وكعة
الوكعة هي عبارة عن نتوء غير طبيعي يتشكل على المفصل الواقع في قاعدة إبهام القدم، و يتضخم هذا المفصل مجبراً إبهام القدم على الاندفاع باتجاه أصابع القدم الأخرى مما يُسبب الضغط على هذا المفصل، مؤدياً لخروجه عن النسق الطبيعي لأصابع القدم، إذ يتجه المفصل للخارج و الإبهام للداخل مما يُسبب الشعور بالألم.
قد تنجم الوكعة عن عدة أسباب، و لكن أحد الأسباب الشائعة للإصابة بها هو ارتداء أحذية ضيقة جداً، كما قد تتطوّر الوكعة نتيجة لعيوب بنيوية موروثة أو نتيجةَ الضغط على القدم أو نتيجةَ مرض آخر كالتهاب المفاصل.
غالباً ما تكون طرق العلاج محافظة و قد تتضمن تغيير الأحذية أو ارتداء مشدات الإبهام أو نعل داخلي للحذاء، لكن قد تتطلب الحالات الشديدة من الوكعات الجراحة.
الأعراض
قد تتضمن أعراض و علامات الوكعة ما يلي:
- نتوء متورم على الجهة الخارجية من قاعدة إبهام القدم.
- تورم أو احمرار أو تقرح حول مفصل إبهام القدم.
- تثخن الجلد في قاعدة إبهام القدم.
- تقرن أو أشسان (فرط تقرن البشرة) تظهر في مكان تداخل إبهام القدم مع الإصبع المجاور له.
- ألم مستمر أو متقطع.
- تحدد حركة إبهام القدم.
قد يكون الألم الناجم عن الوكعة متوسط الشدة أو شديد، و غالباً يجعل من الصعب على المريض أن يسير مرتدياً أحذية عادية، كما قد يتورم أو يلتهب الجلد و الأنسجة العميقة حول الوكعة. كما قد تتأثر بقية أصابع القدم بالوكعة نتيجةً للضغط الذي تتعرض له من ضغط الإبهام المصاب، كما قد تبدأ أظافر القدم بالنمو ضمن جوانب سرير الظفر، و قد تصبح أصابع القدم الصغيرة منحنية أو مخلبية الشكل (أصابع مطرقية). رغم أن الوكعة لا تتطلب غالباً أي علاج، لكن تجب مراجعة الطبيب أو أخصائي علاج الأقدام في حال:
- الألم المستمر في الإبهام أو القدم.
- نتوء مرئي على مفصل إبهام القدم.
- تحدد حركة الإبهام أو القدم.
- صعوبة إيجاد أحذية مناسبة.
الأسباب
تنشأ الوكعات عندما يختل التوازن الطبيعي للقوى المطبقة على مفاصل و أوتار القدم، مما قد يؤدي لعدم ثبات مفصل إبهام القدم، و الذي يسمى بالمفصل المشطي السلامي الأول مسبباً بالتالي تشوّهاً في شكله. تتطوّر الوكعات عبر الزمن نتيجة الحركة غير الطبيعية و الضغط على مفصل الإبهام، كما قد تنشأ الوكعات في مفصل إصبع القدم الصغير و تسمى عندها وُكيعة. تتضمن أسباب الوكعات مايلي:
- الأحذية غير المناسبة أو ذات الكعب العالي
- شكل القدم الموروث
- أذيات القدم
- التشوّهات الخلقية في شكل القدم
قد تترافق الوكعات مع أشكال مختلفة من التهاب المفاصل، كالالتهابي و التنكسي، مسببةً تلف الغضاريف المبطنة لمفصل إبهام القدم، كما أن المهنة التي تسبب ضغطاً زائداً على مفصل إبهام القدم أو التي تتطلب ارتداء أحذية مستدقة الرأس قد تسبب هذه الحالة، فمثلاً، يتعرض الراقصون و رعاة البقر أكثر من غيرهم للإصابة بالوكعات. قد تزيد العوامل التالية من خطر تطوّر الوكعات:
- الكعب العالي: إذ يؤدي ارتداء الكعب العالي لانضغاط أصابع القدم في مقدمة الحذاء، مسبباً ارتصاص أصابع القدمين. - الأحذية غير المناسبة: إذ أن من يرتدي أحذية غير مناسبة أو ضيقة جداً أو مستدقة الطرف يتعرض للإصابة بالوكعة أكثر من غيره. - التهاب المفاصل: لأنه قد يسبب الألم الذي يجعل المريض يغير من طريقة سيره و يجعله بالتالي أكثر عرضة للإصابة بالوكعة. - الوراثة: إذ قد تورث قابلية الإصابة بالوكعة نتيجة وراثة عيوب القدم البنيوية.
المضاعفات
قد تتطوّر الوكعات في أي وقت و كونها لا تسبب مشاكل بشكل دائم، فهي تبقى موجودة ما لم تتم إزالتها جراحياً. إذا التهبت المحفظة الموسدة للمفصل(المحفظة المفصلية)، تصبح الوكعة مؤلمة للغاية و تتداخل مع النشاطات الاعتيادية للمريض، و قد تكبر الوكعات و تصبح مؤلمة مقللة بذلك من فعالية العلاجات غير الجراحية.
العلاج
تتنوع خيارات العلاج وفقاً لشدة الحالة و الألم الذي تسببه، و يفضل العلاج المبكر كونه يقلل من خطر تطوّر تشوهات المفصل.
العلاج المحافظ
تتضمن العلاجات غير الجراحية التي تخفف الألم و الضغط الناجم عن الوكعة مايلي:
- تغيير الأحذية: ارتداء أحذية مريحة و واسعة تؤمن مساحة كافية لأصابع القدمين.
- ارتداء المشدات و الأحزمة الخاصة: التي تضع القدم في وضعيتها الصحيحة، و ذلك بإشراف الطبيب، و يساعد هذا الإجراء على تقليل الضغط و إراحة القدم.
- الأدوية: التي تقلل الألم الناجم عن الوكعة كالباراسيتامول، كما قد يقترح الطبيب أدوية مضادة للالتهاب غير ستيروئيدية كالإيبوبروفن (ibuprofen) و النابروكسين (naproxen) لتخفيف الألم و تقليل الالتهاب، كما قد تساعد حقن الكورتيزون (Cortisone Injections) أيضاً.
- استخدام نعل داخلي للحذاء: الذي يُساعد على التحكم بالحركات غير الطبيعية للقدم، و يُقلل من الأعراض ويمنع تطوّر الحالة نحو الأسوأ، كما تفيد دعامات القدم التي تباع دون وصفة طبية بعض المرضى، لكن يحتاج آخرون لاستخدام دعامات تقويمية يصفها الطبيب.
الخيارات الجراحية
إذا لم يُخفف العلاج المحافظ من أعراض الوكعة، قد يحتاج المريض للجراحة، و يجرى عدد من العمليات الجراحية للوكعات، و لا توجد عملية جراحية تعتبر المثلى لجميع المشاكل، لذا من الضروري معرفة سبب الوكعة لاختيار الطريقة المثلى في العلاج و ضمان عدم النكس. تتضمن معظم الإجراءات الجراحية استئصال الوكعة و تتضمن هذه الإجراءات:
- إزالة النسيج المتورم من حول مفصل الإبهام.
- تقويم الإبهام بإزالة أجزاء من العظم.
- إعادة صف العظم المشطي لتقليل التشوّه الزاوي.
- وصل العظام ببعضها بشكل دائم في المفصل المصاب.
قد يستطيع المريض السير على القدم التي أجريت عليها العملية مباشرة بعد بعض العمليات، لكن يستغرق الشفاء التام عند البعض الآخر حتى 8 أسابيع أو أكثر. يجب ارتداء أحذية مناسبة بعد الشفاء و ذلك لمنع النكس. لا ينصح بإجراء الجراحة إلا لمن تسبب له الوكعة ألماً مستمراً يتداخل مع نشاطاته اليومية، فإنَّ استئصال الوكعة، كباقي الجراحات، ليست إجراءاً خالياً من المخاطر، كما قد يبقى بعض الألم أو قد تتشكل وكعة جديدة في مفصل الإبهام بعد الجراحة، لذا لا بد من تجربة الإجراءات العلاجية المحافظة قبل اللجوء للعمل الجراحي.
الإنذار
غير متوفر