التهاب القولون الغشائي الكاذب
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
التهاب القولون الغشائي الكاذب Pseudomembranous colitis
يدعى أيضاً التهاب القولون المرتبط بتعاطي الصادات الحيوية، وكذلك التهاب القولون بالمطثية العسيرة، وذلك لأنَّه التهاب في القولون مرتبط بنمو مفرط لجراثيم المطثية العسيرة الناتج عادةً بعد استخدام بعض الصادات الحيوية.
الأعراض
يمكن أن تتضمن الأعراض:
يمكن أن تبدأ أعراض التهاب القولون الغشائي الكاذب بعد يوم أو يومين من استخدام الصاد الحيوي، أو حتى يمكن أن تتأخر عدة أسابيع بعد التوقف عن تناوله.
المسببات
عادةً تحوي أمعاء الإنسان أنماطاً عدة من الجراثيم بتوازن صحيٍ طبيعي. لكن تقوم بعض الصادات الحيوية بالإخلال بهذا التوازن. فمثلاً تحدث هذه الحالة عندما تتكاثر جراثيم المطثية العسيرة بمعدل أعلى كثيراً من باقي الجراثيم في الأمعاء.
وهي جراثيم إيجابية الغرام منتجة للأبواغ. وتنتج ذيفانان يمكن استخدامهما في عملية التشخيص.
تنتج هذه الجراثيم ذيفانات لا تشكل ضرراً بالكمية الطبيعية، لكن عندما تصبح أعدادها كبيرة في هذه الحالة تسبب الأعراض السابق ذكرها.
الأدوية المسببة
هنالك كثير من الصادات الحيوية تسبب هذه الحالة، إلا أن أكثرها:
- الفلوروكينولونات: مثل السيبروفلوكساسين والليفوفلوكساسين.
- البنسلينات: مثل الأموكسيسيللين والأمبيسيللين.
- الكلينداميسين.
- السيفالوسبورينات: مثل السيفيكسيم.
• من المسببات الأخرى:
- أدوية أخرى غير الصادات الحيوية: مثل المعالجة الكيماوية المستخدمة لعلاج السرطان.
- بعض الأمراض التي تصيب القولون: مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون.
- التهاب القولون الغشائي الكاذب المكتسب من المجتمع: حيث تنتقل أبواغ جراثيم المطثية العسيرة المقاومة لكثير من المطهرات المعروفة من أيدي بعض مختصي الرعاية الصحية إلى المريض.
عوامل الخطورة
من العوامل التي يمكن أن تزيد خطر الإصابة ب التهاب القولون الغشائي الكاذب :
- تناول الصادات الحيوية.
- البقاء فترة طويلة في المستشفى.
- التقدم في العمر، خصوصاً بعد سن 65.
- ضعف الجهاز المناعي.
- الإصابة بمرض في القولون.
- الخضوع لجراحة في الأمعاء.
- تلقي المعالجة الكيميائية للسرطان.
المضاعفات
عادة ما يكون علاج هذه الحالة ناجحاً، لكن حتى بوجود تشخيص ومعالجة جيدين يمكن أن يكون هذا الداء مهدداً للحياة؛ فيمكن أن تتضمن المضاعفات:
- انخفاض مستويات البوتاسيوم الدموية: وذلك نتيجة الإسهال المفرط.
- التجفاف: مؤدياً لانخفاض ضغط الدم نتيجة فقد السوائل والكهرليات بسبب الإسهال.
- الفشل الكلوي: نتيجة التجفاف الشديد الناتج عن الإسهال.
- ثقب الأمعاء: ما قد ينتج عنه عدوى في للجوف البطني.
- تضخم القولون السام: هو توذم نادر لكن خطير للقولون، يجعله غير قادر على طرح الغازات والبراز ما قد يسبب تمزقه في النهاية.
التشخيص
- فحص عينة البراز: يوجد عدد من الفحوصات المختلفة تجرى على عينة البراز لتشخيص عدوى المطثية العسيرة. مثل زراعة جراثيم المطثية العسيرة بطرق تحدد عددها، وبعض المعايرات للبراز (عادة يعاير وجود ذيفان يدعى الذيفان B، وهو اختبار يحتاج يومين لظهور نتيجته).
- مقايسة الممتز المناعي المرتبط بالأنزيم (ELISA): ويستخدم لمعايرة وجود الذيفان A.
- فحوصات الدم: ارتفع غير طبيعي بالكريات البيض (10,000 حتى 50,000)، وارتفاع في الألبومين الدموي.
- تفاعل البوليمراز المتسلسل (PCR): وهو اختبار مكلف إلا أنه سريع وحساس ونوعي.
- التنظير السيني أو تنظير القولون: منظار ينتهي بكميرا يبحث من خلال الطبيب في أمعاء المريض على علامات تشير للمرض، مثل بقع صفراء وتوذم.
- التصوير: وذلك في الحالات الشديدة، حيث تجرى أشعة سينية أو مسح مقطعي لرؤية المضاعفات مثل تضخم الكولون أو تمزقه.
المعالجة
1-إيقاف الصاد الحيوي أو أي دواء آخر يعتقد أن يسبب تلك الحالة إن كان ذلك ممكناً. وفي بعض الأحيان يكون ذلك كافياً لحل المشكلة أو إيقاف الأعراض على الأقل.
2-البدء بصاد حيوي مناسب للقضاء على المطثية العسيرة: قد يصف الطبيب تبعاً للحالة الميترونيدازول (فلاجيل) أو الفانكوميسين أو الفيداكسوميسين أو مزيج منها.
3-زروعات الأحياء الدقيقة البرازية (FMT): وذلك في الحالات الشديدة للغاية، حيث يمكن أخذ عينة براز من شخص بصحة جيدة ليأخذها المريض لأعادة التوازن الجرثومي في أمعاءه. يمكن أن يأخذ المريض تلك العينة عن طريق أنبوب أنفي يدخل ضمن القولون، أو يمكن وضعها ضمن كبسولات ليتناولها المريض بالفم.
وتجرى حالياً أبحاث للحصول على لقاحات وعلاجات جديدة.