية: 607
- الدهون: 10.76
- الدهون المشبعة: 1.89
- الكاربوهيدرات: 103.38
- الألياف: 16.5
- البروتينات: 26.35
- الكولسترول: 0
استعمالاته وتواجده في المستحضرات الصيدلانية
وهناك استعمالات كثيرة ودارجة في الوقت الحالي على مشتقات الشوفان ولكنها غير مثبتة علمياً الا أن لها ايجابيات جيدة مثل استخدام الشوفان كمضاد للإجهاد والأرق ومهدئ وجالب للنوم ومقوٍ للأعصاب ومنشط. كما استخدم الهنود الشوفان لعلاج إدمان مشتقات الأفيون والتبغ، كما أن الشوفان يسكّن نوبات حصاة المجاري البولية واضطرابات البول ويلين ويسكن آلام البواسير وينصح الأطباء مرضى الأعصاب والمفكرين والمرهقين بتناول الشوفان وكذلك مرضى السكر ومرضى الغدة الدرقية.يصنع من الشوفان مغلي للأطفال الرضع من مقادير متساوية من القمح والشعير والشوفان حيث تغلى في لتر ونصف ماء على نار خفيفة حتى يصبح المغلي لتراً واحداً ويضاف اليه سكر ويعطى للأطفال يومياً قبل الرضاعة.المستحضرات الموجودة من الشوفان في الأسواق:
يوجد من الشوفان عدة مستحضرات من أهمها: مسحوق الشوفان، كبسولات، قطرات مركزة، خلاصات، محببات بأشكال مختلفة، محلول غروي يستخدم في حمام الماء، شايات، صبغات.أما من الناحية الغذائية فيعتبر الشوفان من المواد الغذائية الهامة لدى بعض الشعوب مثل البلدان الباردة مثل اسكندنافيا وأيقوسيا وغيرها حيث يتناولون حساء الشوفان يومياً في طعام الترويقة.
وقد أصبح الشوفان هو الطعام المفضل للأطفال والمرضى وكبار والسن والمتعرضين لارهاق عضلي حيث انه يغذيهم ويقويهم ويزيد النشاط في عضلاتهم.والشوفان ليس غذاء للإنسان فقط بل غذاء جيد للحيوان وبالأخص الأحصنة.