جراثيم المستدمية النزلية
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
جراثيم المستدمية النزلية Haemophilus influenzae
المستدمية هي جراثيم صغيرة متعدة الأشكال سلبية الغرام عصوية أو عصوية مكورة (عصورة) مع أشكال خيطية أطول في بعض الأحيان.
تنتج بعض سلالاتها محفظة عديدة السكريد، يمكن تمييزها بصبغة المحفظة، أو بتفاعل الانتباج، باستخدام مصل ضدي نوعي.
هنالك 6 أنماط للمحفظة، a-f، يمكن تحديدها باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل. أهمها هو النمط b.
جميع أنواع المستدمية إيجابية الكاتالاز والأوكسيداز، وترجع النترات إلى نتريت وتخمر الغلوكوز. أما أنماط إنتاج الحمض من باقي السكريات فتستخدم للتمييز بين الأنواع.
يمكن تقسيم المستدمية النزلية إلى ثماني زمر مصلية على أساس إنتاج الإندول وفعالية اليورياز وتفاعلات الأورنيتين ديكاربوكسيلاز. وتعد الأنماط المصلية I-III هي الأكثر شيوعًا، وتعد ذات النمط I (النمط b) أكثرها مغيرة، وتعد هامة جداً كعامل ممرض عند الأطفال، رغم أنَّها يمكن أن تسبب المرض عند الأفراد من أي فئة عمرية.
تسبب السلالات عديمة المحفظة أمراضًا شديدة، وتعد سببًا هامًا لالتهاب الرئة عند البالغين وعند الأفراد المصابين بداء رئوي مزمن.
تعد المستدمية النزلية عنصرًا طبيعيًا للفلورا التنفسية العلوية عند البشر، ويمكن أيضًا أن تستعمر الملتحمة والسبيل التناسلي. البشر هم المضيفون الوحيديون الطبيعيون، ويبدأ الاستعمار بعد فترة قصيرة من الولادة، بسلالات عديمة المحفظة.
الإمراضية
تنتقل الجراثيم عن طريق القطيرات التنفسية. يدمر بروتياز الغلوبولين المناعي A الذي تنتجه الجرثومة الغلوبولين المناعي A في الجهاز التنفسي ما يسمح للجرثومة باستعمار مخاطية السبيل التنفسي العلوي. ومن ذلك الموقع يمكن أن تدخل مجرى الدم وتنتشر لمواقع أخرى في الجسم.
تصنف الأمراض التي تسببها الجرثومة في تصنيفين:
- اضطرابات مثل التهاب الأذن الوسطى والتهاب الجيوب والتهاب لسان المزمار، والتهاب الرئة القصبي، وهذه تنتج عن انتشار معدٍ للجرثومة من موقع استعمارها في الجهاز التنفسي.
- اضطرابات مثل التهاب السحايا والتهاب المفاصل الخمجي والتهاب الهلل: وهذه تنتج عن غزو مجرى الدم، ويتبعه تموضع الجرثومة في تلك المواقع وفي مناطق أخرى من الجسم.
الأهمية السريرية
تعد المستدمية النزلية سبباً أساسياً لالتهاب السحايا الجرثومي، خصوصًا عند الأطفال، وعند الرضع، وكثيراً ما يترافق مع التهاب الأذن الوسطى. وقد قلل إعطاء اللقاح من إصابة الرضع بدرجة كبيرة.
من الصعب تمييز التهاب السحايا بالمستدمية النزلية عن باقي أنواع التهابات السحايا.
المختبر
يتطلب التشخيص عمومًا عزل الجرثومة (مثلًا يمكن زرعها على وسط آغار شوكولا).
المستدمية النزلية جرثومة مرهفة وتتطلب دعم زرعها بالهيمين (العامل العاشر) والعامل الخامس، النيكوتين أميد أدنين ثنائي النكليوتيد (NAD+).
يمكن زراعة المستدمية النزلية على وسط آغار شوكولا (تحل الكريات الحمر ما يزودها بتلك العوامل السابقة)، لكن لا يمكن زراعتها على وسط ماكونكي أو وسط آغار دم. يعد عزلها من المواقع العقيمة في الحالة الطبيعية مشخصاً، مثل الدم والسائل الدماغي الشوكي والسائل الزلالي، في حين أنَّ عزلها من المستنبت البلعومي غير حاسم. في حالة التهاب السحايا يتطلب الأمر تشخيصاً سريعاً، لذلك يستخدم تلوين غرام على السائل الدماغي الشوكي فتظهر كعصيات مكورة سلبية الغرام متعددة الأشكال.
ويمكن تحديد نمط المحفظة b مباشرةً في السائل الدماغي الشوكي، إما بتفاعل انتباج المحفظة، أو بتلوين التألق المناعي.
يمكن كشف المستضد المحفظي في السائل الشوكي، أو بقية سوائل الجسم باستخدام الاختبارات المناعية، مثل اختبار التراص على اللاتكس أو مقايسة الامتصاص المناعي المرتبط بالإنزيم أو المقايسة المناعية الشعاعية.
العلاج
في حال الإصابة الغازية يمكن استخدام الجيل الثالث من السيفالوسبورينات، مثل السيفترياكسون أو السيفوتاكسيم، وذلك بعد أخذ عينات لزراعتها.
يعد اختبار الحساسية على الصادات هامًا لوجود سلالات مقاومة.
المصادر
- Richard A. Harvey, Lippincott’s Illustrated Reviews microbiology, third edition, Wolters Kluwer, P.P. 129-31.
- https://www.sciencedirect.com/science?_ob=PdfExcerptURL&_imagekey=3-s2.0-B9780702040894000469-main.pdf&_piikey=B9780702040894000469&_cdi=281768&_orig=article&_zone=centerpane&_fmt=abst&_eid=3-s2.0-B9780702040894000469&_user=12975512&md5=b7db938f1ca1dab8ec71b22c168231cc&ie=/excerpt.pdf