بابونج
البابونج من أشهر النباتات الطبية على الإطلاق ولا يكاد يخلو منه منزل من منازلنا، فإليه يعود الناس فور شعورهم بألم في البطن، مغصاً كان سببه أم شيئاً آخر. أو عند الإصابة بالزكام أو غيره...و الجزء المستخدم من نبات البابونج الأزهار المتفتحة. يعيش البابونج في الحقول وعلى أطراف الأودية وحول المنازل وعلى أسطح المنازل في بعض البلدان.
التصنيف النباتي
يصنف البابونج كأحد نباتات الفصيلة المركبة Compositae وينتمي إلى الجنس Matricaria.sp و يحوي هذا الجنس تحته العديد من الأنواع و منها:
- البابونج الحولي M.chamomilla
- و البابونج المعمر M.manitma
و يعرف بأسماء متعددة منها:
البابونج الألماني (وهي الأشهر),
- البابونج الحولي،
- وعين القط،
- و بابونج ,
- وكذلك يسمى كاموميل.
الأصناف
يوجد لنبات البابونج ستة أنواع تزرع على مستوى العالم وهي: (البابونج الألماني-البابونج المجري-البابونج الروماني-البابونج اليوغسلافي-البابونج الروسي-البابونج التشيكوسلوفاكي)
الموطن الأصلي
ذكرت بعض المراجع أن إنكلترا هي موطنه الأصلي وذكرت أخرى أنه وسط أوروبا (ألمانيا و المجر وبلاد البلقان وروسيا...) وهي مكان زراعته وانتشاره وهي من أهم مراكز تجارة البابونج ثم امتدت زراعته لتشمل أستراليا وحوض البحر المتوسط والولايات المتحدة الأمريكية وأمريكا الجنوبية.
الوصف النباتي
نبات البابونج الألماني نبات عشبي شتوي حولي يبلغ ارتفاعه 60 سم سريع النمو كثير التفرع ويزهر بعد 8 أسابيع من الزراعة ساقه قائمة وتحمل أوراقاَ صغيرة ريشية مفصصة ويعطي النبات أزهاراَ مركبة على شكل نورات لها رائحة عطرية مميزة. وتتكون النورة من نوعين من الأزهار كما يلي:
- أزهار شعاعية:وهي محدودة العدد بيضاء اللون وتوجد متجاورة في المحيط الخارجي.
- أزهار قرصية:وهي كثيرة العدد صغيرة جداَ ولونها أصفر أنبوبية الشكل وتغطي سطح القرص و القرص مجوف مخروطي الشكل.
الأهمية الاقتصادية
يعتبر من أهم النباتات ذات الاستخدامات الطبية والاقتصادية و هو مطلوب للاستيراد من الدول الأخرى الصناعية التي تقوم بتصنيع الأدوية والعديد من المستحضرات الأخرى منه، و يختلف سعر الطن الواحد لون الزيت الناتج منه و هذا الأخير يتأثر بالعديد من العوامل الأخرى ( الظروف البيئية ، طرق الجمع ، عمليات التجفيف...). و عموما يتراوح سعر الطن الواحد من أزهار البابونج بين 1200 -3000 دولار أمريكي و هذا رقم ممتاز .
البابونج في سوريا
ينتشر نبات البابونج ربيعاَ في أراضي سوريا بشكل طبيعي وبدون تدخل الإنسان في معظم الأراضي والمناطق السورية ،ويظهر على شكل بقع متناثرة عشوائياَ متفاوتة المساحة في السهول أو سفوح الجبال ......كما يمكن أن ينمو بشكل طبيعي على الجدران الرطبة وجوانب الطرقات . وهذا ما يدل على أن المناخ في سوريا مناسب لنمو وإنتاج هذا النبات على نطاق واسع ولكن لا توجد حتى الآن أي مشاريع وطنية حقيقية تعنى بإنتاج هذا المحصول على نطاق واسع وتقديم الخدمات اللازمة لإنتاجه وحصاده وتسويقه بالرغم من أن إنتاجه بكميات كبيرة قد يجعل منه محصولاَ تصديرياَ مجزياَ يعود بالقطع الأجنبي الهام على الدولة . وتقتصر زراعة البابونج على السكان المحليين في قطع صغيرة من الأرض أو في حديقة (حوش) المنزل . لذلك نجد أن المصدر الأساسي لهذه العشبة النافعة هو من زراعة الأهالي أو جمعهم لها من البقع التي تظهر تلقائياَ في الحقول في الربيع علماَ بأن طريقة جمعه غالباَ ما تكون خاطئة. وقامت بعض الشركات الصيدلانية التي ظهرت مؤخراَ والتي تعنى بإنتاج الوصفات والخلطات الطبية وتسويقها على نطاق تجاري تقوم بزراعة البابونج وغيره من النباتات الطبية وتقديم كافة الخدمات اللازمة له على مستوى عال وجمعه بالمواعيد والطرق السليمة للحصول على أفضل إنتاج كماَ ونوعاَ نظراَ لدخوله في معظم الخلطات الطبية المستخدمة.
المتطلبات البيئية
- الجو المناسب: البابونج الألماني يتحمل البرودة ولكنه يحتاج إلى نهار مشمس وكلما كان الجو دافئاَ كلما كان نموه أفضل وكانت نسبة المكونات الفعالة فيه أكبر.
- التربة المناسبة:
تجود زراعة البابونج بسهولة في الأراضي الصفراء والطينية الخفيفة الجيدة الصرف والتهوية ويجود أيضاَ في الأراضي الرملية الجديدة والمستصلحة والتي يطبق فيها نظم الري الحديث . ويفضل زراعته في التربة الطينية ذات القلوية الخفيفة إلى المتعادلة كما يمكن زراعته في الأراضي الملحية قليلاَ لقدرته على تحمل الملوحة وعلى أن تكون جيدة الصرف.
زراعة البابونج
- ميقات الزراعة:
يزرع البابونج العروة الشتوية حيث يزرع في المشتل أولاَ في النصف الثاني من شهر أغسطس إلى منتصف شهر سبتمبر، ثم ينقل للأرض المستديمة في الفترة من نصف سبتمبر إلى آخر أكتوبر.
- الزراعة في المشتل:
يجب أن تكون أرض المشتل خصبة خفيفة جيدة التهوية خالية من الحشائش , تحرث الأرض و يضاف لها كيات مناسبة من السماد البلدي المتحلل و سوبر فوسفات و سلفات الأمونيوم. و تتم الزراعة عل خطوط أو سطور ضيقة , و تعامل البذور قبل الزراعة بالمطهرات الفطرية لمقاومة الأعفان و الذبول و يتم الري بفترات متقاربة في الأراضي الرملية و متباعدة في الأراضي الثقيلة , ويمنع الري قبل القلع بأسبوع على الأقل. ==بذور البابونج ==
- الزراعة في الأرض الدائمة: تحضر الأرض بإضافة الأسمدة و حراثتها و تزحيفها و تخطيطها و تنقل الشتلات بعد 40 يوم من زراعتها في المشتل عندما يصل طولها إلى 10-15 سم و تغرس في الأرض بوجود الماء في الثلث العلوي من الخط و بمسافة 40 سم . النمو و النضج: يبدأ البابونج بالإزهار في بداية شباط و يستمر بإعطاء الأزهار حتى أيار و حزيران , ويحتاج البرعم لـ 20-25 يوما لاكتمال نموه . و تنمو الأزهار الخارجية أولا ثم الداخلية , و نستدل على نضج الأزهار بتحدب القرص الزهري و ميل الأزهار البيضية الشكل للأسفل و هذا يعني تمام النضج لذا تجمع قبل انفراطها .
الجمع
إن الجزء المستخدم من البابونج هو النورات الزهرية المتفتحة حيث تجمع الأزهار بعد تمام النضج و التفتح الكامل مع جزء صغير من أعناقها , و بما أن نمو الأزهار لا يتم قي وقت واحد فإن حصاد المحصول يكون على فترة طويلة و على دفعات كل (7-10) أيام
و تجمع الأزهار في وقت الظهيرة , حيث تكون بسبة الزيت أعلى ما يمكن ، و كذلك عندما تكون الأزهار الشعاعية بوضع أفقي . و يتم الجمع باليد أو بمحشات خاصة و توضع في سلال جيدة التهوية دون الضغط عليها و بكميات قليلة حتى لا تحدث تعفنات لأن أزهاره حساسة جدا ً فتحدث تبقعات و تغيرات باللون مما يشكل كتلة بنية طرية تؤدي لنوعية سيئة و كمية قليلة
ثم تؤخذ الأزهار إلى أماكن التجفيف حيث تفرد في طبقة واحدة على صينية خشب مبطنة بالقماش لتسمح بمرور الهواء فلا تتعفن أو على الأرض على مناشر قماشية ناعمة مع تقليب خفيف و حذر . و تستمر عملية التجفيف 3-4 أيام حسب درجة الحرارة في الظل حيث وجد أن التجفيف في الشمس يسبب فقد حوالي 33%.
كما يمكن التجفيف الصناعي بتمرير تيار هوائي ساخن بدرجة 20 ْْ لمدة 7 ساعات .
كما تجدر الإشارة هنا إلى أن التكنولوجيا الحديثة قد توصلت إلى ابتكار حصادة خاصة لنبات البابونج , لتسهيل عملية جمع النبات خاصة عند زراعته بمساحة كبيرة , لتوفير الوقت و الجهد و المال.
chamomile Harvester
التخزين والتعبئة
بعد التجفيف التام لنورات البابونج تفرز النورات الكاملة عن الأجزاء المكسورة (والتي تسمى بودرة أو تراب البابونج ) ثم تعبأ الأزهار في كراتين مباشرة, وتستبعد البودرة . ويراعى أن يتم إجراء عملية التجفيف الكاملة لنورات البابونج حيث إن أية رطوبة فيها تسبب تكوين العفن وفساد النورات.
المكونات الفعالة
تحتوي أزهار البابونج على زيت طيار تصل نسبته إلى 1.5% من الأزهار الجافة ويستخرج الزيت باستخدام طريقة التقطير بالبخار وزيت البابونج سائل لزج ثقيل القوام لونه أزرق يتجمد بالتبريد في درجة الصفر المئوي وله رائحة البابونج المعروفة .
محتويات الزيت الطيار الرئيسية
الفابايسابول (alpha bisabolol)
- وبايسابول أوكاسيد A (Bisabolol oxide A)
- وبايسابولول اوكاسيدBisabolol oxideB))
وبايسابولون اوكاسيد A (Bisabolone oxeide A)
وبيتا ترانس فارنسين (Beta - trans - Farnesene)
وكمازولين (Chamaxulene), ويتميز هذا المركب بلونه الأزرق وهو الذي يضفي لونه على زيت البابوبنج,
- وسباثولينول (Spathulenol)
كما تحتوي الأزهار على فلافونات أهمها:
- فلافون جلاكيزويد (Flavone glycosides)
- واجلايكون ايجتين (Aglycones apigenin)
- وليوتيولين (Luteoline)
- وكريزوريول (Crysoeriol)
- وفلانونول جلايكوزيد (Flavonol glycosidec)
- وكويرستين (Quercetin)
- وايزو رهامتين (iserhamntin)
- وروتين (Rutin).
كما تحتوي الأزهار على هيدروكسي كومارين (Hydroxycoumarins) وأهم مركباتها امبيليفيرون (Umbeliferone) وهيرنيارين (Herniarin) وكذلك مواد هلامية بنسبة 10%. إن مادة الأزولين هي المادة الفعالة التي تكسب البابونج تأثيره الشافي، ومن خواصها أنها، كزيت الزيتون الذي يحتوي على حوامض دهنية غير مشبعة، كثيرة الالفة الكيميائية، سريعة الاندماج بالمواد الأخرى لتركيب مواد نافعة منها. ولكي يجري التفريق بين مادة الأزولين الموجودة في البابونج وبين الأزولين الموجود في النباتات الأخرى، فقد أطلق على أزولين البابونج اسم شام أزولين. وهو أزرق اللون ويخرج من البابونج إذا ما صنع الشاي منه أو إذا ما جرى تعريض أزهاره لبخار الماء في المختبرات.
الخصائص الطبية
- من الخصائص الفريدة للبابونج أن له مفعولاً مقاوماً لحدوث الأحلام المفزعة أو الكوابيس بالإضافة إلى أنه مهدىء عام للجسم و النفس معاً ، و لذلك فهو يفيد فى حالات الأرق و الإكتئاب و الخوف و الأزمات النفسية بوجه عام و التي تزيد خلالها فرصة التعرض لحدوث الكوابيس.
- يستعمل مسحوق الأزهار من الخارج لمعالجة الالتهابات الجلدية والقروح والجروح في الفم والتهاب الأظافر.
- ويستعمل بخار مغلي الأزهار للاستنشاق في حالة التهاب المسالك الهوائية: الأنف والحنجرة والقصبة الهوائية.
- ويستعمل مستحلب الأزهار من الخارج لغسل العيون المصابة بالرمد، ولعمل غسيل مهبلي لمعالجة إفرازات المهبل البيضاء أو النتنة، أو للتقيحات الجلدية بشكل عام. حيث تجلس السيدة في مغطس به هذه الأزهار لكون مطهراً ويقتل فطر الكانديدا .. كما ويقتل البكتيريا العنقودية .ـ ومغلي البابونج مفيد لحالات الاضطرابات الهضمية ومضاد للتقلصات وخافض للحرارة.
- ويستخدم البابونج في مستحضرات التجميل الطبية.
- يستطيع البابونج أن يعمل على شفاء الالتهابات. فتشفي كمادات البابونج مثلا الالتهابات الجلدية بسرعة، كما يستطيع البابونج أيضا أن يعمل نفس عمل المضادات الحيوية في شفاء الالتهابات. فإذا ما غلي شيء منه واستنشقه الشخص، استطاع أن يزيل الالتهاب من تجاويفه الأنفية والجبهية بسرعة، وأن يقضي على جميع الجراثيم الموجودة خلال مدة قصيرة.
- ويساعد البابونج على رفع التشنجات الحاصلة في المعدة، وسائر أقسام الجهاز الهضمي، ويزيل المغص من المعدة والأمعاء والمرارة أحيانا. وعلاوة على ذلك فان باستطاعته أن يخفف آلام العادة الشهرية.
- يساعد البابونج أيضا على شفاء الجراح غير الملتئمة بسرعة، وعلى الأخص في تلك الأماكن من الجسم التي تعسر معالجة الجراح فيها، كالقسم الأسفل من الساق. فهنا يمكن معالجة الجراح بكمادات البابونج أو المراهم المركبة منه، فتندمل بعد وقت قصير. كما أن البابونج يعمل على شفاء التقرحات المعدية.يحسن البابونج جهاز المناعة ويعمل على زيادة كريات الدم البيضاء .
قيل أنه يجب أن لا نستغني عن البابونج في منزلنا، بأي حال من الأحوال، حيث يمكننا استخدامه في الإسعافات الأولية في حالة الإسهال أو المغص المعدي والمعوي، ومغص المرارة، وليصنع منه شاي قوي ويشرب في هذه الحالة على جرعات، وهو كثير الفائدة في تخفيف آلام الطمث. كما يساعد البابونج على طرد الغازات المتولدة في الأمعاء، وتهدئة الأعصاب. وتصف الكتب الطبية أيضا استخدام شاي البابونج في معالجة القرح المعدية، ويلعب الأزولين هنا دورا هاما في شفائها، وتسلك في معالجة القرح المعدية بالبابونج طريقة خاصة، بأن يتناول المصاب شاي البابونج ثم يستلقي مدة خمس دقائق على ظهره ومثل ذلك على جانبه الأيسر، ثم على بطنه وأخيرا على الجانب الأيمن، فيضمن بذلك مرور شاي البابونج على مختلف جدران المعدة. ولا بد من اتباع هذا النظام لأن الشاي يغادر المعدة بسرعة إذا ما ظل المريض منتصبا بعد تناوله. ويمكن أيضا تناول المستخلصات وبعض العقاقير الأخرى التي يصفها الطبيب لهذه الغاية واتباع نفس طريقة الاستعمال. وإذا ما جرى تناول البابونج بصورة مركزة مدة طويلة، أمكن بذلك شفاء التهابات الأمعاء التي تعود غالبا إلى عوامل وأزمات نفسية. ويمكن استخدام أبخرة البابونج في معالجة النزلات الصدرية والرشوحات الرئوية. وهنا يسخن الماء في قدرعلى النار ويلقى فيه شئ من البابونج، ثم يغطى الرأس مع القدر بقطعة كبيرة من القماش ويبدأ المريض في استنشاق بخار البابونج مدة ربع ساعة على الأقل، فيقوم البابونج بقتل هذه الجراثيم ورفع الالتهابات. ويستخدم ماء البابونج في معالجة العينين وغسلهما جيدا، ولكن ينصح الحذر واستشارة الطبيب قبل الإتيان بذلك. وإذا ما أريد توضيب شاي البابونج، فيجب أن لا يغلى في الماء، بل يصب الماء الغالي فوقه ثم يصفى ويؤخذ. وقد أثبتت الفحوص الأخيرة بأن هذه الطريقة أحسن الطرق لاستخراج أكبر كمية ممكنة من مادة الأزولين وغيرها من المواد النافعة الأخرى الموجودة في البابونج. ولا يجب الإكثار من تناول شاي البابونج، لأن ذلك يؤدي في هذه الحالة إلى عكس المفعول، فيشعر الشخص بثقل في الرأس وصداع عند القيام بتحريك الرأس، ويستولي عليه الألم، في كل مرة يهتز بها جسمه، وتعتريه الدوخة والعصبي، وحدة المزاج والأرق، أي أنه تنتابه جميع تلك العوارض التي يوصف البابونج في مكافحتها. وقد استُخدمت كمادات البابونج، التي تشرب بماء البابونج المستحصل عليه بعد صب أربعة إلى خمس ليترات من الماء الحار على حقنتين من أزهاره، في معالجة المغص وغير ذلك بعد وضعها فوق المعدة.
مزجه مع أعشاب أخرى
ويمكن مزج البابونج بأعشاب طبية أخرى طبعا، ونستطيع هنا أن نقدم ثلاثة أمثلة على ذلك: فبإمكاننا مثلا أن نصنع شايا مسكنا في أحوال اضطرابات المعدة الخفيفة، فنمزج 30 غراما من النعناع بثلاثين غراما من الترنجان مع أربعين غراما من البابونج، ونأخذ من هذا المزيج ملعقة أو ملعقتي شاي ونصنع منه مقدار فنجان من الشاي لهذا الغرض. أو أن نقوم بإعداد الشاي على نفس الصورة، بمزج عشرين غراما من الشمرة بأربعين غراما من الزيتون ومثلها من البابونج. ونستطيع أن نعالج بعض أحوال الاضطرابات المعدية بشرب شاي جرى توضيبه من عرق السوس، والبابونج، والشمرة والغاسول، على أن تؤخذ منها مقادير متماثلة، ويكون توضيب الشاي حسب الطريقة المتقدم ذكرها أيضا، ولا يؤخذ من هذا الشاي سوى فنجان واحد مساء، ما لم يصف الطبيب غير ذلك . و أزهار البابونج تستخدم بكثرة كمهضم وفي أوروبا يعتبر البابونج مميز لعلاج مشاكل الهضم ومن بينها القرحة الهضمية ذلك لأنه يقوم بعمل مضادات للاتهابات ومضاد للمغص والتقلصات ومطهر بالإضافة إلى خواصه المطرية للمعدة، وقال إنه لو كان عنده قرحة فإنه لن يستعمل غير البابونج مع عرقسوس. تستخدم أزهار البابونج مثله مثل الشاي ملء ملعقة كبيرة من الأزهار تنقع في ملء كوب ماء سبق غليه لمدة عشر دقائق ثم يصفى ويشرب مرتين في اليوم.يوجد من البابونج مستحضرات على هيئة شاي ومستحضرات مقننة. أزهار البابونج لقد تحدثنا عن أزهار البابونج علاج لنزيف الرحم. حيث تحتوي أزهار البابونج على زيت طيار وأهم مركب فيه هو بروزولين كما يحتوي على فلافو نيدات وجلوكوزيدات مرة وكومارينات ومواد عفصية. تستعمل أزهار البايونج كمضادة للالتهابات ومضادة للمغص ومرخية لعضلات الجسم وطارد للغازات أو الأرياح ومضاد للحساسية وضد القولون. أما الوصفة التي توقف الحيض المفرط فهي ملء ملعقة كبيرة من أزهار البابونج وتوضع في كوب ويصب عليها الماء المغلي فورا ثم يترك لينقع لمدة 10دقائق ثم يصفى جيدا ويشرب ويمكن شرب كوب ثلاث مرات في اليوم وذلك بين أو قبل وجبات الطعام ويحذر تناول مغلي البابونج بعد الأكل مباشرة لأنه قد يسبب ألما في المعدة أحيانا. لقد ثبت علمياً تأثير البابونج على الالتهابات حيث تستعمل أزهار البابونج كشاي يؤخذ ملء ملعقة وتوضع على ملء كوب ماء مغلي وتترك لمدة عشر دقائق ثم تصفى وتشرب بمقدار كوب في الصباح وآخر في المساء فهو يزيل الالتهابات والمغص ومطهر للجهاز الهضمي والتنفسي وفاتح للشهية ومنشط للدورة الدموية وخاصة لدى الأطفال وإذا تناول الشخص شاي البابونج في الصباح فإنه يقي من نزلات البرد وآلام المغص العارضة وارتباكات الجهاز الهضمي البسيطة ويرجع هذا التأثير الى مادة الكمازولين، كما أثبتت الدراسات فائدة البابونج في حالة التهابات القصبات المزمن والسعال الديكي والربو القصبي كما يدخل البابونج في الأنواع المركبة التي توصف داخلاً كمفرزة للعرق ومضادة للتشنج ولأمراض الجهاز الهضمي والتهابات الأمعاء المترافقة بالتشنج وكذلك يدخل في الأنواع الطاردة للريح والمفرزة للصفراء. كما اثبتت الدراسات فائدة البابونج كمضاد للأكسدة، كما ثبت ايضاً ان للبابونج تأثيراً مضاداً لسرطان الجلد حيث يوضح كلنجات على سرطان اجلد كما اثبتت الدراسات ان البابونج يزيل القلق ويؤخذ بنفس الجرعات السابقة وبالأخص عند النوم. وقد صادق الدستور الألماني على استعمال البابونج رسمياً لعلاج السعال والالتهاب الشعبي المزمن والحمى والبرد والتهابات الجلد والتهابات الفم.
محاذير
هل هناك محاذير من استعماله؟ نعم يجب عدم استخدام البابونج من قبل الناس الذين يعانون من الحساسية. البابونج لا يحضر ولا يخزن بآنية الحديد ولا يجمع بينه وبين أدوية تحتوي على الحديد لأنه يحوي مادة التانين واذا جمع مع الحديد يولد مادة سامه . البابونج لا يستخدم اكثر من 14 يوم 3 مرات يوميا لأنه مهدئ قوي ، وقد يصاب المستخدم بالغثيان .
البابونج في الطب القديم
يقول عنه ابن سينا: بابونج: الماهية: حشيشة ذات الوان منه اصفر الزهر ومنه ابيضه ومنه فرفيرية وهو معروف يحفظ ورقه وزهره بان يجعل اقراصاً واصله يجفف ويحفظ. قال جالينوس: هو قريب القوة من الورد في اللطافة لكنه حار وحرارته كحرارة الزيت ملائمة وينبت في اماكن خشنة وبالقرب من الطرف ويقلع في الربيع ويجمع. الافعال والخواص: مفتح ملطف للتكاثف مُرَخ يحلل مع قلة جذب بل من غير جذب وهي خاصيته من بين الادوية. الاورام والبثور: يسكن الاورام الحارة بارخائه وّتحليله ويلين الصلابات التي ليست بشديدة جداً ويشرب لاورام الاحشاء المتكاثفة. الات المفاصل: يرخي التمدد ويقوي الاعضاء العصبية كلها وهو انفع الادوية للاعياء اكثر من غيره لان حرارته شبيهة بحرارة الحيوان. اعضاء الراس: مقو للدماغ نافع من الصداع البارد ولاستفراغ مواد الراس لانه يحلَل بلا جذب وهذه خاصيته ويصلح القلاع. اعضاء العين: يبري الغرب المنفجر ضماداً وكذلك ينفع الرمد والتكدر والبثور والحكّة والوجع والجرب ضماداً. اعضاءالصدر: يسهل النفث. اعضاء الغذاء: يذهب اليرقان. اعضاه النفض: يدر البول ويخرج الحصاة وخصوصاً الفرفيري الزهر منه والبابونج تكمّد به المثانة للاوجاع الباردة والحارة ويدر الطمث شرباً وجلوساً في مائه ويخرج الجنين والمشيمة الحميات: يتمرخ بدهنه في الحميات الدائرة ويشرب للحميّات العتيقة في اخرها وينفع في كل حمّى غير شديدة الحدّة ولا ورم حار في الأحشاء ان كان قد استحكم النضج وربما نفع الورمية اذا لم تكن حارة وكانت نضيجة. - يقول ابن البيطار : في جامعه "البابونج ينفع من الأعياء أكثر من كل دواء، ويسكن الوجع ويرخي في الأعضاء المتمددة ويلين الأشياء الصلبة اذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء. يسقى طبيخه للنفخ والقولون ويصلح انزيمات الكبد، مدر للبول نافع من الصداع البارد.