التهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا
د. جاد الله السيد محمود |
المساهمة الرئيسية في هذا المقال |
التهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا CMV Retinitis
يعد الفيروس مضخم الخلايا فيروسًا ينتمي لمجموعة الفيروسات الهربسية (الحلأ). يمكن أن يصيب شبكية العين فيسبب التهابها.
عند المرضى المؤهلين مناعيًا تكون العدوى عمومًا لا عرضية، أو محدودة بالمتلازمة الشبيهة بكثرة الوحيدات. ومثل باقي الفيروسات الحلئية يبقى هذا الفيروس كامنًا في المضيف، ويمكن أن يعاد تنشيطه في حال ضعف الجهاز المناعي.
عند الأفراد منقوصي المناعة يمكن أن تؤدي العدوى الأولية أو إعادة تفعيل فيروس كامن إلى عدوى انتهازية بأعضاء متعددة. ويسبب الفيروس المضخم للخلايا في العين التهاب شبكية تنخري فيروسي مع مظهر عيني مميز بالتنظير. ويمكن لعدم العلاج أن يسبب فقد البصر.
رغم أنَّ التهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا المكتسب بعد الولادة شائع، إلا أنَّه يصيب أيضًا المرضى المصابن بعوز المناعة المكتسب ومرضى زرع الأعضاء والمتلقين لعلاج كابت للمناعة. وللحمل الفيروسي المرتفع، والنقص الشديد في الوظيفة المناعية دور هام في زيادة إمكانية الإصابة. تستخدم العوامل المضادات للفيروسات لعلاج الحالة.
الانتقال
يحصل انتقال الفيروس عبر:
- المشيمة.
- الإرضاع.
- اللعاب.
- الانتقال الجنسي.
- نقل الدم.
- زرع نقي العظام.
الإمراضية
عند المضيفين المؤهلين مناعيًا تكون العدوى عمومًا لا عرضية، أو قد تتحدد بمتلازمة شبيهة بكثرة الوحيدات، مع علامات وأعراض تتضمن الحمى وألم العضلات وتضخم العقد اللمفية الرقبية والتهاب كبد خفيف.
عند المرضى منقوصي المناعة يمكن أن تؤدي العدوى لفشل متعدد الأعضاء، يشمل الجلد والرئتين والطريق الهضمي والأعصاب المحيطية والدماغ والعين.
أما في العين فتتمثل العدوى بالتهاب شبكية تنخري فيروسي، مع التهاب الجسم الزجاجي ويمكن أن يؤدي إلى انفصال الشبكية. وفي حال عدم العلاج يؤدي ذلك للعمى.
الأعراض
تختلف الأعراض من حالة لأخرى، وتعتمد على موقع إصابة الشبكية. فالآفات الأمامية تتظاهر بنقص في حدة الإبصار. لكن الآفات الأكثر محيطية تكون لاعرضية في البداية. وتشاهد العوائم غالبًا في حال التهاب الجسم الزجاجي. وتكون العين عمومًا بيضاء.
بعد البدء بالعلاج قد يلاحظ زيادة في سوء الحالة، وذلك ينتج غالبًا عن وجود عدوى ثانوية.
عوامل الخطورة
- متلازمة العوز المناعي المكتسب.
- ابيضاض الدم، واللمفوما، وفقر الدم اللاتنسجي.
- استخدام الأدوية الكابحة للمناعة.
- زراعة الأعضاء وزراعة نقي العظم والخلايا الجذعية.
التشخيص
عدد الخلايا المناعية CD4
ذلك أنَّها علامة على خلل وظيفة الجهاز المناعي عند المرضى المصابين بالإيدز. فعندما يكون تعداد هذه الخلايا أكبر من 50 كرية في الميكروليتر يكون الخطر قليلًا؛ لكن بنقصانها عن ذلك الحد يزداد الخطر؛ ويجب الفحص كل 6 أشهر.
فحص دنا الفيروس المضخم للخلايا
وذلك باستخدام تفاعل البوليمراز المتسلسل، وهو تحليل كمي وكيفي. يُحصل على العينات من الغلالة الشهباء الدموي، أو من المني أو من البول.
الحمل الفيروسي
يمكن أن يكون مؤشرًا لتطور المرض.
فحص الإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب
تعداد كامل للدم
وهو هام لتقييم وضع المريض في حالات الكبت المناعي، وفي تقييم التأثيرات الجانبية لاستخدام دواء الغانسيكلوفير.
نتروجين يوريا الدم والكرياتينين
لتقييم التأثيرات الجانبية للفوسكارنيت والسيدوفوفير.
التصوير
- بالأمواج فوق الصوتية: لتقييم انفصال المشيمة، خصوصًا في حال كان التهاب الجسم الزجاجي يحجب الرؤية البصرية لقاع العين.
- تصوير قاع العين وتصوير الأوعية بالفلوروسيئين: وذلك لتقييم المناطق المصابة بالتهاب الشبكية والإقفارية.
- تصوير الصدر بالأشعة: لتقييم حالة التهاب الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية.
فحوصات أخرى
- فحص أضداد الملتويات التألقي.
- عيار أضداد المقوسات: وذلك للتشخيص التفريقي لالتهاب الشبكية والتهاب الجسم الزجاجي.
العلاج
المعالجة عالية الفعالية المضادة للفيروسات القهقرية HAART
بدلت هذه الأدوية من العلاج التقليدي للحالة، حيث كانت تُعطى الأدوية طيلة حياة المريض. من الضروري أثناءه القيام بمراقبة كل من حالة الجهاز المناعي والموجودات العينية لمنع حصول ضرر في الشبكية.
العلاج الجراحي
يحتاج بعض المرضى المصابون بالتهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا إلى تدخل جراحي، بعضهم لإصلاح انفصال الشبكية، وبعضهم لتستيل الغانسيكلوفير داخل الجسم الزجاجي بحقنه أو بزرع غرسة له.
علاج انفصال الشبكية نتيجة التهاب الشبكية بالفيروس المضخم للخلايا
- تحدث هذه الحالة عند 5 إلى 29% من الحالات. وكثيرًا ما تصيب كلا العينين.
- يكون الإصلاح أكثر نجاحًا باستئصال الجسم الزجاجي والعلاج بالليزر، وبعج الصلبة وإدخال زيت السيليكون.
- معدل إعادة التصاق الشبكية هو 76%.
غرسة الغانسيكلوفير داخل الجسم الزجاجي
بجرعة 1 ميكروغرام كل ساعة بتحرر مستمر.
المصدر
https://emedicine.medscape.com/article/1227228-workup#showall