هستيريا
| د. مجدولين البدوي |
| المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
الهيستيريا Hysteria
نظرة عامة
يُعد الهيستيريا مرضاً عقلياً ينشأ من القلق الشديد. ويصنف على أنه نقص في التحكم بالتصرفات والمشاعر، ما يؤدي إلى نوبات اختلاجية وفقدان الوعي ملازمين لثورة المشاعر. والتي تكون كنتجة للصراعات المكبوحة لدى الشخص. يعد هذا الاضطراب منتشراً لدى الجنسين، لكنه أكثر شيوعاً لدى الفتيات المراهقات والشابات بأعمار 14-25 عام. يعد التغير الجساني السريع واحد من أهم أسباب شيوع هذا الاضطراب لدى الفتيات، والذي يسبب عدم توازن هرموني. من الضروري أن يبقى الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب بالهيستيريا هادئين حين إصابته بالنوبة، لأن إصابة المحيطين بالذعر قد يزيد الحالة سوءاً، لكن من الضروري معرفة السبب الذي أدى إلى نوبة الهيستيريا للتمكن من التغلب على مخاوف المريض.
الأعراض
- تشنجات وثقل في الأطراف: تتضمن أعراض الهيستيريا ثقل وتشنج شديد في الأطراف، وشعور قوي ومتزايد بانقباض البطن، وتنهد مستمر، وصعوبة في التنفس وانقباض في الصدر، وخفقان، وشعور بجسم غريب على الحنجرة، وتورم في الرقبة والشريان الوداجي، وشعور بالاختناق، وشد بالأسنان.
من الأعراض الأخرى للهيستيريا القيام بتصرفات قاسية لا يمكن تفسيرها للتنفيس عن المشاعر. لكن حينما يحاول الشخص التنفيس عن هذه المشاعر كالصراخ، قد لا يستطيع القيام بذلك، بسبب إغلاق الجهاز الهيكلي العضلي المتسبب بالهيستيريا.
- بكاء مؤلم، فقدان الوعي: نلاحط وجود أعراض أخرى في الحالات الشديدة، وتتضمن؛ بكاء كثير ومؤلم، وفقدان غير مكتمل للوعي، وتورم شديد في العنق، وخفقان عنيف، وانقباض عضلي حركي لا إرادي، ونوبات فزع معممة، وحركات عنيفة. يعد بروز عروق العنق أيضاً من الأعراض متكررة الحدوث لدى حصول نوبة هيسيتريا. على الرغم من رغبة الشخص الشديدة للبكاء، يشعر وكأنه لا يستطيع، ما يسبب له المزيد من القلق والخوف اللذين لا يفيدان باي حال.
- ضعف المشاعر وعدم ثباتيتها: تتضمن الأعراض الجسمانية ضعف الإرادة، والشغف للحب والعاطفة، والميل نحو عدم الاستقرار العاطفي. قد تستمر الغيبوبة الهيستيرية لأيام أو أسابيع، ويبدو المريض فيها وكأنه يغط في نوم عميق، في حين تكون عضلاته غير مسترخية تماماً. يعد عدم الاستقرار العاطفي وضعف الإرادة خطرين جداً على مريض الهيستيريا، حيث تتسبب لهم بطفح جلدي وعدم اتزان فكري قد تنتهي بالاكتئاب، قد تتسبب هذه الأفكار الاكتئابية بخطوات متطرفة لا تكون نهايتها صحيحة.
الأسباب
يعد الكبح الجنسي، وعادات التفكير المنحرفة، والكسل من أكثر أسباب الهيستيريا شيوعاً. وتلعب الوراثة دوراً كبيراً في التسبب بالمرض. تعد خلفية العائلة العصبية والعادات العاطفية الخاطئة منذ الصغر من الأسباب المؤهبة للمرض. قد تكون المواقف العاطفية عقلية أو إجهادية أو نتيجة خوف أو قلق أو اكتئاب أو صدمة نفسية أو استمناء أو مرض مطول. يعد العمل على طرق إراحة الجسم من الضغوطات جزءاً مهماً من الحياة اليوم. تُحمَل ضغوطات العمل عادةً إلى المنزل بحيث تصبح الحياة بائسة لكل أفراد الأسرة، يعد التعامل مع الضغوطات مفيداً بصورة كبيرة في التعامل مع الهيستيريا والحالات الأخرى المتسببة بالقلق. يعد القلق السبب الأول في التسبب بالهيستيريا، ولذا يُنصَح الأشخاص المصابون بهذه الحالة بتجنب المواقف المتسببة للضغوطات العالية. لا يمكن تشخيص الهيستيريا بالنظر للشخص فقط لحظة حصول النوبة، وإنما يحتاج التشخيص لفحص طبي كامل قبل الحكم على الحالة بأنها هيستيريا.
العلاج
- علاج الهيستيريا باستخدام التوت البري: يُعد التوت البري علاجاً فعالاً للهيستيريا، توضع ثلاثة كيلوغرامات من التوت البري مع قبضة ملح في إبريق مع غمره بالماء، ويُعرَّض الإبريق للشمس لمدة أسبوع. يأخذ مريض الهيستيريا 300 غرام من فاكهة التوت البري على معدة فارغة، ويشرب كأساً من هذا الإبريق، ينبغي الاستمرار بهذا العلاج لمدة أسبوعين.
- علاج الهيستيريا باستخدام العسل: يعد العسل علاجاً فعالاً آخر للهيستيريا، يُنصَح بتناول ملعقة طعام يومياً من العسل. يفكك العسل ثلاثيات الغليسيريد التي تسبب انسداد الصمام القلبي، وبالتالي يقلل أو يمنع حدوث ارتفاع ضغط الدم، ما يحسن أو يمنع من حدوث الهيستيريا.
- علاج الهيستيريا باستخدام القرع: يُعَد القرع مفيداً في علاج الهيستيريا بتطبيقه خارجياً. ينبغي تطبيق اللب الطازج للنبات على رأس المريض مباشرة. يُعرَف القرع بكونه مهدِّئاً ومبرِّداً، ويعد بذلك علاجاً خارجياً للهيستيريا. يساعد تطبيق اللب الكازج للقرع على رأس المريض على إبقائه هادئاً.
- علاج الهيستيريا باستخدام الخس: يُعَد الخس ذو فائدة كبيرة في علاج الهيستيريا، يُخلط كوب من الخس مع المشمش الهندي ويشرب لمدة شهر كل صباح. في الوقت الذي لا يفيد فيه أكل الخضار الطازجة في علاج الهيستيريا، فإن تناول الخس صباحاً مع الخضار الطازجة يساعد على تنظيف الجسم من السموم المسببة للأمراض المتعلقة بالهيستيريا.
- علاج الهيستيريا باستخدام الراولفيا: يعد نبات الراولفيا مفيداً جداً في حالة الهيستيريا. يُضاف مقدار غرام واحد من مسحوق الجذور لكوب من الحليب و يُشرَب صباحاً ومساءً. يؤخذ العلاج حتى تمام الشفاء. يُعَد العلاج الدوائي علاجاً فعالاً آخراً لحالة القلق المرافقة للهيستيريا. زيادة عن كونها مركباً طبيعياً لعلاج الهيستيريا، فإن التأثيرات الجانبية للراولفيا المرافقة لعلاج الهيستيريا ضئيلة جداً.
- علاج الهيستيريا باستخدام الحلتيت: أظهرت دراسات استخدام الحلتيت أيضاً فوائد عند مرضى الهيتسريا، يمنع مضغ هذه العلكة من حدوث نوبات الهيستيريا، تؤخذ فموياً بمقدرا 0.5-1غرام يومياً. يُحَل غرامين من الحلتيت في 120مل من الماء ويستعمل المستحلب كحقنة شرجية لعلاج الهيستيريا،يستعمل حينما يرفض المريض أخذ العلاج فموياً. يُعرَف الحلتيت بخصائصه المرخِية، ولذا ينصح به كعلاج للهيستيريا. ينبغي معرفة سبب حدوث المرض لدى علاجه عند الإناث. يبنغي مراقبة صحة المريض بمجرد بدء الحالة قبل بدء أي خطة علاج طويل الأمد. يؤدي عدم التوازن الهرموني إلى الكثير من التقلبات الوجدانية، ما يؤدي إلى زيادة تكرارية نوبات الهيستيريا والاكتئاب؛ فإذا كانت المرأة المصابة تخطط لإنجاب أطفال، ينبغي علاج الحالة مسبقاً حيث لا يعد ذلك جيداً على صحة الطفل الجديد.
ا==لحميات الخاصة بالهيستيريا==
- حمية الفواكه: من المستحسن -في معظم الحالات- بدء العلاج مع حمية الفواكه لمدة ثلاثة أيام، حيث تؤكل الفواكه المليئة بالعصير ثلاث مرات يومياً كالبرتقال والأناناس والعنب والغريفون. تزيل الفواكه والخضار السموم من الجسم وبالتالي على الاسترخاء والتخلص من أي ضغوط عقلية ونفسية.
- حمية الحليب: تؤخذ هذه الحمية لمدة شهر، حيث يساعد الحليب على تجديد الدم وتقوية الأعصاب، إذا لم يناسب المريض حمية الحليب، فينبغي تطبيق حمية الحليب والفواكه. يبدأ المريض بعدها تدريجياً بحمية متوازنة من البذور، والمكسرات والحبوب، والخضار والفواكه. يساعد الطعام الصحي على إعطاء الراحة للجسم، وبالتالي تجنُّب الإصابة بالهيستيريا.
- تجنب الشاي والقهوة والكحول: ينبغي على المريض تجنب الكحول والقهوة والشاي والتبغ والسكر والطحين والمواد المصنوعة منها. تسبب القهوة والشاي والمشروبات الغازية زيادة في مستويات التنبه.انطلاقاً من تسبب منتجات الكافيين لمضاعفات أخرى لمريض الهيستيريا، فمن الأفضل أن يتم تجنبها.