استسقاء الدماغ
ينجم مَوَه الرأس عن تجمع سائل زائد في الدماغ، غالباً بسبب انسداد يمنع التصريف المناسب للسائل، و قد يضغط السائل الزائد على النسيج الدماغي الهش المحيط، مسبباً أذية الدماغ، و قد يصبح مَوَه الرأس قاتلاً إن لم يعالج.
كان هذا الاضطراب يُعرف بماء الدماغ فيما سبق، و يوجد أحياناً منذ الولادة، كما قد يتشكل لاحقاً، إذ أن حوالي 1 من كل 500 مولود يكون مصاباً بهذا الاضطراب. يعتمد إنذار المصاب بمَوَه الرأس على سرعة تشخيص المرض و فيما إذا كانت هناك حالات مرافقة.
الأعراض
تتنوع أعراض و علامات مَوَه الرأس تبعاً لعمر المريض و لتطوّر المرض.
لدى الرضع, تتضمن الأعراض و العلامات الشائعة لمَوَه الرأس:
- ضخامة رأس غير معتادة
- نمو حجم الرأس بشكل سريع
- انتفاخ اليافوخ " البقعة الطرية " في قمة الرأس
- الإقياء
- النعاس
- التهيج
- نوبات اختلاجية
- عيون مثبتة للأسفل (علامة غروب الشمس)
- تأخر في النمو
لدى الأطفال الأكبر و البالغين, تتضمن الأعراض و العلامات الشائعة لمَوَه الرأس:
- صداع يتبعه إقياء
- غثيان
- رؤية مزدوجة أو مشوشة
- عيون مثبتة للأسفل (علامة غروب الشمس)
- مشاكل التوازن أو التنسيق أو المشية
- تكاسل أو فقدان الطاقة
- بطء أو تراجع التطوّر
- فقدان الذاكرة
- تخليط
- سلس بولي
- التهيج
- تغيّرات في الشخصية
- ضعف الأداء في المدرسة أو العمل
يُسبب مَوَه الرأس مشاركات مختلفة من هذه الأعراض و العلامات, و ذلك وفقاً للسبب, و الذي يختلف أيضاً باختلاف العمر، فعلى سبيل المثال، فإنَّ مَوَه الرأس طبيعي الضغط، الذي يؤثر بشكل رئيسي على الكبار, يبدأ عادةً بصعوبة المشي، و يحدث سلس البول غالباً مرافقاً لنوع من العته المميز ببطء التفكير و معالجة المعلومات.
يحتاج الرضع و الأطفال الصغار لعناية طبية إسعافية لكل من هذه الأعراض و العلامات:
- بكاء عالي النبرة
- مشاكل في الرضاعة أو التغذية
- إقياء متكرر غير مفسر
- إظهار عدم رغبة في حني أو تحريك الرقبة أو الرأس
- صعوبات التنفس
- نوبات اختلاجية
لا تشكل الأعراض و العلامات التالية حالة إسعافية، لكنها تتطلب اتصالاً مع طبيب الأطفال:
- نمو حجم الرأس بشكل سريع
- انتفاخ ال[[يافوخي] "البقعة الطرية " في قمة الرأس
- تغير في مظهر الوجه أو العينين
- مستوى مُتناقص من الاهتمام أو الاندماج في التفاعلات الاجتماعية
يحتاج البالغون الأكبر سناً لإجراء فحص عصبي و فيزيائي شامل إذا عانوا من:
- صعوبات في المشي
- اضطراب التفكير
- سلس بولي
الأسباب
ينجم مَوَه الرأس عن تجمع سائل زائد في الدماغ. إنَّ الدماغ هو كتلة من الهلام, و يطفو في حوض من السائل الدماغي الشوكي. يملأ هذا السائل أيضاً بُنى كبيرة مفتوحة تُسمى بالبطينات, و الموجودة عميقاً داخل الدماغ. تساعد البطينات المليئة بالسائل في الحفاظ على الدماغ طافياً و موسداً.
يتدفق السائل الدماغي الشوكي خلال البطينات عن طريق قنوات مرتبطة ببعضها البعض، و يتدفق السائل في نهاية المطاف في مساحات حول الدماغ حيث يتم امتصاصه إلى مجرى الدم.
يعتبر بقاء إنتاج و تدفق و امتصاص السائل الدماغي الشوكي متوازناً أمراً ضرورياً للمحافظة على الضغط الطبيعي داخل القحف. ينتج مَوَه الرأس عند إعاقة تدفق السائل الدماغي الشوكي ـــ مثلاً، عند تضيّق القنوات بين البطينات ـــ أو عند عدم امتصاص هذا السائل بشكل مناسب.
يُسبب الامتصاص المعيب للسائل الدماغي الشوكي مَوَه الرأس طبيعي الضغط، و هو ما يحدث غالباً لدى الكبار. يزيد السائل الزائد في مَوَه الرأس طبيعي الضغط من حجم البطينات لكنه لا يزيد من الضغط على الدماغ. يمكن أن ينتج مَوَه الرأس طبيعي الضغط عن أذية أو مرض ما، لكن يكون السبب غير معروف في معظم الحالات.
المضاعفات
تعتمد شدة مَوَه الرأس على العمر الذي تتطوّر فيه الحالة و المسار الذي تتبعه، إذا كانت الحالة متقدمة جداً عند الولادة, فإن حدوث أذية دماغ خطيرة و عجز فيزيائي هو أمر وارد الحدوث. من الممكن أن يحصل المريض على فترة حياة و إدراك طبيعي في الحالات الأقل خطورة مع الحصول على العلاج المناسب.
العلاج
يُعالج مَوَه الرأس غالباً بالجراحة، و تتضمن الخيارات:
- وضع تحويلة: إن العلاج الأكثر شيوعاً لمَوَه الرأس هو الإدخال الجراحي لنظام تصريف يُسمى بالتحويلة. تتألف التحويلة من أنبوب مرن طويل مزوّد بصمام يسمح للسائل بالتدفق من الدماغ في الاتجاه الصحيح و بمعدل مناسب. توضع إحدى نهايتي الأنبوب عادةً في إحدى بطينات الدماغ، يشق الأنبوب بعدها نفقاً تحت الجلد لجزء آخر من الجسم حيث يمكن أن يتم امتصاص السائل الدماغي الشوكي الزائد بشكل أكثر سهولة ـــ مثل البطن أو إحدى حجرات القلب.
يحتاج المصابون بمَوَه الرأس غالباً لنظام التحويلة لبقية حياتهم، و بالتالي قد تلزم جراحات أخرى لإدخال أنبوب أطول يناسب نمو الطفل، كما قد تدعو الحاجة لإعادة تصحيح التحويلة أيضاً إذا أصيب الأنبوب بالانسداد أو الإنتان.
- فغر البطين: يستعمل هذا الإجراء الجراحي أحياناً عند انسداد التدفق بين البطينات، إذ يُحدث الجراح فتحة في قاع أحد البطينات للسماح للسائل الدماغي الشوكي بالتدفق باتجاه قاعدة الدماغ، حيث يحدث امتصاص طبيعي.
- الاهتمام بكامل الطفل
يجب أن يعمل والدا الطفل المصاب بمَوَه الرأس مع الأخصائيين الذين بإمكانهم مساعدته على النجاح في الحياة اليومية و في المدرسة, مثل:
- المعالجين المهنيين
- أخصائيي علم النفس لدى الأطفال
- خبراء التعليم
قد يقيُّم هؤلاء المتخصصون تقدم تطوّر الطفل على أسس نظامية لكشف أي تأخر في التطوّر الفيزيائي أو العاطفي أو الفكري أو الاجتماعي، و تتوافر مداخلات فعّالة لمساعدة الطفل على تحقيق إمكانياته القصوى.
الإنذار
غير متوفر