نظرية التوحيد الكبير
هي نظرية بدأها العالم أينشتين قبل وفاته بعدة سنوات وحاول البحث فيها كثيرا لكنه لم يفلح في التوصل إلى معادلة وصيغة نهائية لها، وهذه النظرية تهدف إلى توحيد كل القوانين الفيزيائية في الكون وتوحيد كل المجالات في الكون حيث أنه يوجد تناظر بين المجال الكهرومغناطيسى والجاذبى مما يدل على تناظر وانسجام الكون أو يدل على السيمفونية الكونية العظمى للكون بأن كل الظواهر تأتى من معادلة واحدة فقط يمكنها وصف كل شيء.
نظرية التوحيد الكبير The Grand Unified Field Theory أو نظرية كل شيء مثلما نعلم جميعا هي نظرية بدأ حلمها أينشتين فهو أول من سعى لتوحيد كلا من الكهرومغناطيسية والجاذبية في قوة واحدة. والتوحيد لم يكن وليد تلك اللحظة فقبل أينستين كان توحيد قوة السماوات وقوة الأرض بواسطة نيوتن ليخرج لنا بمفهوم الجاذبية أو التثاقل وكذلك ماكسويل وحد بين الكهربية والمغناطيسية في قوة واحدة هي الكهرومغناطيسية. لم يكن اينستين يعتقد في ميكانيكا الكم لأنه من وجهة نظره الله لا يلعب بحجر النرد وعلى ذلك لا يمكن أن تكون الاحتمالية هي سيد الوجود على المستوى الميكروسكوبى. كما أنه بعد وفاة اينستين تم اكتشاف قوتين أساسيتين هما القوة النووية القوية والقوة النووية الضعيفة ودراستهما وبالتالى لم يكن التوحيد ممكنا أيام أينستين.
استند اينستين في بحثه عن نظرية التوحيد إلى إطار دينى وفلسفى أن الخالق واحد للكون وبالتالى يوجد نظرية أو هيكل رياضى - معادلة واحدة فقط تصف الكون.. وهذا يتصف مع فكرة العلم لديمقريطس.. فعندما كان جالسا على شاطئ بحر إيجه تساءل عن تعدد الألهة.. هل للشمس إله والقمر إله وكل شيء له إله؟ ثم ماذا سيحدث إذا نشبت معركة بين تلك الألهة ؟
والإجابة جاءت من منطلق تأملاته.. فالكون متوافق ومتجانس.. الشمس تشرق كل يوم والقمر يدور حوال الأرض في اطواره المعروفة.. إذا الكون محكوم بواسطة إله واحد هو الله - سبحانه وتعالى - وعلى ذلك خلص ديمقريطس إلى فكرة العلم
وهى أن الكون يسير وفق مجموعة من القوانين التي لا تتغير ولا تتبدل وأنه يمكن للعقل البشرى استنباطها واكتشافها.. وأزاد اينستين بان عرف العلم على انه محاولات وابتكارات العقل البشرى لاكتشاف طبيعة الكون.
بقى لنا أن نعلم أن هذا ممكن من الوجهة الرياضية إذا ما نظرنا جيدا للوجهة العملية، فمن الناحية الرياضية الجاذبية عبارة عن تغير في مترية الفراغ فالفراغ يظهر وكأنه ينحنى ناحية المادة المتمثلة في كتل الاجسام الموجودة في كوننا، وعلى ذلك فإنه لن يحدث أي توحيد بين الجاذبية والكهرومغناطيسية لان الكهرومغناطيسية لها وجود فيزيائى أما الجاذبية فتم تجاهل وجودها الفيزيائى وتم اعتبارها مجرد تغير في جيومترية الفراغ ولهذا يتم السعى وراء نظرية كمية للجاذبية.. نظرية الجاذبية الكمية.
يمكن الاستزادة من فيلم الكون الأنيق the elegant universe لبراين جرين وكتابه بنفس الاسم
وهناك كتب بالعربية كثيرة في هذا المجال.