فصام
د. مجدولين البدوي |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الفصام Schizophreniform disorder
نظرة عامة
يُعَد الفصام حالة عقلية شديدة ومزمنة، تؤثر على كيفية تفكير الشخص وإحساسه وتصرفه. يبدو الاشخاص المصابون بالفصام وكأنهم فقدوا الاتصال بالواقع، فيصفه الأطباء أحياناً بأنه نوع من الذهان. على الرغم من كون الفصام غير شائع كالأمراض العقلية الأخرى، فالأعراض قد تكون مقعدة بصورة كبيرة.
الأعراض
تبدأ أعراض الفصام بالظهور عادةً بين سن 16-3- عام، ويُصاب الأطفال في بعض الحالات النادرة بالفصام أيضاً.
تتضمن أعراض الإصابة بالفصام ثلاث فئات، هي الإيجابية والسلبية والإدراكية:
- عراض الإصابة بالفصام الإيجابية: وهي الأعراض الذهانية التي لا نراها عند الأشخاص الصحيحين، وتتضمن:
- هلوسة: سماع أو رؤية أشياء غير موجودة.
- أوهام: اعتقادات غير اعتيادية غير مرتكزة على الواقع.
- أفكار مشوشة: نظراً لوجود الهلوسة أو الأوهام.
- مشاكل حركية
- أعراض الإصابة بالفصام السلبية: ترتبط الأعراض السلبية باضطرابات طبيعية حسية وحركية، وتتضمن:
- ردات فعل باردة: تعابير قليلة عن المشاعر تجاه التعابير الوجهية أو نغمة الصوت.
- مشاعر امتنان وسعادة قليلة في الحياة اليومية.
- صعوبة بدء ومواصلة النشاطات.
- قلة الكلام.
- الأعراض الإدراكية: قد تكون هذه الأعراض لبعض المرضى خفيفة، بينما تكون عند البعض الآخر شديدة بحيث نلاحظ تغيرات في الذاكرة وبعض جوانب التفكير. وتتضمن:
- انخفاض في الوظائف الإدراكية الإدارية (القدرة على فهم المعلومات واستخدامها لاتخاذ قرارات).
- عدم القدرة على التركيز وإعارة الانتباه.
- مشاكل في "إعمال الذاكرة" (القدرة على استخدام المعلومات بعد تعلُّمها مباشرة).
قد يعتقد البعض بتسبب الفصام للشخص بـ "انفصام في الشخصية" أو تصرفات عنيفة وكل ذلك غير صحيح.
متى يتوجب علينا طلب الاستشارة الطبية
إذا كنت تعاني من بعض أعراض الفصام، فالأفضل لك استشارة الطبيب الخاص بك في أسرع وقت؛ فكلما عولج الفصام أبكر، كانت النتائج أفضل.
تقل اضطرارية الأشخاص الذين يحصلون على العلاج خلال الحلقة الذهانية الأولى إلى تكرار معاودة زيارة المشفى، ويحتاجون وقتاً أقصر للسيطرة على الأعراض من أولئك الذين يتأخرون في تلقي العلاج.
- تخف الحالة عندما يتصرف المريض على النحو التالي:
- يدرك أعراض النوبة الحادة
- يأخذ أدويته المحددة في مواعيدها
- يتحدث إلى الآخرين عن حالته
يوجد العديد من الجمعيات ومجموعات الدعم التي تقدم المساعدة للمصابين بالفصام. وقد يشعر المصابون بالراحة حين تحدثهم إلى بعضهم البعض عن حالاتهم المتشابهة.
المسببات
يقترح الباحثون وجود عدة أسباب للفصام:
- الجينات: لا يحدث الفصام بتغيُّر جين واحد فقط، وإنما بتأثير مشترك جيني وبيئي. في الوقت الذي ينتشر فيه الفصام بمعدل 1% بين الأشخاص، فإن وجود مرض ذهاني عائلي يزيد بصورة كبيرة من احتمال خطر الإصابة بالفصام. يزيد خطر الإصابة بالفصام إلى نحو 10% في حال إصابة أحد الاقارب ذوي الدرجة الأولى من القرابة بهذا المرض، كأحد الوالدين أو الأشقاء. يكمن الخطر الأكبر في حال إصابة أحد التوأمين المتطابقين بهذا المرض، للتوأم غير المصاب احتمال 50% للإصابة بهذا المرض.
- البيئة: يزيد التعرض للفيروسات ونقص التغذية قبل الولادة وبخاصة في الثلث الأول والثاني من الحمل من احتمالية الإصابة بالفصام.
- كيمياء الدماغ: تساهم بعض المواد الكيميائية في الدماغ، بما فيها الناقلات العصبية الدوبامين والغلوتامات، في الإصابة بالفصام. تساعد [[ناقل عصبي|الناقلات العصبية] الخلايا الدماغية في الاتصال مع بعضها البعض. قد يتضمن ذلك الشبكات العصبية أيضاً.
- تعاطي الأدوية غير المراقب: أوضحت بعض الدراسات زيادة احتمالية الإصابة بالذهان في حال تعاطي الأدوية المنشطة خلال مرحلة المراهقة و البلوغ. تشير مجموعة متزايدة من الأدلة إلى أن تعاطي الماريجوانا يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الذهانية. وكلما تم تعاطي هذا العقار بعمر أصغر و بتكرارية أكبر، كان الخطر أكبر. أوضحت دراسة أخرى بأن تدخين الماريجوانا يؤدي إلى ظهور مجموعة أعراض فصامية، ويؤدي إلى تقدم المرض أحياناً.
التشخيص
لا يعد تشخيص الفصام من التشاخيص السهلة؛ إذ تتشابه أعراض تعاطي بعض العقاقير كالمتأمفيتأمين و الـ LSD مع أعراض الفصام. يكمن صعوبة تشخيص المرض في حقيقة أن الكثير من المصابين به لا يعترفون بذلك. يعد نقص الإدراك عرض شائع للمصابين بالفصام والذي يصعّب العلاج بصورة كبيرة.
لا يوجد تحليل مخبري أو جسماني واحد يمكن من خلاله تشخيص الفصام. يُشَخَّص الفصام بعد فحص القدرات العقلية والأمراض التي يعاني منها الشخص في فترة مدتها ستة أشهر من قبل خبير، إضافة إلى طبيب نفساني . ينبغي استبعاد العوامل الأخرى كالأورام الدماغية أو بعض الحالات الطبية الأخرى والتشاخيص الذهانية، كالاضطراب ثنائي القطب.
ينبغي أن يكون لدى الشخص عرضين على الأقل من الأعراض التالية، والتي تحدث لديه باستمرارية وتتسبب بانخفاض لأداء ليتم تشخيص الحالة بالفصام:
- هلوسة
- أوهام
- كلام غير موزون
- حركات وتصرفات جامدة
- أعراض سلبية
قد تكون الأوهام والهلوسات وحدها كافية لتشخيص الحالة بالفصام.
العلاج
نظراً لكون مسببات الفصام غير واضحة؛ يركز العلاج على التخلص أو التخفيف من الأعراض، ويتضمن:
- الأدوية مضادات الذهان:
تؤخذ هذه الأدوية عادة يومياً بشكل أقراص أو شرابات. قد تكون بعض هذه الأدوية حقنية وتُعطَى مرة أو مرتين شهرياً. قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية مزعجة لهذه الأدوية في بداية العلاج، لكن معظم هذه الآثار الجانبية تختفي بمرور بضعة أيام.
ينبغي على الطبيب والمريض العمل معاً لإيجاد الدواء أو مجموعة الأدوية الأفضل للعلاج، وبالجرعة المناسبة.
- العلاج النفسي المجتمعي:
تكون هذه العلاجات نافعة بعد إيجاد العلاجات الدوائية المناسبة، يساعد تعلُّم واستخدام مهارات التأقلم على مواجهة تحديات الحياة اليومية الناس على متابعة أهدافهم الحياتية. كلتواجدفي بيئة المدرسة أو العمل. يكون الأشخاص المعالجين نفسياً ومجتمعياً أقل عرضة للانتكاس أو لاضطرارية الإقامة في المشفى.
- الرعاية المتخصصة المتناسقة:
تهدف الأدوية العلاجية والعلاجات النفسية الاجتماعية وإدارة الحالة ومشاركة الأسرة وخدمات التوظيف والتعليم المدعومة إلى تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة.
الحالات ذات الصلة
قد يعاني مريض الفصام من حالات أخرى تصيبه تباعاً، وتتضمن:
- إدمان العقاقير
- اضطرابات نفسية لاحقة للحالة
- اضطراب الوسواس القهري
- اكتئاب شديد
يزيل العلاج الناجح للفصام هذه الاضطرابات بالكامل، كما يحسن علاج إدمان العقاقير من أعراض الفصام.
كيف يمكننا مساعدة شخص مصاب بالفصام
من الصعب رعاية ودعم أحبائنا المصابين بالفصام، من الصعب التنبؤ بردة الفعل التي سيبديها المصاب تجاه تصرف خاطئ أو غريب. من المهم معرفة كون الفصام اضطراب بيولوجي.
إليك بعض الخطوات التي يمكنك بها مساعدة شخص مريض بالفصام:
- إعطاءهم العلاج المناسب وتشجيعهم على المحافظة عليه.
- تذكُّر بأن هلوساتهم تبدو واقعية جداً بالنسبة إليهم.
- إخبارهم بأن الجميع لديهم الحق في رؤية الأشياء بطريقتهم الخاصة.
- كن محترَماً وداعماً ولطيفاً دون أن تضطر لتحمل تصرفات خطيرة أو غير مناسبة.
- تحقق من وجود أي مجموعة داعمة في منطقتك.