ربو
الربو هو مرض يمتاز بالتهاب الطرق الهوائية وحوادث عكوسة من التقبض القصبي.
السبب المباشر لتقبض العضلات الملساء القصبية هو تحرر العديد من الوسائط من الخلايا البدينة المحسسة ومن خلايا أخرى مسؤولة عن الاستجابات المناعية. تشمل هذه الوسائط الليكوترينات LTC4 وLTD4. تجذب LTB4 الخلايا الالتهابية نحو الطرق الهوائية. أخيراً هناك العديد من السيتوكينات والأنزيمات تتحرر مسببة التهاب مزمن. وهذا الالتهاب يؤدي إلى فرط تفاعل قصبي تجاه المواد المستنشقة والتي تضم المستضدات، الهيستامين، مقلدات المسكارين، المخرشات مثل SO2 والهواء البارد. وهذه التفاعلات تنجم جزئياً عن توسط المنعكسات المبهمية.
تعريف
يعتبر مرض الربو، أو حساسية الصدر، من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم. وتقدر نسبة المصابين به بنحو عشرة في المئة من سكان العالم، وترتفع في بعض البلدان الى أكثر من 15 في المئة.
والربو، كما هو معروف، مرض مزمن سببه التهاب (تحسسي في الغالب) يصيب المجاري التنفسية، ويسبب زيادة في الافرازات، مع تقلص في العضلات وتضيق في القصبات الهوائية، مسبباً ضيقاً في التنفس مع صفير وسعال في شكل متكرر.
وأثبتت الدراسات أن الجزء الأكبر من التحكم بالربو يعود الى المريض نفسه، حيث وجدت أن المرضى الأكثر تحكماً بالمرض تابعوا بانتظام عيادة طبيب متخصص في علاج الربو، وداوموا على متابعة علاجهم بانتظام.
وهناك أربعة عناصر اقترحها الأطباء، للتوصل الى تحكم مثالي بالمرض:
- قياس وظائف الرئة بانتظام للحصول على تقييم موضوعي لحدة المرض، كقياس تدفق الهواء عند زيارة الطبيب الاختصاصي.
- بناء شراكة فعلية بين المريض والطبيب يكون من السهل فيها التواصل مع الطبيب واستشارته، وفي الوقت نفسه يقوم الطبيب بتوعية المريض بمرضه والمهارات المطلوبة للتحكم به.
- تناول الأدوية الصحيحة والمناسبة، بحسب شدة المرض، بانتظام، وخصوصاً بخاخات مشتقات الكورتيزون وموسعات الشعب الهوائية.
- التحكم بالبيئة المحيطة بالمريض، وما تحتويه من مهيجات ومسببات للربو في المنزل وفي مكان العمل، على حد سواء.
وما يجعل الربو مشكلة طبية كبيرة، هو انه مرض يصيب الانسان مهما كان عمره، وخصوصاً الأطفال. كما أنه من اكثر الأمراض، التي تستدعي اللجوء الى استخدام الرعاية الصحية الطارئة. اضافة الى انه مرض يمكن علاجه والسيطرة عليه والتعايش معه.
أسباب المرض
وأسباب المرض، أو العوامل المساعدة على الاصابة بالربو، هي:
اولاً: الاستعداد الوراثي: ويقصد به التاريخ العائلي لأمراض الحساسية المختلفة، وتاريخ الاصابة بحساسية الربيع، أو الأكزيما (حساسية الجلد).
ثانياً: امراض مصاحبة مثل، التهاب الجيوب الأنفية وارتجاع الحامض المعوي.
ثالثاً: مثيرات بيئية مثل لقاح النباتات والاعشاب والفطريات والعفن وروث الحيوانات وغبار المنازل.
رابعاً: محفزات الربو، مثل التدخين والروائح القوية.
مهيجات الربو
ويقصد بها المواد التي تثير اعراض ونوبات الربو، وهي تشمل مسببات الحساسية ومحفزات توجد في البيئة. ومن مسببات الحساسية:
- غبار الطلع، الأشجار، الحشائش ومختلف النباتات الأخرى.
- الورود والزهور بمختلف أنواعها وتشمل الورود المجففة.
- الطيور بأنواعها المختلفة.
- الصراصير والفئران.
- الحيوانات المنزلية، وخصوصاً القطط. وتحدث الحساسية نتيجة التعرض لإخراجات هذه الحيوانات وبخاصة اللعاب، والبول أو القشور المتساقطة من فرائها.
- المخدات المحشوة بريش الطيور.
- التعرض للفطريات، وهي عادة ما تعيش في الأماكن ذات الرطوبة العالية كالمكيفات المائية، مرشحات المكيفات (فيلتر)، الثلاجات، الحمامات، المطابخ، سلات الزبالة المتروكة مفتوحة داخل المنزل او الكتب القديمة.
- عثة غبار المنزل، وهي عبارة عن حشرات صغيرة لا ترى بالعين المجردة، وتعيش في المواد القطنية والصوفية كأغطية الأسرة، الموكيت، الأصواف، المفارش أو لعب الأطفال ذات الفراء (الشعر). وتتكاثر هذه الحشرات حينما يكون جو البيت رطباً. وعادة ما تسبب الحساسية اخراجات هذه الحشرات التي تتطاير في الهواء عند تنظيف (نفض أو كنس) هذه الأدوات.
محفزات الربو:
- التعرض للدخان، سواء دخان البخور أو الفحم أو الحطب أو غيره.
- التعرض لدخان السجائر بشكل مباشر، كالمدخن، أو غير مباشر بتواجد المريض في أماكن التدخين.
- التعرض للروائح القوية، كالعطور، المبيدات الحشرية، الدهانات، الأدوات المنظفة أو غيرها من الروائح.
- الإصابة بالفيروسات (نزلات البرد) أو بالتهاب الجيوب الأنفية أو التهاب الشعب الهوائية.
- حساسية الانف.
- التعرض للتغير المفاجئ في الجو (من بارد إلى حار أو بالعكس).
- الانفعالات النفسية.
- التعرض لمجهود عضلي، كالرياضة بأنواعها.
- بعض الأغذية، الصبغات أو المواد الحافظة المضافة للأغذية.
- زيادة حموضة المعدة أو الاسترجاع (أي استرجاع مكونات المعدة أو الجوف إلى الفم أو المريء).
- زيادة المخاط خلف التجويف الفمي والأنف.
- مسببات الحساسية والربو داخل المساكن وتشمل عثة الغبار.
- مسببات الحساسية والربو خارج المساكن وتشمل حبوب اللقاح لبعض انواع الزهور والنباتات والأعشاب والحشائش.
تشخيص المرض
ويتم تشخيص المرض، كما يلي:
اولاً: التاريخ الطبي وتشمل الاعراض، شدة الأعراض، المثيرات اليومية، مرحلة المرض، نوع الأزمات، العلاج المستخدم والتجاوب معه، اضافة الى الأوضاع البيئية والمعاشية.
ثانيا: التاريخ العائلي: اصابة المريض وافراد العائلة سابقاً بأحد أمراض الحساسية.
ثالثاً: الفحص الطبي ويشمل: الممرات التنفسية العلوية والحنجرة والرئة والجلد.
رابعاً: الفحوص المخبرية، منها: مقياس جودة التنفس (اختبار قبل وبعد موسعات الشعب)، أشعة الصدر احياناً، تحليل كامل للدم واجراء فحوصات الحساسية (في حال وجود تاريخ عائلي)، اجراء مسحة للبلغم وللأنف لفحص الخلايا المناعية في حال الشك بوجود حساسية.
أدوية الربو
يقصد بعلاج الربو التخلص من أعراض المرض المزعجة، خلال النهار وفي أثناء الليل، والحد من النوبات التي يتعرض لها المريض، وتقليل استخدام الأدوية، وتحسين جودة الحياة، وممارسة الأنشطة اليومية في صورة طبيعية، وتقليل شدة النوبة، والتعرف على العلامات التي تسبق حصول النوبة، والتصرف السريع عند حدوثها، ومعرفة متى يمكن الاتصال لطلب المساعدة.
ومن الأدوية التي تساعد في العلاج، حسب الصيدلانية اميرة الزعفراني، نذكر الآتي:
المجموعة الأولى: أدوية مشتقات الكورتيزون المستنشقة: وتستخدم لعلاج التهاب القصبات الهوائية والمحافظة على سلامتها، فتحول دون حدوث ضيق في التنفس وصفير الصدر، وتمنع انقباض وتورم الشعب الهوائية وامتلائها بالافرازات المخاطية، وعليه:
- يجب استخدام هذا النوع لفترات طويلة وبانتظام حسب ارشادات الطبيب المختص.
- لكن الاستخدام المتكرر للبخاخ المحتوي على هذه الأدوية قد يسبب تقرحات في الفم أو الفطريات البيضاء، ويمكن تجنب حدوث ذلك بغسل الفم جيدا بالماء، أو بالفرشاة والمعجون بعد كل استخدام.
وامثلة هذه المجموعة هي: بخاخ بلميكورت، بيكوتايد، فليكسوتايد، بيكلوفورت، والاقراص أو الشراب مثل هيدروكورتيزون أو بريدنيزون. ويلجأ الطبيب إلى وصف الدواء عن طريق الفم، عندما تسوء حالة المريض، أو لم يعد التحكم في حالة الربو ممكنا، رغم استخدام عدة انواع من البخاخات.
المجموعة الثانية: موسعات القصبات: تعمل هذه المجموعة في حالة ازمة الربو الحادة على ارخاء العضلات المنقبضة حول الشعب الهوائية، وتؤدي بالتالي إلى توسعها، مما يسهل دخول الهواء إلى الرئتين. وغالبا ما يشعر المريض بتحسن خلال دقائق، ويستمر لمدة 4 - 6 ساعات مثل دواء الفنتولين.
وينصح باستخدام هذا النوع قبل القيام بأي مجهود عضلي زائد أو رياضة تزيد على 15 دقيقة.ويوجد منها موسعات طويلة الامد، يستمر عملها نحو 12 ساعة، مثل بخاخ سيرفينت أو بخاخ اوكسيس وتستخدم مرتين يوميا. وهذه ميزة مفيدة بوجه خاص للمرضى الذين تشتد لديهم الاعراض ليلا.
السيطرة على المرض
يكون ذلك بالعناية الصحية السليمة. وتعني التشخيص الصحيح، والتعرف على العوامل المساعدة على الاصابة، ومعرفة العوامل المثيرة من البيئة الداخلية والخارجية، ومعرفة الخطة العلاجية المناسبة، والتثقيف الصحي للمريض وعائلته، ما يجعل المريض قادراً على العناية بنفسه الى حد معين، ليستطيع التصرف عند حدوث النوبة، وهو ما يسمى بالعناية الذاتية. كما يجب قياس مدى الاستجابة للعلاج دورياً والمراجعة الدورية للطبيب.
مصادر
- كتاب علم الأدوية، الامتحان ومراجعة البورد.