دودة شريطية
تحدث عدوى الإصابة بالدّودة الشّريطيّة بسبب تناول الطّعام أو الماء الملوّث ببيوض أو يرقات الدّودة الشّريطيّة. فعندما يبتلع المرء بيوض معيّنة للدّودة الشّريطيّة، فإنّها قد تهاجر إلى خارج الأمعاء وتشكّل كيسات في أنسجة الجّسم وأعضائه (الإصابة بالدّودة الشّريطيّة الغازية). إلا أنّه وعند ابتلاع يرقة الدّودة الشّريطيّة، قد تنمو تلك لتصبح ديدان شريطيّة بالغة في الأمعاء (الإصابة بالدّودة الشّريطيّة المعويّة). تتكوّن الدّودة الشّريطيّة البالغة من رأس وعنق وسلسلة من القطع تدعى الأسلة، وإذا أُصيب المرء بالدّودة الشّريطيّة المعويّة فإن رأس الدّودة الشّريطيّة يلتصق بجدار الأمعاء وتنمو الأسلة وتنتج البيوض، وقد تعيش الدّيدان البالغة حتّى 20 سنة في المضيف، إنّ الإصابة بالدّودة الشّريطيّة المعويّة عادةً ما تكون مشكلةٌ طفيفة، إلا أنّ الإصابة بالدّودة الشّريطيّة الغازية قد تسبّب مضاعفاتٍ خطيرة.
[[ملف:|تصغير|يسار]]
الأعراض
لا يعاني المصابون بالدّودة الشّريطيّة المعويّة من الأعراض، فإذا شعر المرء بتأثيراتها، فإنّ الأعراض تعتمد على نوع الدّودة وعلى موقعها، حيث تتنوّع أعراض الإصابة بالدّودة الشّريطيّة الغازية بحسب الموقع الذي هاجرت إليه اليرقات.
- الإصابة المعويّة:
تتضمّن أعراض الإصابة المعويّة ما يلي:
- غثيان
- ضعف
- فقدان الشّهيّة للطّعام
- ألم في البطن
- إسهال.
- فقدان الوزن وعدم كفاية المواد الغذائيّة التي يتم امتصاصها من الطّعام
- الإصابة الغازية:
إذا هاجرت يرقة الدّودة الشّريطيّة خارج الأمعاء وشكّلت كيسات في أنسجةٍ أُخرى، فإنّها في النّهاية قد تلحق الضّرر بالأنسجة والأعضاء، وينجم عن ذلك ما يلي:
- نوبات اختلاجيّة
- حمى.
- كتل كيسيّة أو أورام
- ردّات فعلٍ تحسّسيّة على اليرقات
- إنتانات بكتيريّة
- أعراض عصبيّة أو نوبات اختلاجيّة
الأسباب
في ما يلي أكثر أنواع الإصابة بالدّودة الشّريطيّة شيوعاً في البشر:
- الشّريطيّة الخنزيريّة (الشّريطيّة الوحيدة)
- الشّريطيّة البقرية (الشّريطيّة العزلاء)
- الشّريطيّة القزمة (المتحرشفة القزمة)
- شريطية الأسماك (Diphyllobothrium latum)
تحدث الإصابة بالدّودة الشّريطيّة نتيجةً لابتلاع بيوض أو يرقات الشّريطيّة.
- ابتلاع اليبوض:
إذا تناول المرء طعاماً أو شرب ماءً ملوّثاً ببراز شخصٍ أو حيوان مصاب بالشّريطيّة، فإنّه يكون قد ابتلع بيوضاً مجهريّة للشّريطيّة. فعلى سبيل المثال، يطرح الخنزير المصاب بالدّودة الشّريطيّة البيض في برازه، وتصل هذه البيوض إلى التّربة، وإذا ما أصبحت هذه التّربة على احتكاك بالطّعام أو مصدر الماء، فهذه الأُخرى تصبح ملوّثةً أيضاً، ويصاب المرء بالعدوى إذا أكل أو شرب شيئاً من مصدرٍ ملوّث. وعندما تصل البيوض إلى الأمعاء، فإنّها تتطوّر إلى يرقات، وفي هذه المرحلة، تصبح اليرقات قادرة على الحركة، وإذا هاجرت إلى خارج الأمعاء فإنّها تشكّل كيسات في أنسجةٍ أُخرى كالرّئتين أو الكبد. وتعدّ الإصابة بالدّودة الشّريطيّة الاجتياحيّة بسبب الشّريطيّة الخنزيريّة أكثر شيوعاً من الأنواع الأُخرى.
- ابتلاع كيسات اليرقات ضمن اللّحم أو النّسيج العضلي:
إذا كان الحيوان مصاباً بالدّودة الشّريطيّة، فإنّ يرقات الدّودة الشّريطيّة تكون في نسيجه العضلي، فإذا ما أكل المرء لحماً نيّئاً أو غير مطبوخٍ بشكلٍ جيّد من حيوانٍ مصاب، فإنّه يبتلع اليرقات التي قد تنمو لتصبح دودة شريطيّة بالغة في أمعائه.
يبلغ طول الدودة البالغة حوالي 50 قدماً، وتستمر بالحياة حتى 20 سنة داخل المضيف، تلتصق بعض الديدان بجدار الأمعاء حيث تسبّب تخريش أو التهاب متوسط الشّدّة، بينما تمرّ الأُخرى عبر البراز وتخرج من الجّسم. وتتضمّن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالدّودة الشّريطيّة ما يلي:
- عدم الاعتناء بالنّظافة الشّخصيّة:
تزيد قلة الاغتسال والاستحمام من خطر الانتقال العَرََضي للمواد الملوّثة إلى الفم.
- التعرض للمواشي:
ويسبّب ذلك مشكلة وخاصّةً في المناطق التي لا يتمّ فيها التّخلّص من براز الإنسان والحيوان بشكلٍ ملائم.
- السّفر المتكرّر للبلدان النّامية:
يحدث الإنتان على نحوٍ أكثر تواتراً في المناطق حيث تكون إجراءات الصّرف الصحّي غير جيدة.
- تناول اللّحم النيّئ أو غير المطبوخ:
قد يفشل الطّبخ غير الملائم في قتل بيوض ويرقات الدّودة الشّريطيّة التي توجد في لحم الخنزير أو لحم البقر الملوّث.
المضاعفات
تختلف عواقب الإصابة بالدّودة الشّريطيّة بحسب نوع الشّريطيّة التي أصابت المرء.
مضاعفات الإصابة المعويّة بالدّودة الشّريطيّة
بشكلٍ عام، فقد تحدث بعض المضاعفات للإصابة المعويّة بالدّودة الشّريطيّة، أو قد لا تحدث أي مضاعفات على الإطلاق. إلا أنّ الدّودة إذا نمت كثيراً، فإنّها قد تسدّ قناة الصّفراء أو الزّائدة أو قناة البنكرياس، مسبّبةً بذلك مشاكل في تلك الأعضاء.
مضاعفات الإصابة الغازية بالدّودة الشّريطيّة
تزداد احتماليّة ظهور المضاعفات عند الإصابة بالدّودة الشّريطيّة الغازية، وتتضمّن تلك المضاعفات ما يلي:
- ضعف في الدّماغ والجّهاز العصبي المركزي:
ويدعى داء الكيسات المذنّبة العصبي؛ وهو أحد المضاعفات الخطيرة للإصابة بالدّودة الشّريطيّة الاجتياحيّة الخنزيريّة، وقد يسبّب الصّداع وضعف الرّؤية، بالإضافة إلى نوبات اختلاج، أو التهاب السّحايا، أو استسقاء الرّأس، أو العته، كما قد يموت المرء في الحالات الشّديدة من الإصابة.
- خلل في أداء الأعضاء لوظائفها:
عندما تهاجر اليرقة إلى الأنسجة أو الأعضاء في الجسم، فإنّها تتطوّر إلى آفات أو كيسات. وبمرور الوقت، تنمو وتكبر هذه اليرقة، وقد يسبّب حجمها في بعض الأحيان خللاً في أداء العضو لوظائفه، أو قد تنمو لحجمٍ كبير لدرجة أنّها قد تتمزّق. وفي حالاتٍ أُخرى، قد تضغط الكيسات على الأوعية الدّمويّة القريبة ممّا يعيق دوران الدّم أو يسبّب تمزّق الأوعية الدّمويّة. وقد يحتاج المريض إلى الجّراحة أو زرع الأعضاء في الحالات الشّديدة.
العلاج
لا يحتاج بعض المصابين بالدّودة الشّريطيّة إلى علاج، وتخرج الدّودة من الجّسم من تلقاء ذاتها. ولا يدرك البعض الآخرون أنّهم مصابون بها وذلك لأنّهم لا يعانون من الأعراض. ولكن إذا تمّ تشخيص الإصابة بالدّودة الشّريطيّة المعوية، فقد يصف الطّبيب أدويةً للتّخلّص منها.
أدوية الإصابة المعويّة بالدّودة الشّريطيّة
لعلّ أكثر أنواع العلاج شيوعاً للإصابة بالدّودة الشّريطيّة هو تناول الأدوية السّامّة للدّودة عن طريق الفم. وأكثر الأدوية استعمالاً هي praziquantel، والتي تهاجم الدّودة البالغة. ويُستعمل albendazole أحياناً، بالإضافة إلى الدّواء مضاد الجّراثيم nitazoxanide. ويعتمد الدّواء الموصوف على نوع الدّودة الشّريطيّة وموقع الإصابة. والجّدير بالذّكر أنّ هذه الأدوية تستهدف الدّودة البالغة وليس البيوض، ولذلك فيجب تجنّب الإصابة مرّةً أُخرى، ويجب غسل اليدين جيّداً بعد الذّهاب إلى الحمّام وقبل تناول الطّعام. يتم فحص عينات البراز بعد شهر أو ثلاثة أشهرٍ من التّوقّف عن تناول الدّواء، وذلك بحسب نوع الدّودة الشّريطيّة التي أُصيب المرء بها. ويجب أن يجعل العلاج النّاجح البراز خالياً من بيوض الدّودة الشّريطيّة أو يرقاتها أو الأسلة، ويُذكَر أنّ معدّلات نجاح العلاج ترتفع بين الأشخاص الذين تلقّوا العلاج المناسب.
علاجات الإصابة الغازية بالدّودة الشّريطيّة
يعتمد علاج الإصابة الغازية بالدّودة الشّريطيّة على موقع وتأثيرات الإصابة.
- الأدوية الطّاردة للدّيدان:
قد يقلّص albendazole من حجم بعض كيسات الدّودة الشّريطيّة، وقد يراقب الطّبيب الكيسات بشكلٍ دوري باستعمال دراسات التّصوير كالموجات فوق الصّوتيّة أو الأشعّة السّينيّة للتّأكّد من فاعليّة الدّواء.
- مضادّات الالتهاب:
إذا سبّبت كيسات الدّودة الشّريطيّة التّورّم أو الالتهاب في الأنسجة أو الأعضاء، فقد تكون مضادّات الالتهاب ذات فائدة.
- العلاج المضاد للصّرع:
إذا كان هذا المرض يسبّب نوبات اختلاج، فمن شأن الأدوية المضادّة للصّرع أن توقف هذه النّوبات.
- وضع تحويلة:
قد يتسبّب أحد أنواع الإصابة الغازية في وجود الكثير من السّوائل في الدّماغ، في حالةٍ تُدعى استسقاء الرّأس، وقد ينصح الطّبيب بوضع تحويلةٍ دائمة أو أنبوب في الرّأس؛ وذلك لتصريف السّوائل.
- الجّراحة:
يعتمد فيما إذا كانت الكيسات قابلة للاستئصال الجّراحي على موقع تلك الكيسات وأعراضها، حيث أنّ تلك التي تنمو في الكبد والرّئتين والعينين يتمّ إزالتها عادةً، بما أنّها في النّهاية قد تهدّد وظيفة العضو.
الإنذار
غير متوفر