التهاب الوريد الخثري
يحدث التهاب الوريد الخثاري عندما تؤدي الخثرات الدموية لتورّم وريد أو أكثر، غالباً في الطرفين السفليين، و يمكن لالتهاب الوريد الخثاري في حالات نادرة أن يصيب أوردة الساعدين أو الرقبة.
قد يكون الوريد المُصاب قريباً من سطح الجلد و تُدعى الحالة عندئذٍ التهاب الوريد الخثاري السطحي، أو يكون الوريد عميقاً داخل العضلات مما يؤدي لالتهاب الوريد الخثاري العميق DVT، و يزيد التخثّر في الأوردة العميقة من خطر الإصابة بأمراض خطيرة، مثل الخثرة المنتقلة (الصمّة) و التي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين و تسدّ أحد الشرايين الرئوية (الصمّة الرئوية). قد يحدث التهاب الوريد الخثاري بسبب فترات طويلة من الراحة و عدم الحركة، مثل الجلوس لفترات طويلة في الطائرة أو السيارة أو الراحة الطويلة في السرير بعد عمل جراحي.
يمكن للإنسان أن يريح الألم و يخفف من خطر تشكل الخثرات ببعض إجراءات الوقاية الذاتية، و هناك عدة علاجات متوافرة، تتضمن الأدوية و الجراحة لتدبير التهاب الوريد الخثاري.
الأعراض
تتضمن أعراض التهاب الوريد الخثاري:
- دفء و مضض و ألم في المنطقة المُصابة
- احمرار و تورّم
عندما يكون الوريد المُصاب قريباً للسطح، يمكن للمريض أن يرى حبلاً قاسياً أحمراً مؤلماً مباشرة تحت سطح الجلد، بينما إذا كان الوريد المُصاب عميقاً، فيمكن للطرف أن يتورّم و أن يصبح مؤلماً و مُمضاً، و تكون هذه الأعراض أكثر وضوحاًعند الوقوف أو المشي، كما يمكن أن يشتكي المريض من الحمّى، و لكن العديد من المُصابين بالتهاب الوريد الخثاري لا يشكون من أية أعراض.
يجب على المريض مراجعة الطبيب إذا شكا من أحمرار مؤلم و متورّم في الأطراف، و خصوصاً إذا كانت لديه عوامل خطر للإصابة بالتهاب الوريد الخثاري مثل عدم الحركة لفترات طويلة أو قصة عائلية للإصابة، و يجب أن يراجع المريض الإسعاف فوراً إذا ترافقت هذه الأعراض مع حمّى شديدة أو ضيق نَفَس، حيث يمكن أن تشير هذه الأعراض لالتهاب الوريد الخثاري العميق، و الذي يزيد من خطر الإصابة بالصمّة الرئوية.
الأسباب
يزداد خطر الإصابة بالتهاب الوريد الخثاري في الحالات التالية:
- إذا لم يتحرك المريض لفترات طويلة، كما عند الجلوس في الطائرة أو السيارة
- عند الاستلقاء في السرير لفترات طويلة، مثلما يحدث بعد العمليات الجراحية أو الإصابة بنوبة قلبية أو أذية ما، مثل الإصابة بكسر في الساق.
- الإصابة بأحد أنواع السرطان، مثل سرطان البنكرياس، و الذي يسبب زيادة في كمية طلائع التخثّر ــ و هي مواد ضرورية للتخثّر ــ في الدم
- الإصابة بسكتة دماغية تسبب شلل الساقين أو الذراعين
- عند تركيب جهاز تنظيم ضربات القلب أو إذا كانت هناك قثطرة في وريد مركزي من أجل علاج مرض ما، و التي يمكن أن تخرّش جدار الوعاء الدموي و تقلل من التدفّق الدموي
- في حالة المرأة الحامل أو التي أنجبت مؤخراً، و التي يمكن أن تتعرض لزيادة الضغط في أوردة الحوض و الطرفين السفليين
- استخدام موانع الحمل الفموية و العلاج الهرموني المتمم، و التي تزيد من احتمال تخثّر الدم
- إذا كان هناك قصة عائلية للإصابة بأمراض تخثّر الدم أو الميل لتشكيل الخثرات بسهولة
- المريض زائد الوزن أو البدين
- الإصابة بالدوالي.
- التدخين
كلما كان لدى المريض عوامل خطر أكثر، كلما ازداد خطر إصابته بالتهاب الوريد الخثاري. إذا كان لدى المرء واحد أو أكثر من عوامل خطر الإصابة بالتهاب الوريد الخثاري، يجب أن يناقش الخطط الوقائية مع طبيبه قبل فترات عدم الحركة الطويلة، كما عند السفر بالطائرة أو الرحلات الطويلة بالسيارة أو بعد العمل الجراحي.
المضاعفات
تكون المضاعفات نادرة في حالة التهاب الوريد الخثاري السطحي، بينما إذا حدث الالتهاب الخثاري في الأوردة العميقة فقد تتطوّر الحالة لما يُدعى التهاب الوريد الخثاري العميق، و عند حدوثه يكون خطر المُضاعفات كبيراً. تتضمن هذه المضاعفات:
- الصمة الرئوية: إذا تحرر و تحرك جزء من الخثرة الدموية (الصمّة)، قد تنتقل إلى الرئتين، حيث يمكن أن تسدّ أحد الشرايين و تسبب حالة خطيرة قد تكون مميتة.
- النوبة القلبية أو السكتة الدماغية: في حال كان المريض مُصاباً بعيب قلبي خُلقي يؤدي لظهور ثقب في القلب، كما يحدث في حالات الثقبة البيضوية السالكة أو الفتحة في الحاجز الأذيني أو الفتحة في الحاجز البُطيني، فيمكن عندئذٍ للخثرة التي تتشكل في الأوعية الدموية أن تنتقل و تدخل الشرايين الاكليلية أو الشرايين الدماغية و تسبب حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغيّة.
قد يؤدي التهاب الوريد الخثاري العميق إلى أذية صمامات الأوردة في الساقين، حيث أنّ هناك صمامات داخل الأوردة تمنع الدم من العودة إلى الوراء بينما يتمّ دفعه و ضخّه بشكل تدريجي إلى الأعلى باتجاه القلب، و عندما لا تعمل هذه الصمامات بشكل جيد فمن الممكن حدوث عدد من المضاعفات:
- توسّع الأوردة (الدوالي): يمكن للركودة الدموية في الأوردة أن تؤدي لانتفاخ هذه الأوردة، و تكون النتيجة حدوث توسّع الأوعية.
- التورّم: في بعض الحالات، قد تصبح الركودة الدموية شديدة للغاية بحيث ينتفخ الطرف السفلي (الوذمة).
تغيّر لون الجلد: عندما يحدث التورّم المزمن و يزداد الضغط على الجلد، قد يتغيّر لون الجلد مشكلاً ما يُدعى بالاصطباغ الركودي، و في بعض الحالات، قد تحدث قرحات جلدية، و عند اشتباه المريض بحدوث هذه القرحات يجب أن يراجع طبيبه.
- انسداد الأوردة: يمكن أن يسبب التهاب الوريد الخثاري العميق انسداداً دائماً لتدفق الدم داخل هذه الأوردة.
العلاج
قد ينصح الطبيب ببعض إجراءات العلاج الذاتية إذا كان التهاب الوريد الخثاري سطحياً، و التي تتضمن تطبيق كمادات دافئة على المنطقة المؤلمة و رفع الطرف المُصاب و استخدام بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية NSAID، و لا تحتاج هذه الحالة عادة لدخول المشفى و تتحسن خلال أسبوع أو أثنين.
يمكن للطبيب أن يستخدم العلاجات التالية لتدبير التهاب الوريد الخثاري، بما فيها حالة التهاب الوريد الخثاري العميق:
الأدوية: يمكن استخدام حقن من الأدوية المميّعة للدم (مضادات التخثّر) في حالة التهاب الوريد الخثاري العميق مثل الهيبارين (heparin) للوقاية من توسع نطاق التخثّر، و بعد استخدام الهيبارين، يجب أن يستمر المريض بتناول الوارفارين ((warfarin لعدة أشهر للوقاية من توسع نطاق التخثّر، و عندما يصف الطبيب الوارفارين يجب أن يتبع المريض تعليمات تناول الدواء بدقة، حيث أن هذا الدواء قوي و يمكن أن يسبب تأثيرات جانبية خطيرة في حال لم يلتزم المريض بطريقة تناول الدواء المناسبة.
الجوارب الداعمة: تساعد هذه الجوارب على منع التورّم و تقلل من فرص حدوث مضاعفات التهاب الوريد الخثاري العميق.
فلتر (مصفاة) الأجوف السفلي: في بعض الحالات، و خصوصاً عندما لا يستطيع المريض تناول مميعات الدم، يمكن استخدام فلتر يتم إدخاله في الوريد الأجوف السفلي للوقاية من دخول الخثرات المنتقلة من الساقين إلى الرئتين، و في العادة يبقى هذا الفلتر إلى الأبد، و لا يتطلب هذا الإجراء بقاء المريض في المشفى.
إزالة الأوردة المتوسّعة (الدوالي): يمكن أن يزيل الطبيب الأوردة المتوسّعة التي تُسبب الألم أو التهاب الوريد الخثاري الناكس بعمل جراحي يُدعى إزالة الأوردة المتوسّعة.
يجرى هذا العمل عادةً دون الحاجة لذهاب المريض إلى المشفى، و يتضمن عادة إزالة لوريد طويل عبر شق جراحي صغير، و عادةً ما يعود المريض لنشاطه الطبيعي خلال أسبوع أو أثنين. لا يتأثر الدوران الدموي في الساق عند إزالة هذا الوريد حيث أن الأوردة العميقة تتكفل بهذه الكمية الزائدة من الدمّ، و تجرى هذه العملية بشكل شائع لأسباب تجميلية.
إزالة الخثرة أو المجازة الوعائية: قد تكون الجراحة ضرورية في بعض الحالات لإزالة الخثرة التي تسدّ أحد أوردة الحوض أو البطن، و لتدبير الوريد المسدود بشكل دائم، يمكن للطبيب أن يلجأ لإجراء جراحي لتجاوز الوريد المسدود أو إلى إجراء غير جراحي يُدعى رأب الوعاء من أجل فتح الوريد. ما أن يتم فتح الوريد حتى يقوم الطبيب بوضع أنبوب شبكي صغير (STENT) للحفاظ على الوريد مفتوحاً.
الإنذار
غير متوفر