ذئبة حمراء
هذا المقال أو المقطع ينقصه الاستشهاد بمصادر. الرجاء تحسين المقال بوضع مصادر مناسبة. أي معلومات غير موثقة يمكن التشكيك بها وإزالتها.(مايو_2010) |
داء يستهدف النساء غالبا، وكانت بداية ظهوره في العشرينات. وهو من أمراض المناعة الذاتية عندما يتمرد خطنا الأول للدفاع عن خلايانا ليستهدفها ويعيث فيها فسادًا. هذا الجهاز (جهازنا المناعي) والذي لطالما كان حارسا لنا ينقلب فجأة ويحارب أنسجة الجسم ذاتها ليدمرها.
أمراض المناعة الذاتية:
أمراض المناعة الذاتية(autoimmune disease) تنشأ بسبب خلل في جهاز المناعة حيث يفقد أحد أهم خواصه والتي تتمثل في التمييز بين الأجسام الغريبة المؤذية وأنسجة الجسم الطبيعية، وبذلك يستهدف جهاز المناعة الخلايا الجسم ويبدأ في محاربتها مسببا التهابات من النوعين الحاد والمزمن وتلفاً في خلايا وأنسجة الجسم. بعض أمراض المناعة الذاتية تستهدف خلية معينة أو نسيج معين، على سبيل المثال: أحد أنواع مرض السكري والذي يحدث نتيجة استهداف جهاز المناعة لنوع معين من خلايا البنكرياس ليعمل على تدميرها.
الذئبة الحمراء الجهازية:
هي أحد أشهر أمراض المناعة الذاتية حيث ينتج الجهاز المناعي أجسامًا مضادة لعدة أنسجة وخلايا في الجسم، ومن هنا أطلق عليها الجهازية حيث أنها لا تقتصر على نوع معين من الأنسجة فقط بل تهاجم مختلف الخلايا والأنسجة. قد يسبب الذئبة الحمراء أمراضًا في الجلد، الجهازين الدوري والتنفسي إضافة إلى الكلى والجهاز العصبي. تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض خاصة مابين 20-45 عاما، لكنه قد يصيب جميع الفئات العمرية بما فيهم حديثي الولادة.
الذئبة الحمراء والوراثة:
هل يوجد سبب معين لحدوث الذئبة الحمراء؟ وهل له علاقة بالوراثة؟ حتى الآن لم يُكتشَف سبب بعينه لحدوث هذا المرض، ولكن أثبتت الدراسات أن العوامل الوراثية والبيئية كالأشعة فوق البنفسجية والتعرض لبعض الفيروسات تلعب دورًا في إمكانية حدوث المرض، كم وُجِد أن لبعض الأدوية علاقة بالإصابة أيضا. العوامل الوراثية والمتمثلة في الجينات كان لها دور واضح في الإصابة بعدد من أمراض المناعة الذاتية كالذئبة الحمراء والتهاب المفاصل والغدة الدرقية حيث وُجِد أن أقارب المصابين لديهم قابلية أكثر للإصابة. أما بشأن العوامل البيئية فيميل العلماء إلى أن الإصابة ببعض الفيروسات أو التعرض للأشعة فوق البنفسجية قد يكون عاملا في زيادة المرض وإظهاره. من العوامل المُرجَّح تأثيرها أيضا الهرمونات الأنثوية، حيث كان للنساء النصيب الأكبر في الإصابة بهذا المرض مقارنة بالرجال بنسبة 8 نساء/رجل. إضافة إلى تأثره بالدورة الشهرية، ولازالت الأبحاث والدراسات قائمة في هذا المجال.
أعراض الذئبة الحمراء:
عرفنا سابقا أن هذا المرض يؤثر سلبا على عدة أجهزة في الجسم، وبناء على ذلك تختلف الأعراض باختلاف الجهاز المصاب، وتجدر الإشارة أن للمرض فترات من النشاط تظهر الأعراض واضحة فيها وأخرى من الكمون يهدأ فيها المرض .
الأعراض السائدة:
- الشعور بالإعياء والتعب
- ارتفاع درجة الحرارة
- فقدان الشهية
- آلام في المفاصل والعضلات
- تقرحات في الفم
- احمرار في الوجه، يأخذ شكل الفراشة
- حساسية مفرطة للضوء
- التهابات في الأغشية المبطنة للقلب والرئتين
ليس من الضروري أن تحدث جميع هذه الأعراض فشدة المرض ومدى تأثر الجسم تختلف من مصاب لآخر، فقد تظهر الأعراض على شكل حرارة مزمنة مجهولة السبب أو فترات من ألم المفاصل والعضلات. أهم الأعضاء في أجسادنا وأخطرها إذا وصل إليها المرض هي الدماغ، الكبد والكلى. كما يحدث غالبا نقص في جميع خلايا الدم Leucopenia والذي يؤدي إلى زيادة خطر الالتهابات.
التهاب الغشاء البلوري المبطن للرئة قد يسبب ألمًا في الصدر يزيد عند الكحة أو أخذ نفس عميق، أما التهاب الكلية فقد يسبب زيادة البروتينات في البول بالإضافة إلى ارتفاع في ضغط الدم والذي يؤدي إلى الفشل الكلوي والعياذ بالله. أما في حال وصول الالتهاب إلى الدماغ فقد تحدث للمريض نوبات من التشنج أو الإغماءات. فقدان الشعر والتهاب المفاصل تعد من الأعراض السائدة مع المرض أيضا.
تشخيص الذئبة الحمراء:
أعراض الذئبة الحمراء تختلف من شخص لآخر كما تختلف باختلاف حدة المرض والعضو المتأثر، لذلك ليس هناك اختبار واحد محدد أو عرض معين لتشخيص المرض بل يعتمد الأطباء على متابعة الحالة مع عمل عدد من الفحوصات في معامل المناعة ليتم تشخيص المرض.
العلاج:
علاج الذئبة الحمراء يهدف بالدرجة الأولى إلى تخفيف الأعراض وتقليل التلف الناتج عن الالتهابات التي يسببها المرض، كما يهدف إلى تقليل نشاط جهاز المناعة للتقليل من ضراوة هجومه. بعض المرضى ممن لديهم أعراض بسيطة لا يحتاجون إلى العلاج ولكن المتابعة مهمة حيث توجد فترات نشاط للمرض، وهنا يصف الأطباء أدوية مضادة للالتهابات حتى يعوض المرض للكمون مرة أخرى. بعض الحالات تستدعي العلاج بالكورتيزون , كذلك يستخدم أحياناً علاج آزاثيوبيرين "كابح المناعة" بالإضافة إلى بعض الانواع حسب آحتياج الحالة .
الذئبة الحمراء والحمل:
مريضة الذئبة الحمراء تحتاج إلى متابعة جدية خلال فترة الحمل والولادة وما بعد الولادة، حيث أن الحمل يزيد من نشاط المرض وقد يعرض الأم إلى الإجهاض. يمكن للطبيب معرفة ما إذا كانت الأم تقع في دائرة خطر الإجهاض أو لا عن طريق بعض التحاليل في معمل المناعة ومنها cardiolipin antibodies والذي يدل على وجود خطر الإجهاض. الجنين أيضا يمكن أن ينتقل له المرض من الأم أثناء فترة الحمل مسببا له الأنيميا واحمرار الجلد بالإضافة إلى عيوب خلقية في القلب، لذلك من الضروري متابعة فترة الحمل لتجنب ذلك. تختفي جميع الأعراض من الجنين غالبا بحلول شهره السادس حيث تختفي الأجسام المضادة المُنتقِلة له من الأم ويبدأ جهازه المناعي بتكون أجسام مضادة خاصة به.
نصائح:
يستحسن لمريض الذئبة الحمراء المتابعة الدائمة مع طبيبه، الحرص على تناول الأدوية والحفاظ على مواعيدها، عدم التعرض لأشعة الشمس كثيرا لأن ذلك قد يسبب تنشيط المرض ويظهر ذلك عن طريق احمرار الجلد.
انظر أيضا:
SLE - Wikipedia, the free encyclopedia Systemic Lupus Erythematosus: eMedicine Rheumatology