تأق
تأق (باليونانية: Anafylaxia) Αναφυλαξία)) هي حالة حادة من فرط الحساسية من النوع الأول تصيب عدة أجهزة حيوية من الجسم، وهي مأخودة عن اللغة اليونانية و ANA تعني "ضد" أما FYLAXIA فتعني "الحماية".[1]
ينتج التأق بعد التعرض للمؤرجات إما عن طريق البلع أو التماس مع سطح الجلد أو الحقن أو عبر الاستنشاق في بعض الأحيان.[2]، يؤدي هذا التعرض إلى حدوث رد فعل مناعي حاد من فرط الحساسية يكون في كثير من الأحيان قاتلاً مالم يعالج بالشكل المناسب.
إن شخصا واحداً من كل ستة أشخاص في العالم معرض للإصابة بالتأق ومن أكثر المؤرجات شيوعا عقار البنسلين ولدغة الحشرات، من مجموع المصابين بالتأق يلقى 1% حتفهم نتيجة مضاعفات المرض المتمثلة على الغالب بحدوث الصدمة الاستهدافية أو التأقية.[3]
الصدمة الاستهدافية (التأقية)
هي أشد وأخطر أنواع حالات التأق وتنتج عن توسع وعائي حاد ناتج عن فرط الحساسية مما يؤدي إلى نقص التروية في عدد من الأنسجة الحيوية كالقلب الدماغ والكلى وغيرها.
فسيولوجيا المرض
إن التأق عبارة عن رد فعل مناعي شديد ناتج عن فرط حساسية الجسم لمادة معينة، تنشأ هذه الحساسية عقب تعرض الجسم لكمية قليلة ولكن كافية من المادة المؤرجة تجعل الجهاز المناعي في جسم الإنسان حساساً لوجودها حيث يكون الجسم غلوبينات مناعية مضادة لهذه المادة (و تكون من النوع E) ويظهرها على الخلايا البدينة البيضاء في الدم، وعند إعادة التعرض لأي جرعة من المادة المؤرجة يحدث رد فعل مناعي شديد نتيجة ارتباط جزيئلت المادة المؤرجة بتلك الغلوبينات المناعية المستحدثة الأمر الذي يؤدي إلى إفراز الحويصلات من الحلايا البدينة وإطلاق مادة الهيستامين وغيرها من الوسائط التي تحدث عدة تأثيرات حيوية داخل جسم الإنسان، تتمثل هذه التأثيرات بالتوسع الوعائي الذي يؤدي بدوره إلى هبوط في ضغط الدم وبالتالي إلى نقص التروية في عدد من الأنسجة الحيوية كالدماغ والقلب والكلى وغيرها، كما أن التوسع الوعائي يساهم في فلترة مصل الدم خارج الأوعية الدموية؛ الأمر الذي يودي إلى زيادة كمية السائل الخلالي في انسجة الجلد(محدثا الوذمةالاحمرار والطفح الجلدي) وفي أنسجة الرئة (مسببا الاستسقاء الرئوي وما يصاحبه من اختلاطات). حدوث الاضطرابات التنفسية يتأثر أيضا بعمل مادة الهيستامينٍ التي تؤدي إلى تضيق المجاري التنفسية.
أعراض سريرية
أعراض التأق مرتبطة بعمل الغلوبينات المناعية E أو (IgE) التي تفوم بإطلاق مادة الهيستامين من الخلايا البدينة إلى الدم والأنسجة الحيوية في الجسم، من أهم وأكثر التأتيرات الملاحظة: توسع الأوعية الدموية وتضيق المجاري التنفسية. كما يلاحظ تأثير الهيستامين الانقباضي في جدران الجهاز الهضمي.
من الأعراض السريرية التي يمكن ملاحظتها في حالات التأق:
- الحكة.
- احمرار الجلد.
- الإحمرار الوجني.
- صعوبة التنفس.
- أزيز تنفسي.
- صعوبة البلع.
- زيادة إدرار البول.
- هبوط ضغط الدم.
- الأغماء.
- اقياء
- اسهال
- آلام البطن.
- خزب وعائي: وهو انتفاخ الوجه والشفتين والحلق والرقبة، يؤدي للاختناق إذا لم يتم علاجه.
عادة ما تظهر الأعراض السريرة مباشرة عقب التعرض للمادة المؤرجة. ولكن في بعض الأحيان يستغرق حدوثها نصف ساعة وقد سجلت حالات لم تظهر فيها الأعراض إلى بعد عدة ساعات من التعرض..[4]
العلاج
التأق هو حالة طبية شديدة الخطورة قد تؤدي للوفاة إذا لم يحدث تدخل علاجي سريع، أكثر مسببات الوفاة هي الاختناق نتيجة تضيق وانسداد المجاري التنفسية، وغالباً ما يحدث ذلك خلال دقائق من بدء الأعراض، أثناء وقف التنفس يمكن أن تتضرر الانسجة الحيوية نتيجة غياب الأوكسجين وعللى رأس الأنسجة المهددة الدماغ والأعصاب والقلب.
أهم اجراءات الاسعاف الأولي التي يجب اتخاذها هو البدء بإجراء الجزء التنفسي من إنعاش قلبي رئوي (CPR)، كما يجب ادخال عقار الأدرينالين (ابينفرين) عبر العضل أو الوريد بالسرعة القصوى. يحد عقار الالأدرينالين من تضيق المجرى التنفسي كما يحض القلب على الانقباض ومتابعة الدورة الدموية داخل الجسم. كثير من المرضى المشخصين أو المعروف بأنهم عرضة للتأق يحملون الepipen وهو عبارة عن حقنة بشكل قلم يغرسها المصاب في الجزء الأمامي من الفخذ فور بدء الأعراض أو أحيانا مباشرة بد التعرض للمادة المؤرجة المعروفة له.
من التأثيرات غير المحبذة للأدرينالين زيادة سرعة خفقان القلب ويمكن تخفيف حدوث ذلك عبر اللجوء إلى الحقن العضلية والابتعاد عن إعطاء العقار عبر الوريد.
كثير من المعرضى المعروفين بفرط حساسيتهم يحملون معهم حقناً معبأة سلفاً بخليط من الابينفرين والديكساميثازون والديفينهايدرامين.
العلاج داخل المستشفى
يبدأ العلاج داخل المستشفى بتأمين المجاري التنفسية ويتم ذلك عبر امداد المصاب بقناع الأوكسجين و/أو التنبيب. في حالات التضيق الشديد في الحلق والمجاري التنفسية العليا قد يلجأ الأطباء إلى شق الغضروف الفتخي الدرقي لتجاوز مكان التضيق وتوصيل الهواء والأكسجين بشكل مباشر إلى القصبة الهوائية والرئتين.
يهدف العلاج السريري في المستشفى إلى عكس حالة فرط التحسس بالإضافة إلى تخفيف الأعراض. تستخدم عقارات مضادات الهيستامين كالديفينهايدرامين والكلورفينامين لوقف افراز الهيستامين وغالبا ما يلجأ الأطباء إلى استخدام الستيروئيدات مثل الديكساميثازون والهايدروكورتيزون للتخفيف من حدة الالتهاب، يتم إعطاء الستيروئيدات عبر الوريد في أغلب الحالات. يتم أيضا علاج هبوط ضغط الدم عبر أعطاء المصل عبر الوريد بالإضافة إلى الأدوية القابضة للأوعية الدموية، يساعد السالبيوتامول وعيره من الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية في التخفيف من حدة انقباض المجاري التنفسية في الحالات الخفيفة التي لا تشكل تهديدا على حياة المصاب.
إجراءات وقائية
أهم الأجراءات الوقائية التي يجب اتباعها هو:
- الحد من التعرض للمواد التي قد تسبب هذا النوع من فرط التحسس.
- مراعاة اجراءات السلامة في المستشفيات عند معالجة المريض بعقارات قد تؤدي إلى إحداث التأق.
- توفير حقن الابينفرين للأشخاص المعرضين للإصابة بالتأق.
- يتم في بعض الحالات إبطال الحساسية لبعض المواد المؤرجة وذلك عبر تعريض الجسم إلى جرعات صغيرة متكرر منها وزيادة الجرعات تدريجياً إلى أن يستطيع الجسم تقبل هذه المادة دون حدوث تحسس منها.
مراجع
- ↑ "Anaphylaxis." Etymology. Oxford English Dictionary. http://dictionary.oed.com.
- ↑ "Anaphylaxis". Health. AllRefer.com. 2002-01-17. Retrieved 2007-01-29.
- ↑ Neugut AI, Ghatak AT, Miller RL (2001). "Anaphylaxis in the United States: an investigation into its epidemiology". Arch. Intern. Med. 161 (1): 15–21. PMID 11146694. doi:10.1001/archinte.161.1.15. Unknown parameter
|month=
ignored (|date=
suggested) (help) - ↑ "Food Allergies". Asthma and Allergy Foundation of America. March 28, 2007.