فشل كلوي حاد
الفشل الكلوي الحاد هو توقف لإحدى الكلى فجأة عن عملها الرئيسي؛ وهو التّخلّص من السّائل الزّائد وشوارد الدّم بالإضافة إلى مواد الفضلات من الدّم. عندما تفقد الكلية قدرتها على التّصفية؛ تتراكم مستوياتٌ خطيرة من الفضلات والشّوارد والسّوائل في الجّسم.
الفشل الكلوي الحاد هو أكثر شيوعاً عند الأشخاص الذين هم أصلاً يمكثون في المشفى وخاصّةً أولئك الذين يحتاجون إلى عناية مشدّدة. وعادةً ما يحدث الفشل الكلوي الحاد بعد جراحةٍ معقّدة, أو بعد إصابةٍ شديدة، أو عندما يتعطّل تدفّق الدّم إلى الكلى.
قد يكون الفشل الكلوي الحاد خطيراً، وعادةً ما يحتاج إلى علاجٍ مكثّف. إلا أنّه يمكن عكس الفشل الكلوي الحاد، فإذا كان المرء بصحّةٍ جيّدة عدا عن كونه يعاني من الفشل الكلوي الحاد، فيمكن أن يستردّ وظائف الكلى الطّبيعيّة.
الأعراض
تتضمّن أعراض الفشل الكلوي الحاد ما يلي:
- نقص في طرح البول، على الرّغم من أنّه يبقى طبيعياً في بعض الأحيان
- احتباس السّوائل؛ والذي يسبّب تورّم في السّاقين، أو الكاحلين أو القدمين
- نعاس
- ضيق في التّنفّس
- إعياء
- ارتباك (تشوّش)
- نوبات اختلاج أو غيبوبة في الحالات الشّديدة
- ألم في الصّدر نتيجةً لالتهاب التّامور (الغشاء الشّبيه بالكيس يحيط بالقلب)
في البداية فقد لا تُلاحَظ الأعراض أو قد تُعزى إلى المرض الكامن ورائها؛ وذلك لأنّ الفشل الكلوي الحاد يكون عادة أحد مضاعفات اضطّرابات أُخرى خطيرة.
الأسباب
إنّ للفشل الكلوي الحاد العديد من الأسباب الممكنة، والتي عادةً ما تُصَنَّف وفقاً للجّزء من وظائف الكلى والذي تؤثّر به. يمر الدّم بأكمله من الكلى؛ وهي الأعضاء الأساسيّة في النّظام المعقّد الذي يتمّ فيه التّخلّص من السّائل الزّائد ومواد الفضلات من الدّم.
تتلقى الكلى الدّم من الشّرايين الكلويّة التي تتفرّع من الشّريان الرّئيسي (الأبهر البطني) حاملةً الدّم المؤكسج من القلب. عندما يدخل الدّم إلى الكلى فإنه يتوزع خلال شبكة معقدة من بنى التّصفية، وتتكوّن هذه البنى من النيفرون، ما يقارب المليون منها، يحتوي على حزمة من الأوعية الدّموية الشّعريّة وفصيصات صغيرة تؤدي إلى مجموعة أنابيب تجميع أكبر. الخصلات الشّعريّة (الكبيبات) تصفّي السّائل من الدّم، وتستخلص الفضلات والمواد التي يكون الجّسم بحاجة إليها بشكل دائم؛ مثل السّكّر, والأحماض الأمينيّة, والكالسيوم، والأملاح. يدخل السّائل المُصفى بعد ذلك إلى أنابيب صغيرة حيث يعيد مجرى الدّم امتصاص هذه المواد الحيويّة.
المضاعفات
كلّما تمّ علاج سبب الفشل الكلوي الحاد بشكلٍ أسرع، كلما كان احتمال استرداد وظيفة الكلى أكبر.
نادراً ما يسبّب الفشل الكلوي الحاد توقف عمل الكلية أو يؤدي إلى المرحلة الأخيرة من المرض الكلوي. يحتاج المريض في المرحلة الأخيرة إلى الغسيل الدّائم؛ حيث يتمّ تصفية الدّم من السّموم والفضلات عن طريق آلة، أو يحتاج إلى زرع كلية ليبقى على قيد الحياة.
قد يودي الفشل الكلوي الحاد بالحياة، وترتفع حالات الوفاة عندما يحدث فشل الكلى بعد الخضوع لجراحة أو صدمة أو إذا كان هناك مشاكل طبيّة مزمنة.
هناك عوامل أُخرى يمكن أن يكون لها تأثيرٌ سلبي على الفشل الكلوي الحاد، وهي تتضمّن فشل عدّة أعضاء، أو نقل متكرّر للدّم، أو الإصابة مؤخّراً بسكتةٍ دماغيّة أو نوبة قلبيّة، أو الإصابة بسكتةٍ دماغيّة بعد عمليّةٍ جراحيّة، والتّقدّم في العمر، والإصابة بإنتان، والنّزيف المِعَوي، وسوء التّغذية الموجود أصلاً.
العلاج
إنّ الهدف الأوّل هو معالجة المرض أو الضّرر الذي كان أصل الإصابة بتضرّر الكلى، وبمجرد السّيطرة على ذلك يصبح التّركيز على منع تراكم الفضلات والسّائل الزائد في الجّسم بينما تتعافى الكلى. ويتم تحقيق ذلك عن طريق الحدّ من تناول السّوائل وإتّباع حمية غذائيّة غنيّة بالكربوهيدرات, قليلة البروتينات, منخفضة البوتاسيوم.
قد يصف الطّبيب الكالسيوم أو الغلوكوز أو سلفات بوليستيرين الصّوديوم؛ وذلك لمنع تراكم مستويات عالية من البوتاسيوم في الدّم. يمكن أن تسبّب زيادة البوتاسيوم في الدّم اضطّراباً خطيراً في نظم ضربات القلب.
غسيل الكلى
غالباً ما يحتاج المريض إلى غسيل الكلى المؤقّت، والذي يسمّى عادةً التحال الدّموي؛ وذلك للمساعدة على إزلة السّموم والسّوائل الزّائدة من الجّسم في الوقت الذي تتعافى فيه الكلية. إنّ غسيل الكلى هو طريقةٌ آليّةٌ لتصفية الفضلات من الدّم، وهو ليس بالطّريقة المثالية، إلا أنّه بديلٌ جيّدٌ لعمل الكلية من أجل الحفاظ على الحياة.
عادةً ما تتمّ عمليّة غسل الكلى في المشفى أو في مركزٍ لغسل الكلى، في حالات الفشل الكلوي الحاد، وليس في المنزل، ويعتمد العلاج على كليةٍ اصطناعيّة (مديال) تقوم بأعمال الكلية، حيث يُضَخّ الدّم من الجّسم إلى الكلية الاصطناعيّة من خلال إحدى الطريقتين، إمّا من خلال قسطرة توضع جراحيّاً في وريدٍ رئيسي, أو من خلال وصل جراحي مابين وريدٍ وشريانٍ في الذّراع. ويمرّ الدّم داخل الكلية الاصطناعيّة خلال أغشيةٍ تصفّي الدّم قبل رجوعه إلى الجّسم، وكميّة الدّم التي تتواجد خارج الجّسم في الأنابيب أو الكلية الاصطناعية تكون أقلّ من فنجانٍ واحد (237 ملليلتر).
الإنذار
غير متوفّر